السودان الان

(البشير والسيسي) زيارة مرتقبة للبشير إلى القاهرة بعد غد الاثنين تأتي تتويجا لسرعة الأداء بعد قمة أديس أبابا الأخيرة، خطوات إيجابية ومتابعة لما تم التوصل إليه من نتائج الرباعي بين البلدين وسرعة غير معهودة في معالجة الشواغل..

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

القاهرة: صباح موسى
نقلت الزميلة صحيفة (السوداني) أمس (السبت) أنباء بأن المشير عمر البشير سيزور القاهرة بعد غد (الاثنين) في زيارة سريعة قبيل انعقاد القمة الأفريقية الطارئة، وأن قمة الرئيسين البشير والسيسي سوف تبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومتابعة ما تم الاتفاق عليه في القمة الأخيرة بينهما في أديس أبابا نهاية يناير الماضي على هامش اجتماعات القمة الأفريقية، وكذلك بحث نتائج الاجتماع الرباعي الذي عقد في القاهرة في الثامن من فبراير الماضي بين وزيري الخارجية ومديري أجهزة الأمن والمخابرات بالبلدين.
القمة المرتقبة:
مصادر مصرية مسؤولة أكدت لـ(اليوم التالي) أن زيارة الرئيس البشير إلى القاهرة غير مؤكدة حتى الآن، وحاولنا التأكد من الجانب السوداني، إذ قالت مصادر سودانية لنا مطلعة أيضا أنها غير مؤكدة حتى الآن.
على أية حال الزيارة في هذا التوقيت وبهذه السرعة بعد لقاء الرئيسين في أديس أبابا تؤكد أن الإرادة السياسية في السودان ومصر عازمة على تحقيق ما تم الاتفاق عليه على عكس مرات كثيرة سابقة، ولو تابعنا شكل التواصل بين البلدين بعد لقاء أديس أبابا فسنجد سرعة غير معهودة في تنفيذ نتائج القمة التي عقدت نهايات أبريل الماضي بالعاصمة الإثيوبية، وبعدها مباشرة بما يقارب عشرة أيام تم انعقاد الاجتماع الرباعي الذي كلفه البشير والسيسي بمتابعة القضايا العالقة بين البلدين ورفع تقرير بها إليهما سريعا، وجاءت نتائج الرباعي بين وزيري الخارجية ومديري أجهزة الأمن والمخابرات محددة وحاسمة رفع فيها كل طرف مشاكله للطرف الآخر، وتصدرت قضايا حلايب والمعارضة السودانية بالقاهرة والمعدنين مشاكل الطرف السوداني، كما تصدرت قضية منع الخرطوم استيراد السلع المصرية مشاكل الطرف المصري، واتفق الجانبان على التنسيق الأمني في ما بينهما، وقدم الطرف السوداني قائمة بالعناصر المناوئة للسودان المقيمة في مصر وقدم معلومات كاملة بما تقوم به هذه العناصر، وأكدت الخرطوم من جانبها أنها لا تؤوي أي نشاط معاد للقاهرة، كما اقترح الجانب السوداني على المصري تكوين قوات مشتركة من الجانبين لحراسة الحدود بينهما على غرار القوات المشتركة بين السودان وتشاد والتي تعد نموذجا يحتذى به في أفريقيا، كما أشاد بها الاتحاد الأفريقي، ولكن الجانب المصري لم يرد على هذا الطلب حتى الآن.
مصفوفة المشاكل
بعد الرباعي انخرط الطرفان في تكوين ما يسمى بـ(مصفوفة) مشاكله ورفعها إلى الطرف الآخر، كما أعلنت الخارجية السودانية في بيان لها أنها سلمت الخارجية المصرية ثلاثة مواطنين مصريين عند معبر أشكيت – قسطل الحدودي بين البلدين، كان قد تم القبض عليهم في يوليو الماضي بصحراء الولاية الشمالية وبحوزتهم بعض المعدات، وفي توقيت متزامن استلمت السلطات الأمنية الخارجية – وفق بيان الخارجية – من السلطات المصرية ثلاثة مواطنين سودانيين كانت السلطات بمصر قد ألقت القبض عليهم في أغسطس الماضي بعد أن ضلوا طريقهم شمال خط 22 إلى داخل الأراضي المصرية وبحوزتهم عربة.
عودة السفير
وتوالت بعدها الخطوات الإيجابية في العلاقات بين البلدين وعاد السفير السوداني بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم إلى مصر في الخامس من الشهر الجاري بعد استدعاء دام شهرين من الخامس من يناير حتى الخامس من مارس، ويبدو أن الخرطوم إطمأنت إلى أن الأمور بين البلدين تسير بطريقة غير معهودة لذلك أعلنت عودة عبد المحمود رغم تأكيد السفير بأن عودته لا تعني زوال الأسباب التي أدت إلى استدعائه، وقال عبد المحمود في أول لقاء مع الإعلاميين المصريين بعد عودته مباشرة أتينا لروح جديدة والتزام بوضع العلاقات في إطارها الصحيح، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد حراكا سودانيا مصريا ليس لحل المشكلات العالقة بين البلدين فحسب وإنما للتأسيس لعلاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لتكون نموذجا يحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي، وانخرط السفير بعدها في لقاءات متنوعة مع الجهات المصرية لتنفيذ مخرجات الاجتماع الرباعي لرفعها سريعا إلى الرئيسين.
زيارة كامل
بعد ذلك بأيام فاجأ مدير عام المخابرات المصرية اللواء عباس كامل الأوساط المصرية والسودانية بزيارة إلى الخرطوم التقى خلالها الرئيس البشير وصلاح قوش المدير العام لجهاز الأمن الوطني ووزير الدفاع عوض بن عوف، ووزير الخارجية إبراهيم غندور، وذلك بعد عودة السفير السوداني للقاهرة بخمسة أيام فقط أرسلت القاهرة مدير مخابراتها للخرطوم من أجل التنسيق السريع مع السودان في هذا الملف الحساس، وجاءت تصريحات الجانبين أثناء الزيارة مهمة وتؤكد الإرادة السياسية القوية في البلدين لطي ملفات الخلاف وخصوصا الملف الأمني الذي يضبط إيقاع هذه العلاقة ارتفاعا وهبوطا، وما يزيد احتمالات هذه التوقع وجود شخصين كصلاح قوش مدير لجهاز الأمن والذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع القاهرة، وعباس كامل القريب جدا من الرئيس السيسي الذي لديه رغبه أكيدة في علاقات هادئة مع السودان تحمي أمنه القومي من الخلف.
سد النهضة
وكشفت مصادر قريبة من الزيارة لـ(اليوم التالي) تركيز عباس كامل في جزء منها بجانب الملفات الأمنية والثنائية على ملف سد النهضة، ورغم أنه ملف ثلاثي يبحث بين مصر والسودان وإثيوبيا إلا أن الجانب المصري كان قلقا لطول تأجيل انعقاد اللجنة التساعية التي كلفها الرؤساء الثلاثة بأديس أبابا على هامش اجتماعات القمة الأفريقية نهاية يناير الماضي بين وزراء الخارجية والري ومديري أجهزة الأمن والمخابرات في البلدان الثلاثة لبحث العقبات التي أدت إلى تجميد المسار الفني في سد النهضة، ورغم الظروف التي مرت بها إثيوبيا بعد استقالة رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ديسالين وتفهم القاهرة في البداية للتأجيل، إلا أن القاهرة قلقت مرة أخرى لاستمرار أديس أبابا في بناء السد مع تعطيل المفاوضات التي توقفت لاختلاف في الرأي حول موضوع التخزين وهو موضوع مهم.
استئناف المفاوضات
بعدها بيومين أعلنت الخرطوم استئناف مفاوضات سد النهضة بين السودان ومصر وإثيوبيا، والتي جمدتها القاهرة في نوفمبر الماضي، ووجه السودان الدعوة رسميا للقاهرة لعقد الاجتماع التساعي لوزراء الخارجية والري ومدراء أجهزة الأمن والمخابرات فى السودان ومصر إثيوبيا بشأن سد النهضة بين الدول الثلاث فى الخرطوم يومي 4 و5 أبريل القادم، وذلك إنفاذا لتكليف القمة الثلاثية السودانية المصرية الإثيوبية التي عقدت على هامش القمة الأفريقية نهاية يناير الماضي بـ(أديس أبابا). ويعد التأكيد السريع لاستمرار مفاوضات سد النهضة على جدية وصدق النوايا التي تقود العلاقات هذه المرة بين القاهرة والخرطوم، ويبدو أن الجانبين وصلا إلى درجة عالية من الثقة بعد فترة توجس طويلة كادت تعصف بالعلاقات بينهما.
ويبقى أن زيارة الرئيس البشير إلى القاهرة مهمة وتأتي تتويجا لما تم الاتفاق عليه بين البلدين بعد لقائهما الأخير في أديس أبابا، بالإضافة إلى سرعة الأداء في التنفيذ غير معهودة بينهما، ودائما لقاءات البشير والسيسي تعطي الثقة في ضرورة السرعة والجدية في تنفيذ ما تم من قرارات، كما تعطي كثيرا من الإشارات الإيجابية لكل الدوائر المختصة بالبلدين وحتى على المستوى الشعبي أن العلاقات بين مصر والسودان تسير بأمان واستقرار.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي