تقرير: ايمان مبارك (smc)
ضرب الإنقسام الذي شهدته الحركة الشعبية قطاع الشمال سياجاً من الإرتباك داخل الحركة ، فالخلافات التى عصفت بقيادات قطاع الشمال وادت الي سحب الثقه من أمينها العام ياسر عرمان وحل فريق التفاوض وايلولته لنائب رئيس الحركة عبدالعزيز الحلو ، جعلت الخلافات تتصاعد بين قادة قطاع الشمال والقادة العسكريون من ابناء جبال النوبة ، ووصل الأمر الي حد إعلان القادة العسكريين مقاطعتهم دعوة للإجتماع بهم بينما عقد قادة الحركة اجتماعاً مع مجلس تحرير جبال النوبة.
ودفعت الإنقسامات داخل الحركة الشعبية الى تضارب التكهنات حول مستقبل التفاوض لاحلال السلام في ظل التطورات الأخيرة ، ومابين امكانية تجاوز الإرتباط بملف المنطقتين ومواصلة التفاوض من حيث الإنتهاء من النقاط التى تم الإتفاق عليها خلال الجولات السابقة، ومابين العودة للمربع الأول ، لتلقي الخلافات بظلال سالبة علي عملية التفاوض والسلام في المنطقتين .
وكانت الحكومة قد رجحت تأثير الخلافات داخل الحركة الشعبية علي عملية التسوية السلمية في البلاد ، معتبرة أن التفاوض مع الحركة ككيان موحد أفضل لتحقيق السلام من أن تكون منقسمة ، خاصة وأن عبارات بيان الحلو جاءت غارقة في العنصرية ولا تشير الي عمل إيجابي تجاه السلام ، متجاهلة أن الوصول الى السلام رغبة ابناء جبال النوبة قبل أن تكون رغبة الحكومة .
بينما ايد اللواء ابراهيم نايل ايدام قرار سحب ياسر عرمان من ملف التفاوض للحركة الشعبية وإيكال الملف لنائب رئيس الحركة عبدالعزيز الحلو ووصف القرار بالجيد نافياً وجود علاقة لعرمان بقضايا النوبة . وتوقع ايدام شكل جديد للتفاوض بين الحركة الشعبية والحكومة في الجولة القادمة وقطع بأن مسار التفاوض سيمضي نحو تحقيق السلام في المنطقتين وقال “الجمرة بتحرق الواطيها” وعرمان لم تحرقه الجمرة .
فيما أكد حسين طه عمر بقادي الامين العام لحزب الحركة الشعبية جناح السلام أن الخلافات التي عصفت بقيادات الحركة الشعبية ستفرز أكثر من وجهة نظر ، وأن مفاوضات المنطقتين ستكون شاقة وعسيرة للإنشقاق الذي حدث بين القادة . وأستدرك قائلاً : أن وحدة ابناء جبال النوبة بعد عزل عرمان وتسليم ملف المفاوضات للحلو هو مؤشر ايجابي نحو السلام وخطوة جيدة قد تكون داعمة للحوار ولملف السلام ، خاصة وان شخصية ياسر عرمان لم تكن مقبوله لابناء جبال النوبة . ويؤكد بقادي أن قرار ابعاد ياسر عرمان عن ملف التفاوض و سحب الثقه منه وحل الفريق المفاوض مع الحكومة و سحب ملفات العلاقات الخارجية والتحالفات السياسية من عرمان وايكالها لعبد العزيز الحلو بالتأكيد هو خير لأبناء المنطقتين ( جبال النوبة والنيل الأزرق ) وذلك لان ياسر لديه اجندته الخاصة التي تفرض عليه أن تظل الحرب مشتعله لهذا كان ياسر يضع العراقيل دوماً ليمارس هوايته في اطالة أمد التفاوض ، ولتحقيق مصالحه الشخصية من وراء الحرب ، بينما الحلو من ابناء النوبة وكل الذين التفوا حول عبد العزيز الحلو من ابناء المنطقة اهدافهم مشتركة حول السلام والوجود في الوطن ، واذا اضفنا الي ذلك أن الاختلاف بين عبد العزيز الحلو وعقار كان واضحاً وبشكل كبير بدليل أن الحلو اعتبر الإتفاق مابين نافع وعقار خيانه لقضية جبال النوبة ولم يرضي عنه.
واوضح العميد احمد حمدان رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال ولاية غرب كردفان أن تأثير خلافات الحركة الشعبية قطاع الشمال سيكون سلبي علي ملف التفاوض بعد التوصل الى اتفاق نسبته 90% خلال الجولات السابقة ، مشيراً الي أن خلاف القادة كشف الغطاء عن أنقسامات قبلية وخلف صراعاً لم يكن موجود ، ويقول حمدان بالرغم من الصوره الغاتمة التي خلفها الخلاف إلا أن تسلم الحلو لمقاليد ملف التفاوض سيكون له أثر إيجابي علي مسار السلام وذلك لأن افكار الحلو قد تؤدي الي تفاوض ناجح لإنها تدعو الي السلام ، خاصة اذا ما وضعنا في الإعتبار أن الحلو كان رافضاً لاتفاق عقار مع عرمان ، مؤكداً أنه لم يخدم قضية ابناء النوبة ، وأن ابناء جبال النوبة هم الأولى بمناقشة قضاياهم وأن تفرد اهم مساحات أوسع التفاوض .
على الرغم من إستبشار بعض ابناء جبال النوبة بإقالة ياسر عرمان وسحب ملف التفاوض منه الا أن مطالبات عبد العزيز الحلو التى أقرها مجلس التحرير بإعتماد حق تقرير المصير جعلت الكثير من ابناء النوبة يتراجعون عن دعمه في رفضٍ تامٍ للمقترح الذي اعتبروه خصماً على منطقة جبال النوبة لجهة أنها جزء لايتجزأ عن السودان ، الأمر الذي جعل قيادات الحركة في موقف لا تحسد عليه مابين تراجع قواعدها وبين اختلاف قادتها في ظل واقع غاتم حول مستقبل التفاوض والعملية السلمية.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع المركز السوداني للخدمات الصحفية