حوار: على بركة – الأهرام المصرية:
أثارت مشاركة المطربة السودانية ذائعة الصيت “ندى القلعة” في دعم تأييد المشير عبد الفتاح السيسي في الحملة الانتخابية المصرية للرئاسة، جدلا واسعا وسط مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي في السودان، وتباينت الآراء حول خطوة المغنية بين مؤيد يرى في المشاركة تحقيقا لمبدأ التكامل الشعبي بين البلدين، فيما يعتقد الناقدون أن التوقيت لم يكن مناسبا لجهة التصعيد السوداني لحل أزمة الوجود المصري في مثلث حلايب السوداني.
ولكن بعد نجاح مشاركة القلعة، حدث انفراج كبير في العلاقات السودانية المصرية وتراجع التوتر والتراشق الإعلامي بين الدولتين وتم تتويج ذلك التقارب الإيجابي بين الأشقاء بزيارة ناجحة لرئيس الجمهورية إلى القاهرة وقال الكاتب الصحفي الزبير سعيد بصحيفة الأخبار معلقا على ذلك (والله أنا مبسوط من ندى القلعة جداً لدرجة أن نفسي حدثتني بأن أرشحها لتكون معتمدا لحلايب وفي ذلك تكريم للمرأة).
صحيفة الأهرام المصرية أجرت حوارا مع المطربة ونشرته في عددها الأسبوعي يوم أمس الجمعة، وحسب الصحيفة فإن الحوار معها أجري قبيل ساعات من عودتها إلى الخرطوم، وقالت الصحيفة إنها حذفت الأسئلة احتراما لوقت قارئ ذكي وتقديرا للمطربة الكبيرة التي منحناها المساحة الكاملة المخصصة للحوار على صفحات الأهرام.
ــــ ………….؟
هذا الذي حدث لي في مصر لم يكن ليتوقعه عقلي لأني لم أغن باللهجة المصرية من قبل.. وفوجئت عند ظهوري لأول مرة في حفلة بمصر بهذا التجاوب غير الطبيعي وخاصة من أبناء النوبة المقيمين بالقاهرة.. وهو ما جعلني أتخذ قراري بالغناء باللهجة المصرية قريبا جدا.
ــــ ………….؟
الإيقاع المصري النوبي الموسيقي قريب جدا من الإيقاع السوداني.. ولذا أشعر أنني وكثير من زملائي المطربين السودانيين مقصرون في حق أنفسنا لأننا لم نغن في مصر.
ــــ ………….؟
نعم .. أصواتنا في الجنوب بها بحة حزن.. وأنا صوتي مليئ بالشجن أكثر من الفرح ربما لأن الناس تصدقني عندما أغني وقد اختلف الزمن والمصداقية في الحب لم تعد موجودة.. ومع هذا فأنا راضية عن نفسي تماما وأحب الحياة وأحمل الأمل إلى قلوب الناس.
ــــ ………….؟
تعاملت مع كبار الشعراء والملحنين في السودان، ولدي أكثر من 190 أغنية تحمل اسمي وكلها تخاطب الشعب السوداني في الأساس حيث أعالج كثيرا من القضايا الاجتماعية التي تهم الشعب السوداني ولذا أرى أن الفن رسالة وتلك هي رسالتي التي أعتز بها.
ــــ ………….؟
أعتبر نفسي امتدادا لكبار المبدعين السودانيين العظام مثل محمد وردي رحمه الله وسيد خليفة وإبراهيم عوض وعثمان حسين.. وكلهم تغنوا للسودان الواحد ولذا أقول إنني مثلهم أغني للشعب السوداني دون تمييز.
ــــ ………….؟
قضيتي هي الإنسان بلا عنصرية أو قبلية أو دين أو لون أو جنس.. أنا كما يقول منير عن نفسه “يهمني الإنسان ولو مالوش عنوان”.. وعلى هذا أقول إنني كمواطنة سودانية لا أعترف بالتقسيم ووجود حدود تفصل بين شمال وجنوب السودان.
ــــ ………….؟
من بداياتي وأنا أختار اللحن الذي أحس به.. ولا أجامل أبدا في اختياراتي ولا أقبل أن يفرض عليّ أي عمل مهما كانت الإغراءات المالية.
ــــ ………….؟
ليس لي شلة أو مستشارون من الشعراء والملحنين مثل بعض المطربين والمطربات العرب لأن أحساسي هو الذي يوجهني.. وأنا من البداية حددت مشروعي الغنائي.. ومقياسي في قبول اللحن أو رفضه هو عندما أدندنه فأجده يشجيني ويطربني قبل أن يطرب الجمهور وحينئذ أتخذ قراري بالقبول أو الرفض.
ــــ ………….؟
طوال مشواري الفني وأنا أحلم بأن تكون أفريقيا وحدة واحدة.. وأتصور أنني حققت شيئا مهما في هذا الخصوص وأعتز بشهرتي الكبيرة في كل مناطق أفريقيا التي غنيت فيها وكان استقبال الجمهور لي عظيما مثل تشاد وإثيوبيا وجيبوتي.
ــــ ………….؟
عانيت كثيرا في مسيرتي الفنية.. وأتصور أن مواجهة المشكلت بالشخصية القوية مثلما فعلت وعدم الاهتمام بمن يكسرون المجاديف ويصدرون الإحباط هو (روشتة) النجاح التي أقدمها إلى كل إنسان يواجه العقبات في طريقه ويريد أن ينجح.
ــــ ………….؟
لم أتمن في حياتي غناء أي عمل لم يكتب لي ليقيني أن الناس لا تتقبل العمل الذي غناه زميلي من قبلي, فالغناء للغير مخاطرة غير مأمونة العواقب .
ــــ ………….؟
كل إجازاتي تقريبا أقضيها بمصر.. الحياة في القاهرة لها نكهة مميزة وطعم ومذاق جميل.. ولم أتوقع يوما أنني كنت سأغني بها.. وعندما غنيت وجدت الجمهور يغني معي ويحفظ أغنياتي.. إنه أمر لا يصدق.
ــــ ………….؟
لست مع القول عندما تسألي أي مطرب عن أقرب الأغنيات إلى قلبك فيقول لك (كلهم أبنائي)
أنا أحب أغنيتي (ندى العنبر) وأعتبرها الأقرب إلى قلبي من بين جميع أغنياتي.. والجمهور أطلق علي بعدها اسم ندى العنبر من فرط إعجابه باللحن.
ــــ ………….؟
أبدأ يومي بسماع صوت فيروز.. وأحب محمد منير إلى أبعد الحدود وأحلم بالغناء معه دويتو.. وأحب سماع شيرين كثيرا.. ويبقى غرامي بصوت الست أم كلثوم الذي أسمعه كل ليلة.. ولي ولع خاص بالأفلام المصرية القديمة الأبيض والأسود.
ــــ ………….؟
الفن عندى هواية وليس احترافا.. ولدي اليقين أنني طول ما أعتبر الفن هواية سأظل أقدم أعمالا ناجحة.
ــــ ………….؟
لن أتخلى عن ملابسي التقليدية السودانية, فهي مظهر إعجاب قومي ببيئتي التي نشأت فيها, وسأظهر بهذا الزي الوطني في أول فيديو كليب أعتزم تصويره من إخراج سعيد حامد والذي سيكون أغنية تتحدث عن العلاقة الأزلية الأبدية بين مصر والسودان.
ــــ ………….؟
ليس عندي ملحن كبير وملحن صغير.. ويندرج الأمر على الشعراء أيضا.. إنما عندي إحساس هو الذي يوجهني نحو اللحن المحترم والكلمة الرصينة.
ــــ ………….؟
المطرب دائما يكون سفيرا للجمال لدي عقول وقلوب الجماهير.. ولذا لا أعترف بالخناقات التي نسمع عنها منذ فترة بين المطربات العربيات الكبيرات.. ورأيي الشخصي أن هذه الخناقات تنتقص من قدرهن جميعا.. وليأخذن العبرة والمثل من الست أم كلثوم التي قدمت أعمالا محترمة ولم تضع وقتها في المشكلات مع زميلاتها والطبيعي أنها صنعت جمهورا ذواقا ونهضت بذوقه وأخلاقه.. وأشدد على أخلاقه هذه لأن الفنانة التي تشتبك مع زميلاتها تصنع جمهورا مشوها لأنه ينظر لها كقدوة.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي