القاهرة – صباح موسى
أنهى المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والوفد المرافق له زيارة إلى مصر أمس (الاثنين) استغرقت عدة ساعات وصفها المراقبون بـ(المهمة والمفصلية)، كما وصفها السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان بالقاهرة ومندوبه الدائم بجامعة الدول العربية بأنها قمة (تجديد العزم).
فقد حطت طائرة البشير والوفد المرافق له في مطار القاهرة الذي شهد تعزيزات أمنية على أعلى مستوى تزامنا مع الزيارة في الساعة الواحدة ظهرا وغادرت طائرة الوفد عائدة للخرطوم حوالي السابعة مساء، وشهدت زيارة الساعات الست للقاهرة استقبالات بروتوكولية ومباحثات بين الرئيسين في جلسة مغلقة قرابة الساعة بقصر الاتحادية، وجلسة أخرى مع وفدي البلدين ثم غداء على شرف الوفد حضرته شخصيات رسمية وحزبية وعامة احتفاء بالرئيس ووفده.
وكشفت مصادر مطلعة قريبة من الزيارة أن لقاء الرئيسين البشير والسيسي والذي استغرق قرابة الساعة في جلسة مغلقة لم يحضرها غيرهما بقصر الاتحادية قد ناقش كل الشواغل التي تم الخلاف حولها بين البلدين في الفترة الأخيرة، في إشارة لبحث أزمة حلايب أيضا والتي لم يذكرها الرئيسان نهائيا في تصريحاتهما، ورأى الخبراء في ذلك أن البشير والسيسي ربما أجلا نقاش قضايا الخلاف وقررا التركيز على القضايا الإيجابية للمضي قدما في العلاقات وبناء الثقة التي فقدت في المرحلة الأخيرة بين البلدين، في حين ذهب البعض بأنه ربما هناك ترتيب جديد لهذه الأزمة ولكنه لم يعلن عنه الآن قبل بناء الثقة وتهيئة الأجواء الشعبية.
وكشفت المصادر أيضا لـ(اليوم التالي) أن صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني ونظيره المصري عباس كامل دخلا في جلسة مغلقة بالتزامن مع جلسة الرئيسين، وأبانت أنه كان هناك ارتياح سوداني لتولي عباس كامل رئاسة المخابرات المصرية لتعاونه الشديد على عكس فترات كثيرة سبقت الرجل كان فيها تعقيد كبير للعلاقات وعدم ارتياح سوداني من ذلك.
السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان بالقاهرة والذي يصفه الإعلاميون في مصر برجل المرحلة من جانبه وصف قمة الرئيسين بقمة (تجديد العزم). وقال عبد المحمود لـ(اليوم التالي) إن القمة أحدثت قفزة كبيرة في الأجواء المصحوبة وأعطت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، مستدركا في الوقت نفسه: ولكن يجب تحصين هذه العلاقات بالعمل الجاد والاستمرار بهذه العزيمة والإردة.
كما أعلن انعقاد لجنة التشاور السياسي برئاسة وزيري خارجية البلدين في القاهرة غندور وشكري بعد اجتماع سد النهضة وقبل الاجتماع الرباعي، كما كشف أنه كانت هناك جلسة مباحثات مشتركة بين الوفدين حضرها الرئيسان تحدث فيها غندور وشكري عن اللقاءات السابقة وأمنا على ضرورة التواصل والشفافية وأهمية العمل الجاد المبني على الاحترام المتبادل، مضيفا تأكيده خلال هذه المباحثات على ضرورة التركيز على ضرورة التركيز على الدبلوماسية الشعبية بين الشعبين في المرحلة المقبلة لتكون حائط صد منيع ضد أي خلافات، معبرا عن الانطباع المريح والجيد لوفد السودان بعد الزيارة وقبيل توجهه عائدا للخرطوم، وقال: تجسد هذا الانطباع في احتفال الأسرة المصرية والذي حضره البشير والوفد مع السيسي باستاد القاهرة والذي كان مبهرا وكان مظاهرة حب حقيقية لشعب وادي النيل أعدت خصيصا، أما احتفالية يوم الأسرة التي حضرها البشير والوفد مع السيسي فنالت استحسانا كبيرا في الأوساط المصرية، وظهرت الاحتفالية بإعداد وتنظيم جيد في استاد القاهرة وسط حضور جماهيري كبير رحب فيه بحفاوة بالغة بالبشير والوفد، وعبر القائمون على الحفل عن متانة العلاقات والمصير المشترك وتفاعلت الجماهير بشكل ملحوظ مع الترحاب ومتانة العلاقات مع السوداني.
وكتب الحساب الرسمي للرئيس عبدالفتاح السيسي على (فيسبوك): تؤدي الفنون دورا هاما فى الارتقاء بالمجتمعات, فهي حالة من حالات الرقي الإنساني التي تمد جسور التعارف والتواصل بين الثقافات المختلفة.
وسارع الجميع في مصر في كافة المجالات للترحاب بالزيارة وتأييدها وقال محمد حربي عضو مجلس الأعمال المصري السوداني، إن الفترة المقبلة ستشهد نشاطا لـ(4) مجالات تكون محورا للأعمال المشتركة بين مصر والسودان وهى الجلود والصناعات الغذائية وصناعة الكابلات ومجال الكهرباء، كاشفا أن الفترة القادمة ستشهد توسعا كبيرا للوجود المصري اقتصاديا في السودان. كما حرص رجل الأعمال نجيب ساويرس على الترحيب بالرئيس البشير، خلال الزيارة، لافتًا إلى أنها خطوة تاريخية سترسي دعائم الثقة وتنبأ بمستقبل باهر بين البلدين، وكتب ساويرس عبر حسابه بـ(تويتر):”فخامة رئيس السودان عمر البشير مرحبا بك فى بلدك مصر وخالص الشكر لك والرئيس السيسي على توحيد الصف والمحبة المتبادلة والخطوة التاريخية التى أنهت سحاب الماضى وأرست دعائم الثقة، مما ينبئ بمستقبل باهر للتعاون بين البلدين الشقيقين سنكون فيه في طليعة المستثمرين بالسودان الشقيق إن شاء الله”.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي
