طويلة : صديق تبن
تعافت محلية طويلة من الاحتراب والاقتتال وعاد السلام والأمن والاستقرار ليعم ارجاءها و بفضل جهود كبيرة قادها ادم يعقوب جديد معتمد المحلية الذي ثابر وصابر حتي تحقق له ما أراد ، حيث عاد النازحون واللاجئون الي مناطقهم وأخضر الزرع والضرع وأصبح إنسانها أكثر تطلعاً نحو مشروعات التنمية والخدمات.
«الصحافة» من جانبها وقفت علي الأوضاع هناك لتتلمس حاجيات المواطنين فيها وتطلعاتهم للمرحلة القادمة متناولة ابرز مظاهر الأمن والاستقرار بطويلة التي تتمثل في عودة مراكز امتحانات شهادة مرحلة الأساس والثانوي للمحلية للعام 2017 م بحاضرة المحلية بعد اكثر من «15»عاما ظل طلاب محلية طويلة يجلسون لامتحانات الشهادة السودانية والاساس في مراكز أعدت داخل مدينة الفاشر، فان عودة الحياة الطبيعية الي منطقة طويلة تؤكد عودة طويلة للحياة والاستقرار وان أهلها أكثر تطلعاً للمشروعات التنموية والخدمية .
و محلية طويلة تقع غرب حاضرة الولاية الفاشر علي بعد «60» كيلو متر تقريباً ، وتحدها من الشرق محلية الفاشر ومن الجنوب ولاية جنوب دارفور ومن الجنوب الغربي ولاية وسط دارفور ومن ناحية الشمال محلية كبكابية في شمال دارفور ويبلغ تعداد سكانها اكثر من «100» الف نسمة ويمارسون حرفة الزراعة والرعي بشكل أساسي ، وتعد محلية طويلة من اكبر محليات ولاية شمال دارفورلإنتاج الخضر والفاكهة والتي تغذي مدينة الفاشر بأكثر من 60% من احتياجاتها في مجال الاستهلاك المحلي .
انطلقت التنمية وانتظمت المحلية حيث كشف معتمد المحلية آدم يعقوب جديد عن عودة الحياة الطبيعية وهدوء الاحوال الأمنية واستقرار الأوضاع بشكل تام في محلية طويلة .
ونفي المعتمد وجود اي حركات تمرد بالمحلية ، وأبان المعتمد ل«الصحافة» حجم المعاناة والدمار الذي تعرضت له محليته ابان فترة الحرب، وقال انه عقد العزم عقب تكليفه معتمدا للمحلية في العام 2015 علي أهمية العمل علي عودة الحياة الطبيعية للمحلية فقام بنقل كل اجهزته التنفيذية من الفاشر الي رئاسة المحلية حتي يكون قريبا من المواطنين ومتابعة ادارة المحلية من هناك ، رغم المخاطر والظروف الأمنية السائدة آنذاك في المنطقة الا ان المعتمد آدم جديد قال انه تمكن في فترة وجيزة من هزيمة الجريمة والتفلت عليها وتم اعادة الثقة الي مواطني المحلية ومكوناتهم المختلفة وعادت الحياة الي طبيعتها بفضل جهود لجنة أمن المحلية والغرفة المشتركة التي شكلت لادارة العمليات بالمحلية ، وقال ان المواطنين النازحين عادوا الي قراهم .
وقال المعتمد ان الأجهزة الأمنية تمكنت من تحقيق اختراق كبير في صفوف متمردي حركة عبدالواحد في المناطق المتاخمة لمحلية طويلة وفي شرق الجبل وتمكنت سلطات المحلية من عقد اتفاقيات للمصالحة بين هذه المجموعات مع الاجهزه الأمنية اخرها الاتفاق الذي وقع مع القائد الصادق الفوكا احد ابرز القادة الميدانيين لحركة عبدالواحد محمد نور ، وقطع المعتمد ان الأوضاع في طويلها يسودها الأمن والاستقرار والهدوء في كل ارجاء محلية طويلة ، بينما عاد النازحون الي قراهم اكثر من «17» ألفا في كل من «كتور ومرتال ودوبو» ومناطق اخري .
وقال المعتمد ان المحلية اتجهت نحو مشروعات التنمية والاعمار ، مشيرا الي حاجة المحلية لمزيد من الخدمات في كافة المجالات الصحية والتعليمية وخدمات المياه ، كاشفا بان عددا من المشروعات تم تنفيذها بالمحلية منها تم بناء عدد من المدارس عن طريق شبكة التنمية الريفية بتمويل من منظمة اليونسيف بجانب تشييد مدارس ومستشفى آل مكتوم من قبل المبادرة القطرية للتنمية في دارفور وعدد من شبكات المياه التي نفذتها السلطة الاقليمية لدارفور حيث تم حفر عدد «9» شبكات مياه داخل مدينة طويلة ، فضلاً عن بئر اخر تم حفره عبر الاتحاد الأفريقي والذي ساهم بشكل كبير في توفير المياه بمحلية طويلة .
ونفي المعتمد ان تكون المحلية تعاني مشكلة مياه ، كما أشارت اليها بعض الوسائط ، مبينا ان هناك وفرة في المياه وان المحلية تنعم بمساحات زراعية واسعة لإنتاج الخضر والفاكهة التي تدعم مدينة الفاشر بأكثر من 60% من الاستهلاك المحلي .
وأكد المعتمد ان كل اجهزته التنفيذية تباشر مهامها بالمحلية من الادارات والاقسام المختلفة ، مؤكداً وقوفه ميدانياً علي كافة احوال المواطنين في القري المختلفة في انحاء المحلية وجلس معهم واستمع لحاجياتهم الضرورية ، وقال انه سيواصل الجولات مرة أخري ، مبينا بان كل الاسواق في طويلة تم اعادة فتحها منها ، سوق «كتور ومرتال وكوني» بجانب سوق طويلة المركزي ، فضلا عن فتح كل الطرق التي تربط محلية طويلة مع جيرانها طريق الفاشر وطريق كبكابية والطريق المار بطويلة الي الجنينة والي نيالا ، فيما أقر المعتمد بوجود بعض التعديات البسيطة هنا وهناك ، مشيرا الي قدرة الاجهزة الأمنية واللجان المشتركة للتصدي لكل الظواهر المعزولة .
وأكد المعتمد عودة الحياة واحياء نظام الفزع وقيام حلقات للتواصل بين مكونات المجتمع لاعادة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية، مؤكدا بان المحلية بذلت جهودا كبيرة لحماية الموسم الزراعي بفضل اللجنة المشتركة لحماية الموسم الزراعي الذي ساهم في تحقيق إنتاجية كبيرة لهذا الموسم.
واوضح ان الموسم الزراعي بطويلة كان ناجحا بشهادة المواطنين الذين أكدوا للصحيفة بان الموسم الزراعي كان ناجحا نجاحا منقطع النظير، وقالوا انهم تمكنوا من اخراج زكاة اموالهم لأول مره بعد اكثر من «17» عاما لم تشهد المحلية إنتاجا زراعيا بهذا القدر الوفير .
وأكد المعتمد ان برنامج المصالحات الاجتماعية يمضي بخطي ثابتة بالمحلية وتم تشكيل لجنة عليا تقوم باجراء التفاهمات والمصالحات بالمحلية وتفعيل نظام الجودية والحل بالطرق الأهلية كما تم تشكيل لجنة اخري مشتركة مع محلية الفاشر لبحث القضايا المشتركة والفصل في الاحتكاكات المشتركة في الشريط الحدودي بين طويلة والفاشر وتكوين لجان للمسهلين لتسهيل حل القضايا المشتركة.
وقال المعتمد ان اللجان أبلت بلاء حسنا في تقريب وجهات النظر ومعالجة القضايا المعقدة وصولا للحل الأهلي ، مشيرا الي ان هناك حوارا مجتمعيا جاريا بين هذه المنظومات سيفضي الي قيام ملتقي للتعايش السلمي في القريب العاجل بمحلية طويلة.
واشار المعتمد بان المحلية شاركت بفاعلية في الاحتفال باعياد الاستقلال لأول مرة بطويلة في الفترة الاخيرة بجانب المشاركة الفاعلة للمحلية في استقبال السيد رئيس الجمهورية .
وأكد المعتمد ونفر من المواطنين اهتمام الحكومة بأمرهم لتوفير الاستقرار وتعزيز الأمن مما كان له ابلغ الأثر في التفاف مواطني طويلة خلف اطروحات وبرامج الدولة الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
واكد المعتمد ان اخر امتحانات للشهادة السودانية جرت بطويلة كان في 2002 م كما تم اجراء امتحانات الشهادة السودانية بتوجيه من الوالي عقب الاستقرار والوضع الأمني، وقال المعتمد ان الامتحانات تمضي بخطي ثابتة ولم يحدث اي خلل حتي الان، مشيدا بالمشاركة المجتمعية الكبيرة في اسناد الطلاب الممتحنين .
من جانبه قال علي آدم موسى مدير تعليم المرحلة الثانوية ان عدد الجالسين لامتحانات الشهادة السودانية بالمحلية بلغ «462» طالبا وطالبة من بينهم «191» طالبة في مركز البنات في «ثلاثة» مراكز للامتحان بطويلة، مشيرا الي ان الامتحانات تمضي بصورة جيدة واشار الي ان هناك غيابا في اليوم الاول لـ«6» طلاب .
و من خلال استطلاع المواطنين ومن المتابعة والوقوف عليها ميدانيا لازالت في حاجة ماسة لخدمات صحية ضرورية لمجابهة التزايد في اعداد المواطنين العائدين الي قراهم ضمن برامج العودة الطوعية فمستشف طويلة بلا كوادر طبية ولايوجد بها طبيب او اختصاصي هناك فقط معاونون صحيون «5» مراكز صحية تقدم الخدمات العلاجية للمرضي بالمحلية ولكن ابرز هذه المراكز مستشفى آل مكتوم الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود بطويلة وهي تقدم خدمة صحية متكاملة للمرضي من المواطنين والنازحين وفق ما أوضح لنا عمر حسين المسؤول المناوب لبعثة أطباء بلا حدود ، حيث ابان بان المستشفى يعمل علي مدي الـ«24» ساعة، وقال ان هناك عدة أقسام بالمركز وتم افتتاح قسم الصحة الانجابية بالمركز والتي تضم قسما للولادة والمتابعة وغرفة الكشف واشاد مسؤول المنظمة بالتعاون الكبير بين سلطات المحلية وتقديم كل التسهيلات الممكنة للمنظمة للاضطلاع بدورها كاملاً .
بينما أكدت الادارة الأهلية انسياب التنمية والخدمات ولكنها دون طموحات أهاليهم حيث أكد العمدة عبدالله مكي أحمد وأخرون ان المنطقة ظلت صامدة لفترة طويلة منذ بداية الحرب وظلوا متمسكين بالبقاء في المنطقة وأكد ان الاوضاع الأمنية مستقرة . وقال ان الموسم الزراعي كان ناجحا بكل المقاييس. واضاف ان كل المزارعين بالعمودية اخرجوا زكاتهم من الزروع في هذا العام بعد أكثر من «15» عاما.
وقال العمدة ان سر نجاح هذا الموسم الزراعي يعود للاسهامات الكبيرة التي قامت بها لجنة حماية الموسم الزراعي بالمحلية والمكونة من الرعاة والمزارعين.
وطالب العمدة عبدالله بتقديم مشروعات التنمية التعليمية والصحية بمناطق العودة الطوعية مؤكدا حاجة المواطنين الي التنمية الحقيقية في أرض الواقع لتعزيز العودة الطوعية ، مشيدا بالنسيج الاجتماعي المترابط لمكونات المحلية الذي بدا يعود الي سابق عهده .
كما اشاد عدد من المواطنين والنازحين بمحلية طويلة بالجهود الكبيرة التي تقوم بها السلطات المحلية والاجهزه الأمنية في تعزيز الاستقرار بالمحلية مؤكدين وقوفهم خلف برامج وأطروحات حكومة الولاية ، مطالبين باهمية الاهتمام بتحقيق التنمية للمنطقة خلال المرحلة القادمة .
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع جريدة الصحافة