حياة

إبراهيم الشوش .. العطبراوي البار

مصدر الخبر / صحيفة آخر لحظة

حيدر محمد علي

 

ولد إبراهيم الشوش بـ(مورة) بالولاية الشمالية عام 1903م  وترعرع فيها ودرس في خلاويها ،و غادر قريته الوادعة على النيل ، في  السابعة عشر من عمره وتنقل في عدة مناطق ثم استقربمدينة الحديد والنار ( عطبرة )في العام 1920م وعمل هناك بأحد الأفران ,وكان يعمل ويدرس بالمدرسة الأميرية حيث كان من معلميه الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري ثم اتجه بعدها للتجارة وقام بفتح مخبر ومقهى في السوق العريق إضافةً إلي محل تجاري للمواد الغذائية (الدقيق والزيت) وكان موقعه قرب جامع عطبرة الكبير في مواجهة ميدان المولد.

إبراهيم الشوش هو أول من امتلك راديو بعطبره ، وكان يقوم بتشغيله عبرمكبرات الصوت لتكتظ الساحة أمام دكانه بجموع المواطنين المرابطين لسماع الأخبار منذ الصباح الباكر ، فكان كل عمال السكة حديد والموظفين والتجار يحرصون علي التواجد صباحاً أمام دكانه قبل الذهاب للعمل، يجلسون على المقاعد والبروش.
وعرف الشوش بالكرم الفياض وكان معروفاً عنه أنه يحضر صينية الفطور المميزة من منزله ويشاركه فيها كل جيرانه في السوق.
ولأنه كان معروفاً بمكانته الطيبة عند الناس فلقد كان هو المصلح الإجتماعي الذي يحل مشاكل الناس  وبها أصبح شيخاً لمدينه عطبرة عام 1930 م وعمره لم يتجاوزالـ27 عاماً .
عرف  الشوش بالورع والتقوى وكان مهتماً بالمسجد الكبير وكانت هناك مقولة شهيرة توارثتها الأجيال بعطبره وهي : (يا تدوني قروش يا أدخل دين الشوش ) والتي كان يرددها شاب (غير مسلم)  يعيش مع أسرته بعطبرة ،وكان يطالب أهله بمبالغ مالية من حين لآخر وكلما يرفض والده منحه ما يطلب من نقود يصرخ بتلك العبارة.
وقد أسلمت إحدى فتيات عطبرة علي يديه بعد ارتباطها بأحد الشبان المسلمين وكان طالبا فتكفل الشوش بنفقة زواجهما.
ومن فضائل الرجل التي ظلت شاهدة علي نبله  وزهده في الدنيا ، ذلك البيت الكبير الأصفر الذي يطل علي شارع كسلا والذي اشتراه وجعله وقفاً لله ثم قام بعد ذلك باستئجاره لأسرته وكان حريصاً علي دفع ايجاره للأوقاف .
تم تعيينه قاضياً بالمحكمة الأهلية (محكمة العمد) بعطبرة وكان مشهورا بـ(الحكمة)  في صدور الأحكام وظل يدفع الغرامات للمحكومين بها عندما يعلم أن المحكوم غير مستطيع دفعها، وحرص الشوش على تمليك كل أبناء عطبرة قطع سكنية وكان له الفضل في إنشاء حي القلعة والذي فرض علي الخواجة تقسيمه للمواطنين وكان قد استلم مساحة حي القلعة كلها باسمه ثم قام بتسجيلها لـلمواطنين ليصير حي القلعة الحالي .
ومن مواقفه الوطنية الشهيرة أن المأمور الإنجليزي  طلب منه ضرورة الذهاب معه لتفتيش منزل سوداني كان يشك أن بها منشورات ضد الإنجليز فرافقه وتم العثور علي منشوروحيد  بيد صاحب المنزل ففكر الشوش في حيلة تنقذ الرجل فقال له بصوت التهديد والوعيد :(غايتو الليلة المنشور ده مايحلك منو إلا تبلعو في بطنك دي ) وفهم الرجل الرسالة وبلع المنشور وأخفى دليل إدانته.
تزوج إبراهيم الشوش بعدد من الحرائر وله خمسة عشر ابنا أشهرهم الدكتور (محمد إبراهيم الشوش) الخبير الإعلامي ورئيس تحرير مجلة الدوحة القطرية السابق .
 توفي إبراهيم الشوش بمستشفى عطبرة في الخامس من يوليو معام 1971م رحمه الله رحمة واسعة.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة

عن مصدر الخبر

صحيفة آخر لحظة