الخرطوم ــــ المقداد سليمان
ساهم استقرار الأوضاع الأمنية بولايات دارفور مؤخراً في زيادة الرقعة الزراعية، ودفع الكثير من المزارعين للعودة مجدداً إلى فلاحة الأرض، خاصة ولاية غرب دارفور التي تتمتع بمساحات وأراض زراعية شاسعة تصلح لزراعة العديد من أنواع المحاصيل، خاصة البستانية كالمانجو والموالح بمختلف أنواعها في مناطق الولاية تحت مناخ البحر الأبيض المتوسط بجبل مرة، وتؤكد الإنتاجية التي تتوفر في سوق حاضرتها الجنينة ومحلياتها المختلفة إمكانية تحولها إلى سوق للصادر إلى ولايات البلاد المختلفة ودول الجوار الأفريقي على وجه الخصوص.
يقول فتح الرحمن إبراهيم ـــ مزارع من الولاية ـ إن استقرار الوضع في جانبه الأمني ساهم في زيادة الوارد إلى السوق من المنتجات البستانية، إلا أن الأمر يتطلب مزيدا من الاهتمام من قبل الحكومة وتقديم المزيد من الحوافز لأصحاب البساتين والجنائن لزيادة نسبة الإنتاج سيما توفير الخدمات للمناطق الطرفية ووضع المزيد من السياسات في مجال الإنتاج الزراعي، والعمل على إدخال الطاقة في العملية الزراعية وإيجاد صناعات صغيرة عبر نافذ التمويل الأصغر بالنسبة للمزارعين وأصحاب الجنائن الكبيرة، وأضاف فتح الرحمن: المساحات الزراعية بالولاية قادرة على دعم خزانة الولاية وتوفير احتياجات مواطنها التنموية الأساسية إذا ما تم استغلالها وزراعتها.
بدأت ولاية غرب دارفور في حصاد محاصيل موسمها الشتوي وأبرزها الخضروات والفول المصري، الطماطم، القمح، البطاطس، إلى جانب البصل الذي كانت الولاية تشكو من ندرته خلال السنوات السابقة قبل أن يحجز الآن موقعه بين صادرات محاصيل أرياف وقرى الولاية، وتتمتع “دار أندوكة” بمحاصيل علف حيوانية تتم زراعتها في مناطق واسعة وتستفيد منها الثروة الحيوانية الغنية بالإنتاج هي الأخرى، وأرجع فضل المولى الهجا والي الولاية في تصريحات له صحوة الإنتاجية لنجاح برنامج المبادرة المجتمعية الذي أطلقته الولاية مؤخرا والذي يهدف لاستقرار الأوضاع ورتق النسيج الاجتماعي، إلى جانب انحسار الظواهر السالبة ومعدلات الجريمة، تلك العوامل التي أثمرت حالة من الاستقرار وسط شريحة المزارعين بالولاية.
يقول د. هشام نورين محمد نور وزير الزراعة بولاية غرب دارفور لـ(اليوم التالي) إن المساحة التي تمت زراعتها خلال الموسم الشتوي لهذا العام بلغت (186) ألف فدان وإن نسبة نجاحه بلغت (70 %) مقارنة مع الأعوام الماضية، عزاها للاستقرار والعودة التلقائية لبعض المواطنين المزارعين الذين كانوا في معسكرات النزوح واستغلالهم للأراضي على ضفاف الأودية بالولاية مما ساهم في رفد السوق بخضر وفاكهة مما أدى إلى زيادة دخلهم الشخصي إلى جانب تصدير بعض إنتاج الموسم عبر أسواق (أم دور ور المتحركة) إلى مناطق شرق دولة تشاد التي تعد مدينة الجنينة السوق الرئيس بالنسبة لسكانها، إضافة لأسواق المناطق الحدودية مع غرب ووسط دارفور المتاخمة لمناطق مورني ومحلية كرينك.
