تقرير: راشد أوشد
لا تُخضع أسعار البصل لأيّة مُعادلة إنتاجية أو اقتصادية، ففي العام الماضي بلغ سعر الجوال في كوستي حوالي (1000) جنيه قبل أن يهبط بنفس السرعة الجُنونية التي قفز بها سعره، ومع اقتراب شهر رمضان ترتفع أسعار جميع السلع بما فيها البصل، والبصل محصول شتوي يمكن زراعته في جميع انواع التربة، وحققت تجربة زراعة البصل بتقاوي البافطيم نجاحاً كبيراً في منطقة عطبرة بولاية نهر النيل والتي نفذتها المجتمعات المحلية عبر حقول إيضاحية تبنتها إدارة مشروع الأحواض المائية بالسودان التابع لمبادرة حوض النيل الشرقي، حيث بلغ انتاج الفدان الواحد (230) جوالاً، بينما كان في السباق لا يتجاوز إنتاج الفدان (40) جوالاً، ورغم الإنتاجية العالية في مناطق الانتاج في جنوب كردفان ودارفور ومناطق الجزيرة وسنار، إلاّ أنّ أسعار البصل في كوستي لا تستقر على حال.
في سنوات الوفرة، وهذا ما اعتاد عليه المواطنون في كوستي، يصل سعر جوال البصل لحوالي (80) جنيهاً، ولكن اسعاره بلغت الآن (450) جنيهاً للجوال، ويقول بعض تجار البصل ان أسعاره لم تعد تُخضع لأيّة مُعادلة اقتصادية من جهة وفرة الانتاج وبالتالي تدني الأسعار، ويتهم تجار القطاعي، تجار الجملة بالهمينة على سوق البصل بصورة تمثل ابشع انواع الاستغلال للحالة الاقتصادية الراهنة وربطه بالدولار.
وفي جولة لـ (التيار) بسوق كوستي الكبير، ابدى المواطنون تذمراً وخوفاً في الوقت ذاته من ان ترتفع اسعار البصل مع اقتراب شهر رمضان وعدم وجود مُؤشرات واضحة بانخفاض اسعاره قريباً.
ورغم أن أشهر الصيف تشكل خطراً على محصول البصل، إذ يصعب تخرينه بكميات كبيرة مع تعرضه للتلف بصورة سريعة، الا ان احد تجار البصل يقول إن العمل الجاري في الطريق الغربي الذي يربط ولايات غرب السودان المُنتجة للبصل بالخرطوم سيسهم في رفع اسعاره بمناطق وسط السودان، وبغض النظر عن جودة المُنتج من محصول البصل، إلاّ أنّ تُجّاراً في سوق كوستي يؤكدون ان الجودة لا تخلق فارقاً كبيراً في أسعاره، فيما يعزي بعضهم ارتفاع اسعار البصل الى تصديره من مناطق الإنتاج في كسلا الى الدول الافريقية المجاورة مثل اريتريا واثيوبيا حيث تجد المنتجات السودانية إقبالاً كبيراً، الأمر الذي يسهم في خلق ازمة تكون مفتعلة في كثير من الأحيان في سوق البصل ورفع أسعاره بصورة لا تستوعبها كل النظريات الاقتصادية.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة التيار