شهدت مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور مأساة إنسانية جديدة، حيث قُتل ما لا يقل عن 35 شخصًا وأُصيب العديد من المدنيين نتيجة القصف العنيف الذي شنته قوات الدعم السريع على الأحياء السكنية يومي الخميس والجمعة. هذا التصعيد يأتي في وقت تعاني فيه المنطقة من أزمة إنسانية خانقة، حيث تزايدت الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمياه والأدوية بشكل كبير، مما يزيد من معاناة السكان.
في إطار هذه الأحداث، أكدت قوات الدعم السريع على تشديد الحصار حول مدينة الفاشر، بعد أن تمكنت من السيطرة على مخيم زمزم في 14 أبريل الجاري. وقد أشار شهود عيان إلى أن القصف استهدف مناطق متعددة، بما في ذلك أحياء النصرات والقبعة ومخيم نيفاشا وحي أبوشوك، حيث تم إطلاق أكثر من 150 قذيفة خلال يومين، مما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
من جانبها، أفادت مصادر طبية من مستشفى السلاح الطبي التابع للقوات المسلحة بأن المستشفى استقبل عشرات الجرحى من المدنيين نتيجة القصف المدفعي الذي استهدف أحياء الفاشر. وقد تم دفن الضحايا في مقابر نيفاشا وأبوشوك والقبعة، حيث بلغ عددهم 35 شخصًا خلال يومين، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها المدينة في ظل هذه الظروف الصعبة.
وحذّرت من زيادة معاناة المصابين بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى غياب الكادر الصحي في مدينة الفاشر بشكل عام، فضلاً عن الحصار المفروض على المدينة وتوقف عمليات الإسقاط الجوي.
واصلت قوات الدعم السريع تنفيذ هجمات على الفاشر منذ 10 مايو الماضي، في محاولة للاستيلاء على آخر معاقل الجيش في دارفور، إلا أن الجيش وتلك الحركات المتحالفة معه يبذلون جهدًا كبيرًا في الدفاع عن المدينة.