(70 %) نسبة نجاح الموسم ليست طموح الولاية، وإمكانية ارتفاعها لـ(100 %) متاحة حال توفرت للولاية طلمبات الري التي تمكن المزارعين من زيادة المساحات الزراعية في الموسم القادم، وطبقاً لهشام نورين محمد نور وزير الزراعة بالولاية فإنه وفي إطار الترتيبات للموسم الزراعي المقبل تسعى الوزارة لإحياء مشروع هبيلة الزراعي المتوقف عن الإنتاج لأكثر من (10) أعوام بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، حيث تحصلت وزارته على تصديق بمبلغ (3.589) مليون جنيه لتوفير متطلبات التهيئة العاجلة للمشروع التي تتمثل في آليات لإزالة الأشجار الضخمة ومركبات لإدارة المشروع بجانب (3) مواتر “تكتك”، وناشد الوزير وزارة الزراعة الاتحادية الإسراع في توفير متطلبات التهيئة حتى تتمكن الولاية من عمليات فلاحته وإلحاق إنتاجه سوق الموسم الزراعي القادم.
عقب مؤتمر وزراء الزراعة بالولايات وضعت ولاية غرب دارفور خطة للموسمين الصيفي والشتوي للعام 2017، استهدفت خلال تمويل اكثر من (170) تجمعا زراعيا، بجانب مبلغ (30) مليون جنيه ترصدها الوزارة الولائية لتغطية احتياجات (60) تجمعا زراعيا مع الإشارة إلى أن التجمع يتكون من (7) مزارع، وأبان أن المبلغ يوفر مقدم تمويل يتراوح بين (10 إلى 15 %) من قيمة الآليات الزراعية (تراكتورات، ترلات) الأمر الذي دفعه لمطالبة وزارة الزراعة الاتحادية برفع سقف تمويل التجمعات الزراعية لزيادة الإنتاج والإنتاجية، لافتاً إلى أن الولاية رفعت خطتها للموسم الزراعي القادم وفي انتظار توفير مطلباتها من وقود لتحضير الأرض للمزارعين ومبيدات لمكافحة الآفات مشيداً بمجهودات المهندس على قدوم الغالي وكيل وزارة الزراعة الاتحادية والتزامة بتوفير احتياجات الولاية للموسم الزراعي القادم.
وتعد غرب دارفور ضمن ولايات الإقليم الغنية بالثروة الحوانية ومنتجاتها ما دفع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بولاية الخرطوم لتأكيد سعيها لنقل تجاربها في مجال تحسين نسل الماشية بغرض زيادة الإنتاج والإنتاجية لولايات دارفور باعتبارها مصدراً يغذي أسواق الولاية بالمنتجات الحيوانية، وأبدت استعدادها لتوقيع توأمة مع ولاية غرب دارفور في مجال ترقية وتطوير قطاع الثروة الحيوانية خاصةً في مجالات تدريب ورفع قدرات العاملين والفنيين في قطاع الثروة الحيوانية، وطبقاً لد. محمد عمر وزير الثروة الحيوانية بولاية غرب دارفور فإن الولاية تعتبر أكبر مصدر للثروة الحيوانية الأمر الذي يتطلب ضرورة خلق علاقات مشتركة مع ولاية الخرطوم للاستفادة من التجارب والخبرات خاصة في مجال تربية الدواجن والألبان.
بتنسيق تعمل وزارة الزراعة إلى جانب الحكومة المركزية مع بعض المنظمات ذات الصله لتوزيع التقاوي وتوفير متطلبات الموسم الزراعي من تقاوي للخضر خلال الموسم الشتوي، بالإضافة لوجود أكثر من (34) جمعية زراعية مسجلة، وطبقا لوالي الولاية فإن نائب رئيس الجمهورية قد وجه المصارف في اجتماع خاص بمشاريع تنمية ولاية غرب دارفور، بفتح فروعها في عدد من محليات الولاية خاصة مصرف أم درمان الوطني والبنك الزراعي وبنك الثروة الحيوانية.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي