السودان الان

علي نهجك سائرون..المؤتمر العام للشعبي .. مرحلة ما بعد الترابي

مصدر الخبر / صحيفة آخر لحظة

الخرطوم:أيمن المدو

 

من محاسن الأقدار أن  يشهد ثرى البراري الذي سُجي بداخله جثمان الراحل حسن الترابي في مارس الماضي، أن يشهد بالأمس فعاليات الجلسات الأولى للمؤتمر العام للشعبي الذي احتضنته القاعة الكبرى بأرض معرض الخرطوم الدولي، وسط حضور هادر فاق الألفين شخص من عضوية الحزب بالخرطوم والولايات، بجانب ممثلين للقوى السياسية بالبلاد، ووفود من معظم الدول العربية والأروبية والإفريقية، وبتغطية كبيرة من كل القنوات الفضائية المحلية والأجنبية، بالإضافة إلى مراسلي الصحف  اليومية ووكالات الأنباء، وعند حلول الساعة العاشرة والنصف من صبيحة الأمس، وعبر شعار «على نهجك سائرون « انطلقت الجلسة الافتتاحية بالتهليل والتكبير وسط النحيب والأدمع الحرى التي سكبها الشعبيون بالقاعة لحظة استعراض فيلم قصير يحكي عن التجربة السياسية للترابي، وبحسب النظام الأساسي للحزب، فقد ترأس الجلسة  العضو عثمان عبد الوهاب بصفته أكبر الأعضاء سناً، لكن  الأمين العام المكلف الشيخ إبراهيم السنوسي مضى باكراً إلى حسم  منصب الأمين العام الجديد لصالح نائبه علي الحاج بإعلانه الانسحاب من التقدم بالترشح للمنصب، تاركاً خلافة الترابي لعلي الحاج أو المرشحين الآخرين ثريا يوسف وسليمان حامد

 

بكاء السنوسي
 خصصت اللجنة المنظمة القاعة الكبرى التي تحمل الرقم (2) لانعقاد جلسات المؤتمر، مع تخصيص القاعة الأخرى التي تحمل الرقم (1) لمعرض توثيقي خاص بمؤلفات الراحل الترابي، بمصاحبة مكتبة الالكترونيات التي تحوي العديد من الأفلام والسير المختلفة عن الترابي، بينما زينت جدران القاعتين بملصقات كبيرة تضم صور  الترابي، بجانب شعارات الحزب، وسعي الحضور للتقاطر إلى قاعة الجلسة التي خصصت مقاعدها  الأمامية لرؤساء الأحزاب والسفراء، والتي تليها إلى ممثلي القوى السياسية، بجانب الصف الثالث الذي خصص لجلوس أمناء الشعبي بالعاصمة والولايات، ثم مقاعد الإعلامين والحضور، وكان أول قيادات الشعبي دخولاً إلى القاعة هو المرشح الأبرز للمنصب د. علي الحاج الذي دلف وسط موجة من التكبير والتهليل من قبل شريحة الشباب، بينما تبعه الشيخ السنوسي الذي ضجت القاعة بدخوله بعبارات «هي لله لا للسلطة ولا للجاه» لمدة دقيقتين تخللتها مقولة «لن نحاور من يناور»
 تخصيص مقاعد الجلوس
وجلس الشيخ السنوسي في المقاعد الأمامية المقابلة للمنصة وعلى يساره جلس زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي وعلى يمينه جلس علي الحاج، وجلس في المقاعد الأمامية مساعدو رئيس الجمهورية الباشمهندس إبراهيم محمود حامد، وعبد الرحمن الصادق المهدي، وموسى محمد أحمد، بجانب رئيس حركة الإصلاح الآن د.غازي صلاح الدين، والأمين العام للحركة الإسلامية الشيخ الزبير أحمد الحسن، ووزير الإرشاد والأوقاف عمار موسى ورئيس المجلس الوطني البروفسير إبراهيم أحمد عمر، بجانب سفير دولة جنوب السودان ميان دووت، والدكتور التجاني سيسي،  والأمين السياسي للشعبي كمال عمر  وأرملة الراحل الترابي وصال المهدي ورئيسة الحزب الديمقراطي اللبرالي  د. ميادة سوار الدهب، والمرشحة للمنصب ثريا يوسف،  بجانب ممثلين للدول الأجنبية،  بينما جلس في المقاعد الخلفية وزير الشباب والرياضة حيدر جالكوما، ورئيس حزب الحقيقة الفدرالي فضل السيد شعيب، بجانب رئيس مجلس الأحزاب الإفريقية د.نافع علي نافع ورئيس حزب الأمة الفدرالي د. أحمد بابكر نهار، بجانب نائب رئيس حزب الأمة الأسبق د.آدم موسى مادبو، والأمين والقيادي بالحزب الناصري ساطع الحاج، والامين العام الاسبق للأمة القومي د.إبراهيم الأمين، بجانب وزير العدل الأسبق محمد بشارة دوسة ونائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء معاش فضل الله برمة ناصر، فيما جلس الأمين السياسي للوطني حامد ممتاز بجانب القيادي بالتحرير والعدالة بشارة جمعة أرو  في مقاعد الصف الثالث بجانب أمناء الشعبي
 تاسيس واقع جديد
وتحدث عدد من الحاضرين بكلمات مؤثرة في حق الراحل الترابي، معددين مناقبه على الحركة الإسلامية العالمية والإقليمية، بجانب أداوره المهمة على الصعيد الداخلي، بينما سكب السنوسي أدمعاً من مقلتيه في مشهد أبكى جل الحاضرين، وهو يقول إن الترابي قد رحل عنا لكنه باق بين جوانحنا بفكره ونهجه، وتابع: إن المؤتمر الشعبي كما تعلمون يمثل آخر جلباب للحركة الإسلامية التي امتدت مسيرتها منذ حقبة أربعينيات القرن الماضي لأجل إرساء قواعد المجتمعات الراشدة، وأشار إلى أن حركة التغيير في مسار الحزب تمضي إلى الأمام، وانعطف بحديثه إلى الحوار الوطني، مؤكداً أنه يؤسس لواقع سياسي جديد حول جدلية: كيف يحكم السودان؟ دون التطرق لمن يحكم، وشدد على أن  الشعبي يتطلع إلى تطوير هياكله التنظمية عبر المؤسسية والشورى، وصولاً الى غاياته في إرساء مفاهيم حزبية راشدة، وزاد لانقول إلا ما ينفع، ولانتحدث إلا بعد التوصل إلى أهدافنا، داعياً كل الكيانات السياسية والاجتماعية للتناصح والتحاور، لأجل وحدة البلاد..  ثم عرج إلى القضية الفلسطينية فقال لا تصالح أو حوار مع إسرائيل
جدلية المركز والهامش
ومن جهته كرر رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي عزاءه في الفقيد الترابي، وقال إن التحديات التي تواجهها القوى السياسية تتجلى حول جدليات المركز والهامش والانتماء للوطن، بجانب الانتماء إلى الكيانات فوق الوطنية، ولفت إلى أن هذه الجدليات تمثل امتحاناً صعباً أمام كل القوى السياسية السودانية، وأشار إلى ضرورة أن يشمل الحوار الوطني مسودة خارطة الطريق، ثم طرح المهدي تساؤلات بشأن الحوار بقوله هل سينتهي كما بدأ أم سيحقق رغبات  إضافية لجماهير الشعب السوداني، ووجه حديثه إلى السنوسي بأنهم في الأمة القومي بجانب الأسرة الدولية يتابعون النتائج المفضية إليها مخرجات المؤتمر، مطالباً الشعبي بالانحياز إلى الجدليات السياسية الوسطى، بجانب الإتجاه في صف ايقاف الاقتتال والاحتراب والاستقطاب بالبلاد
ركيزة اساسية  
  بينما أعرب مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود عن تقديرهم الكبير للمؤتمر الشعبي كأول حزب سياسي يلتف حول مشروع الحوار الوطني الذي طرحه الرئيس البشير في الساحة، وقال إن الشعبي مثل الركيزة المهمة والأساسية في نجاح الحوار والوصول به إلى مخرجاته، ولم تنقطع الهتافات التي عبرت عن المطالبة بالحرية من قبل الحضور.
 محمود واصل حديثه الذي دعا خلاله الممانعين إلى أن ينضموا إلى الحوار، ووجه حديثه إلى الصادق المهدي معلناً التزامه بخارطة الطريق الإفريقية، وقال نحن نريد أن يصبح هذا الحوار ثقافة بين الناس لأجل المضي في اتجاه البناء الراشد للوطن، وطالب في كلمته الأحزاب بممارسة الديمقراطية والشورى بين أعضائها
 التعافي من الماضي
رئيس حركة الإصلاح الآن د.غازي صلاح الدين قال رغم تقلب الأزمان فكأنني رأيت هذا المشهد من قبل، وهو يصف الهتافات الداوية التي صكت الآذان من قبل المؤتمرين، وتابع أمامكم أيها الشعبيون تحديات   تتمثل حول الفكرة التي تحملونها، بجانب التصافي والتعافي من آثار الماضي، بجانب الأخلاق وفقه التجديد الذي اشتهر به الراحل الترابي، وقال هذا اليوم تطول فيه أعناق الذين يفسحون المجال لغيرهم،
وأوصى في كلمته المؤتمرين بالوحدة والتماسك خلف أفكار الترابي، وزاد أنتم بين خيارين أما أن تكونوا في القمة أو في قاع الحفرة، وأردف علينا بشد الأحزمة بالعبور إلى الضفة الأخرى عن طريق الحوار أو الوثبة.
 الحريات العامة
القيادي الشيوعي صديق يوسف أشار إلى انعقاد هذا المؤتمر، يؤكد بأن الشعبي يريد أن يلبي تطلعات منسوبيه بجدية وقال أتمنى أن يصل الشعبي عبر هذا المؤتمر إلى اتفاق كامل بشأن قضاياه المطروحة، لأجل منفعة عضويته والبلاد من خلال توحيد القوي السياسية والعمل على إطلاق الحريات العامة، وأشار ممثل الاخوان المسلمين د. الحبر نور الدائم على الشيوخ بالتنازل قليلاً للشباب، ثم مضى قائلاً، أرجو أن تنزلوا الناس منازلهم  وأن توفى لهم العهود  خلافاً لماهو سائد بالمجتمعات، وأكدت رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي ميادة سوارالدهب بأن الترابي كان نصيراً للمرأة من خلال مناشدته لها بالحرية، داعية الشعبي إلى أن يتمسك بالمباديء القوية للترابي،  وصولا إلى ترسيخ معاني الحريات للحيلولة دون دخول البعض بسبب انعدام الحريات إلى عنق الزجاجة، وقالت المرحلة القادمة تتطلب منا خلع العباءة الأيدولوجية  لأجل مصلحة الوطن
تجديد القواعد
بينما قال مساعد رئيس الجمهورية اللواء عبد الرحمن المهدي إن قيام المؤتمر العام يمثل تجديداً للقواعد وإفساحاً للمجال للآخرين، وتحدث الأمين العام لمجلس الأحزاب  السفير عبد الرحمن  ضرار مشيراً إلى أن قيام المؤتمرات الحزبية مؤشر جيد نحو البناء السياسي وتحقيق الوحدة الوطنية  ومحاربة العنصرية، وقال من لايمارس الديمقراطية داخل حزبه لن يستطيع تحقيق تطلعات عضويته، مطالباً الشعبي  بإيداع مقرارت مخرجات المؤتمر لدى منضدة المجلس، وتحدث الأمين العام للحزب الناصري ساطع الحاج بحديث ألهب حماس الجماهير حتى هتف البعض ضد المشاركة في الحكومة، وأدى إلى خروج أمير الدبابين السابق الناجي عبد الله ومعانقه ساطع، ولولا يقظة المنصة في قطع حديث ساطع لانفض المؤتمر قبل انعقاده، بينما تحدث وزير الإرشاد والأوقاف د. عمار ميرغني ممثلاً للحزب الاتحادي الأصل، وتلاه رئيس حزب الأمة الفدرالي د. أحمد بابكر نهار
مشاركات خارجية
وجاءت مشاركات دولية من  السنغال وروسيا والأردن وتركيا ونيجريا ويوغندا وماليزيا واليمن وهولندا وباكستان وكينيا، وممثل من قبل الرئيس سلفاكير وممثل الرئيس الاريتري أسياسي أفورقي  وأبرز المشاركين هم نائب رئيس ملتقي العدالة والديمقراطية الأردني  حمزة عباس منصور ود.محمد نور  رئيس حركة الشباب الاسلامي بماليزيا والحاج علي باجي رئيس الجماعة الاسلامية بنيجريا ود.صالح السيستاني عضو مجلس النواب اليمني
مرحلة مابعد الترابي
وقبيل حلول صلاة الجمعة بقليل انفضت الجلسة الأولى المفتوحة على أن تبدأ الجلسة الثانية المغلقة بعضوية الحزب فقط، للبت في القضايا التنظمية المطروحة، على ان يكون يوم السبت لانتخاب الأمين العام الجديد عن طريق الاقتراع السري، بجانب ندوة عن ذكرى الر احل الترابي، وبختام الندوة يكون الشعبي قد طوى صفحة مستشرفا صفحات أخرى بعيد ثلاث أيام بمعرض الخرطوم الدولي، وبتكلفة تصل المليار وستمائة جنيه هي التكلفة الكلية للمؤتمر التي تبرع بمعظمها عضوية الحزب من المغتربين بدول الخليج بحسب إفادات مقربين 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة

عن مصدر الخبر

صحيفة آخر لحظة