السودان الان

دعم القاهرة لجوبا …اياك اعني فاسمعي ياجارة(3)

تقرير: رانيا الأمين(smc)

مقدمة:
معلوم أن العلاقات الخارجية للدول تبنى وفقاً للمصالح الإستراتيجية التي تخدم كل دولتين ، مع التأكيد على عدم السوداني للخدمات الصحفية سلسلة من التقارير في قراءة لما بين السطور حول مالآت الدعم المصري لجنوب السودان وتأثيراته السياسية والأمنية والعسكرية على السودان ، مع استصحاب اراء الخبراء والمختصين لرسم السيناريوهات المختلفة.الإضرار بأي من الدول الأخرى المجاورة وفق ما يقتضية القانون الدولي بعدم التأثير على الأمن القومي ، وعطفاً على التباين في العلاقات بين الدول في الإقليم المحيط بالسودان أعد المركز
يبدو أن القاهرة وجدت نفسها في عزلة اقليمية لإبتعادها عن المساهمة والمبادره في حل النزاع الدائر بين الأطراف في جنوب السودان في الوقت الذي يعتبر فيه المجتمع الدولي أن السودان يمثل القوة ذات النفوذ الإقليمي في جوبا لمساهمته ودوره الفعال في حل النزاع الداخلي في جنوب السودان وبذات القدر فان اثيوبيا سبق ان قادت جهوداً لإحتضان اطراف النزاع من خلال مائدة تفاوضية ، ولم تكن يوغندا بعيدة عن ذلك ومؤخراً دعا الرئيس اليوغندي يوري موسفيني الأطراف المتحاربة في جنوب السودان بالعودة الي طاولة المفاوضات حيث اعلنت انحيازها لجيش جنوب السودان ، جميعها اسباب ربما دفعت القاهرة الى محاولة ظهورها كقوة إقليمية يمكن أن تساهم في حل قضايا المنطقة.
لم يكن دعم القاهرة للجيش الشعبي بأجهزة رادار ليتم تركيبها على الشريط الحدودي مع السودان وأثيوبيا من قبيل المصادفة حيث يري المراقبون أنها ارادت أن تجعل جنوب السودان الأبعد سياسياً لكل من السودان وأثيوبيا وأقربهم الي مصر لحساباتها المستقبلية فيما يختص بملف المياه.
ويري الخبير العسكري اللواء يونس محمود أنه خلال الفترة الأخيرة برزت كثير من الأدوار العسكرية السالبة تجاه السودان من قبل مصر وهي ليست محصورة فقط على تقديم الدعم العسكري لنظام سلفاكير ، بل هنالك حملة إعلامية منظمة تجاه كل ماهو سوداني وكان هنالك تباطؤ واضح ومتعمد في تهنئة السودان بقرار رفع العقوبات الأمريكية، بل هنالك معلومة بأن مصر كانت منزعجة من رفع الحظر عن السودان ، واضاف أن مصر تدعم نظام سلفاكير في ظروف يدعم فيها الأخير الحركات السودانية المتمردة فهي بذلك بطريقة غير مباشرة تساعد في عدم الإستقرار في السودان ، واضاف محمود ان دعم القاهرة للجنوب يؤثر أمنيا ً على السودان لأن الأعراف الدولية فسرت الدولة الداعمة لأي نظام عدائي يحارب دولة جارة مثل السودان يعتبر حرباً من قبل الدولة الداعمة.
وقال ان مصر الآن تتحدث عن ان دعمها للجنوب امر مرتبط بسيادتها لكن هذا غير صحيح خاصة وأنها لا تقبل أن يتعامل السودان مع المعارضة المصرية مثلاً داخل او خارج مصر ، لذلك من حق السودان الإحتجاج على الموقف المصري من الداعم عسكرياً للجيش الشعبي الذي يدعم بدوره قطاع الشمال والحركات المتمردة.
وقال محمود أن مصر تريد أن تعاقب السودان على موقفه من سد النهضة في حين أنها وافقت بكامل ارادتها على الإتفاقية الإطارية ووقعت عليها في الخرطوم ، لذلك السودان غير ملوم وعلى القاهرة أن تدرك أن نفوذها في القاره الأفريقية لم يعد كالسابق، وان مصر أصبحت دولة متواضعة الحال سياسياً واقتصيادياً ودبلوماسياً ، مضيفاً هذا الواقع الجديد فرض على مصر ضرورة الإدراك أن السودان اصبح قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها او تطويعها.
يبدو أن السخط وعدم الرضا السوداني تجاه الدعم المصري لجنوب السودان لم يكن الا من خلال قراءة مألات الأوضاع على السودان وتأثير دخول مصر في معادلة العلاقات بين السودان وجنوب السودان من خلال تأثير علاقات مصر بجوبا على الأمن القومي للسودان الذي يتأثر بطبيعة الحال بكل مايجري في جنوب السودان من مجريات سياسية وأمنية وعسكرية.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع المركز السوداني للخدمات الصحفية

عن مصدر الخبر

المركز السوداني للخدمات الصحفية