حيدر محمد علي
ولد عمر الحاج موسى بالكوة بالنيل الأبيض منتصف عشرينيات القرن الماضي ودرس الخلوة كأقرانه ثم التحق بكلية غردون التذكارية
التي تخرج فيها في الـ10 من نوفمبر عام 1942 والتحق بالمدرسة الحربية براءة الحاكم العام في 3 فبراير 1943 الدفعة التاسعة .
تخرج عمر في الكلية الحربية برتبة ملازم ثاني في أغسطس 1944 وكان أول دفعته التي ضمت كل من عبده حسين محروس ، سليمان إبراهيم ، يعقوب كبيدة ، صديق محمد طه ، أحمد مرتضي فضل مولي ، بانقا عبد الحفيظ .
اشترك في الحرب العالمية الثانية مع أورطة العرب الغربية في أرتريا و في شمال إفريقيا في طبرق .
أوفد في عام 1948 إلي المملكة المتحدة لحضور دراسة خارجية في الموصلات اللاسلكية حيث تم نقله إلي سلاح الإشارة.
تلقي كورس قادة السرايا بالسودان عام 1953 .
تلقي فرقة أركانحرب السودان عام 1963
وقد عمل في كل قيادات السودان وكان قائداً للقيادة الشمالية شندي .
عين قائداً لسلاح الإشارة .
كما تقلد منصب رئيس تحرير جريدة الإشارة ثم تقلد منصب مدير إدارة القوات المسلحة ومن ثم نقل لفرع الأركان حرب العامة
أحيل للمعاش في 25 مايو 1969 بعد مجيء مايو ثم عين وزيراً للدفاع عام 1969م
اختاره الرئيس نميري وزيراً للثقافة والإعلام وعين عضوا بالمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ثم مساعداً للأمين العام.
اختير رئيساً لمجلس إدارة جامعة أم درمان الإسلامية ومشرفاً سياسياً علي مديرية كسلا.
عرفته القوات المسلحة السودانية ضابطاً منتسبا إليها ونال شرف الانتماء لها وهو شاب ممتلئ بالحيوية وثائراً وطنياً والأمة ما انفكت تنازل المستعمر آنذاك انتزاعاً لحريتها .
أسهم العميد عمر الحاج موسي في بناء الجيش السوداني تخطيطاً وتنظيماً وقيادة ومنح الجيش كل ما يملك من تجربة زاخرة بصدق الوطنية وأصالة الجندية فكان يمزج زمالة السلاح بالشجاعة والأصالة والعمل والمنطق السليم والعلم الغزير والثقافة المتنوعة .
أوصي الأديب عمر الحاج موسي بوحدة الجيش وتماسكه ونادي برفعة السودان ومنعته من خلال خطبه المتعددة والمتنوعة.
من أقواله المشهورة والمشهودة عند قادة القوات المسلحة :(خذوا العلم من الجندي والتعلمجي والمخزنجي والبروجي) وهذا يعني تواضع القائد العالم وحنكة المجرب البارع الملم بأمر من هم تحت قيادته .
عاش عمر الحاج موسي ومات بغير رصيد إلا القلوب التي التفت حوله بالمحبة بعد موته وبلغت جملة المرثيات من أبيات الشعر عدة دواوين .
وفي الوداع الأخير كتب الشاعر اسحق الحلنقي رائعته في الرثاء منها هذه الأبيات:-
مهما الزمن طلع قمر
وغيب قمر
ما بجيب قمر يشبه عمر
كان مس بيده التراب يصبح درر
وكان حدثك ترحل بعيد
لدنيا ما دنيا البشر ما كان بطل
في العز قدل كان المحارب في كرن
وكان المناضل في ليبيا ومعارك كل الزمن، عرف عمر الحاج موسى بقوة البيان ولطافة المعاني وروعة التشبيه فكانت خطبه ينتظرها الادباء والعامة لما فيها من بلاغة ومن أشهر خطبه ماقاله في افتتاح تلفيون الجزيرة بمدني:( أهل مدنى … عيوننا … أرواحنا … أيدينا … سِـرّنا … جهرنا … كلها عشاق أحييكم وأسلم عليكم وأتمنى أن لو كان فمى فى يدى .
الأخوة الزملاء … السيدات والسادة … من مدنى حسناء الجزيرة وغادتها أحييكم ، من مدنى الـسُّـنـِّى الراقـدة على شاطىء النيل الأزرق مستحمة من مائه … مستجمة على رماله … مستدفـئة بحبابه … مستـكـنة فى رحابه … متوسـدة تربه وترابه … حرفه وجرفه … منها … من مدنى أحييكم ويحييكم معى المشاهدون لحفلنا الحافـل الحفيل هذا … إخوانكم وبناتكم وعمّاتكم وبنات عمّاتكم أراهم هناك صامتين مطرقين حامدين شاكرين … هناك بدءاً بحنتوب التى تجلس بجانب مدنى كالهمزة على سطرها وصدرها)
وقد تناقل الناس خطابه الأخير الذي ألقاه في قاعة الصداقة إعلانا بفوز النميري بالرئاسة والذي نوفي بعده بساعات
(سيدي الرئيس اهلي لا ينسون وهم كالصاغه أعلم الناس بخير الذهب هم كالنسابه أعلم الناس بجيد النسب .
أحبوك لأنك زرتهم في الغرب جلست معهم في شنقلي طوباية ورجل النقدول حدثوك عن الانبضايه والمندكولا والكابلو ..
شربت معهم الماء من السعن والركوه ووعدتهم بماء النيل ووعدك وعد حر إنك لمنجزه .
أحبوك لأنك زرتهم في الشرق في همشكوريب رفعوا لك الشرافه وأحاطوك بنون القلم
فقد أخبروك وأحبوك ومعك بعلم اليقين وعين اليقين وعين الحق أحبوك سيدي الرئيس في الجزيره لأنك زرتهم في أبو فروع وسط الجزيرة وحدثتهم عن مناقبهم ونوافلهم وأوصيتهم عن البيت الكبير أشروه وعلي الجار أن وقع شيلوه وعلي الولد اليتيم ربوه وعلي ضيف الهجوع عشوه وعلي السيف السنين اسعوه وعلي فايت الحدود واسوه .
أحبوك لأنك زرتهم في مريدي ولبست السكسك ورقصت وعمدوك كجورا .)
توفى رحمه الله عام 1977م.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة