حاوره – آدم محمد أحمد
** عندما يقترب أي حدث تجاه ربك بغض النظر عن ماهيته تهتز ولاية النيل الأبيض، ترتفع الأصوات في كل الاتجاهات نقدا، ويكثر الهجوم صوب المنصة التي يجلس عليها الوالي د.عبدالحميد موسى كاشا، فهو رجل منذ أن تسلم الولاية لم يسلم من أقلام وألسنة البعض من أبناء الولاية، يقول كاشا إنه لا يخشى النقد بل ويسعد به جدا لكنه بشرط أن يكون موضوعيا ومبنيا على حقيقة دون الجنوح إلى التشفي وتصفية الحسابات أو الاصطياد في مياه الخلافات الآسنة، وتستعد ربك هذه الأيام لاستقبال زيارة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية للولاية بعد أكثر من سنتين كآخر زيارة للرئيس إلى هناك، الكثير من المشروعات تنتصب في انتظار الزيارة الرئاسية، ويؤكد كاشا في هذه الجلسة مع عدد من الزملاء أن الزيارة تمثل الكثير لأهل الولاية الذين سيستقبلونه استقبالا يليق بمكانته، الرئيس يمكث يومين في الولاية ويطوف على ثلاث مدن يفتتح من خلالها مشروعات ويلتقي مواطنين في لقاءات جماهيرية ويحضر مناسبات وليالي اجتماعية. بالنسبة لكاشا أن خطط حكومته تمضي قبل الزيارة وبعدها ويبشر المواطنين بمشروعات تنموية قادمة في الطريق إكمالا لبرنامج الرئيس الانتخابي وخطابات الوالي التي أعقبت ذلك، والكثير من الأسئلة كانت حاضرة في هذا الحوار القصير.
* ماذا تعني زيارة الرئيس إلى الولاية وهل قائمة في مواعيدها؟
زيارة الرئيس ستكون يوم (الأربعاء) الموافق الرابع من أبريل المقبل، وسيقيم الرئيس في الولاية يومين وفي اليوم الثالث سيغادر، سيفتتح عددا من المنشآت في البنية التحتية والمتعلقة بكافة المنشآت التي تهم المجتمع، من مياه وصحة وتعليم ومنشاط رياضية وطرق وكهرباء، وستنتظم كافة الفعاليات ثلاث مدن رئيسية في كوستي وربك والجزيرة أبا، مع رغبة الناس في أن يستقبلوا الرئيس استقبالا يليق بمقامه، لأن آخر زيارة إلى الولاية كانت قبل سنتين وشهرين.
* وماذا يمكن أن يجد الرئيس في كتاب ولاية النيل الأبيض؟
أعددنا مصفوفة كاملة في ما يتعلق بما تم إنجازه وبرنامج السيد رئيس الجمهورية الانتخابي الذي أعلنه للشعب، نحن نؤكد أن هناك برامج كثيرة جدا في طريقها إلى التنفيذ خلال المرحلة المقبلة، ولكن ما تم إنجازه الآن بتضافر الأجهزة المختلفة من مجلس تشريعي ومنظمات والمجلس الوطني والدعم الكبير الذي وجدناه من المركز في إنفاذ هذه المشروعات الكبيرة، وهذا يتطلب منا كلمة الشكر لهم، نحن الآن وجهنا الدعوة لإخواننا في المواقع المختلفة أن يأتوا ويشاركونا هذه الزيارة، ونعد مواطن بحر أبيض بكثير من المشروعات سترى النور في كافة المناحي.
* في حدود الولاية الشمالية هناك ضجة متعلقة بمشروع زراعة الرودس ما هي الحقيقة؟
الآن تم تشكيل لجنة عليا مكونة من كافة الجهات ذات الصلة للإجابة على سؤالين، هل الرودس من ناحية صحية مضر يعني مسبب لوجود البعوض؟ وكذلك هل له أضرار من الناحية البيئية؟ إذا ثبت الضرر في هذه الحالات سيتم إيقافه فورا، وإذا لم يثبت علميا وبيئيا وصحيا أنه مضر مافي مشكلة، لكن تكون هناك مكافحة ورش.
* هل يعني ذلك أن قرارك تم تجميده أو إلغاؤه؟
أبداً.. القرار لم يُلغَ ولم يُجمد.
* إلى ماذا استندت في قرار إيقافك زارعة هذا المحصول؟
تلقينا شكوى من المواطنين وشكلنا لجنة ولائية من الصحة بعدد من الاختصاصيين وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المسألة فيها ضرر، لكن المستثمرين ليس لديهم ذنب وإجراءاتهم ممكن أن تكون سليمة لأن الغلط ليس غلطهم، لكن إذا كان هناك ضرر واقع فتصبح المسألة مسؤولية أمام الله، وهذا ليس فيه مجاملة، المواطنون ليس لديهم أي مانع أن يتم استزراع أي محصول آخر، وأنا شخصيا لم أر أن القصة تستحق هذه الجوطة التي حصلت، نحن طلبنا من المواطنين أن يلتزموا الصمت حتى تتم معالجة هذه القضية بطريقة جيدة، فيها كل الجوانب القانونية والمنطقية، لا ضرر ولا ضرار.
* ما صحة الملاسنات بينك وبين والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين في هذه القضية؟
لم تحدث أي ملاسنات ولا يوجد صراع بيني وبين الأخ عبد الرحيم، ما حدث في الاجتماع أنا أشيد بنتاجه، ولم أشعر أن هناك أي ضرر وصلنا، لدينا موقف من موضوع معين نريد أن نعرف الحقيقة، وهناك لجنة تخاف من الله وتعطينا النتيجة وهي الفيصل.
* المياه في بعض مدن الولاية تعاني من مشكلة فما هو موقف الإمداد المائي والبلاد مقبلة على صيف؟
الشبكة داخل كوستي طولها (800) كيلومتر بدأنا بـ(200) كيلومتر، في ما يتعلق بإحلال الشبكة القديمة بأخرى جديدة، لكن المحطة دعمها من اليابان، حوالى (40) مليون دولار، لكن الشبكة الداخلية تكلفتها على الولاية، بالتالي من ناحية تمويل ما عندنا مشكلة، وكذلك بالنسبة لمحطة مياه الدويم، وهذه المحطة العمل فيها مستمر متوقع أن تسد الفجوة بنسبة مائة في المائة، في السنة الجديدة لدينا نظام لعمل حصاد مياه من خور أبوحبل.
* في جوانب أخرى الحديث الآن يدور حول أن حكومة كاشا قد أهدرت الموارد في استاد ربك وهناك قضايا أخرى أكثر حاجة للمال من الاستاد؟
هذا كلام ساذج مافي حاجة اسمها إهدار، نحن حتى المساجد شغالين فيها ومافي حاجة أهم من الدين، لكن الذين يطلقون هذا الكلام ليسوا محقين وليسوا منصفين ويحبون التبخيس، نحن ننظر للرياضة من زاوية استراتيجية أمنية، واقتصاديا فيها فوائد، هذا الاستاد لديه أثر في حياة الأسر الاجتماعية والترفيه، وهذا تحريك للاقتصاد المحلي من حركة الأندية والملاعب.
* النيل الأبيض ولاية حدودية وبالتالي تأثرت بالانفصال وعلى وجه التحديد هناك مواطنون سودانيون عادوا من دولة الجنوب، ماذا تم بشأنهم؟
أبشرهم أن هناك قضايا كثيرة متعلقة بالعائدين السودانيين من دولة الجنوب وجدنا دعما مقدرا من منظمات الأمم المتحدة والمفوضية السامية وحكومة اليابان سيوجه إلى تأمين احتياجات هؤلاء المواطنين.
* في جوانب أخرى يتساءل مواطن بحر أبيض خاصة المهتمين بالإعلام عن الدعم الذي يمكن أن تقدمه حكومة الولاية تجاه تطوير العمل الإعلامي؟
نعم، سيتم إنشاء فضائية النهار العراقية بدعم كبير من أخونا عبد الرحمن جمعة مؤسس الفضائية بتكلفة عالية جدا يتحملها هو من المباني والتأسيس والمعدات والتدريب، نتوقع خلال الأيام المقبلة أن يحضر الإخوة لأخذ المعلومات المتعلقة بالموقع والترتيبات، وكذلك هناك مطبعة كبيرة سيكون مقرها مدينة الدويم، تم التبرع بها، وهناك اتفاقية أخرى مع الجزائر في هذا الإطار.
* هناك شكاوى من المواطنين في الحدود ومطالبات بفتح المعابر بين الولاية ودول الجوار؟
سنبدأ هذا الملف بمعبرين عامين أولهما معبر جودة لتبادل العمل التجاري بيننا وبين الإخوة في ولاية شمال أعالي النيل في إطار اتفاقيات لتجارة الحدود حتى نستطيع أن نفك جمود الاقتصاد، نحن متفائلون جدا جدا ويمكن أن نستفيد من العلاقة مع دولة الجنوب في تطوير الكثير من الاتفاقيات التي تدعم الاقتصاد وتعزز من مصلحة المواطن المطل على الحدود.
* النيل الأبيض ولاية بترولية كيف يمكن الاستفادة من هذا الجانب في دعم التنمية وماذا بشأن مطار كنانة الدولي؟
كل النتائج الأولية من آبار شركة الراوات مبشرة بالخير، وهناك بعض الخام يتم تكريره في الأبيض، وبالنسبة لمطار كنانة الدولي المرحلة الأولى منه ستنتهي ونحن نسعى لأن هناك بعض الأشياء الفنية منه حتى يكون الطيران مباشرا من كنانة إلى جدة، والمدينة بالنسبة لحجاج بيت الله الحرام وليس من الخرطوم، وأيضا يمكن أن يساعد هذا المطار في نقل اللحوم من خلال المسلخ المعروض الآن في الاستثمار، وكذلك هناك بحيرة عملاقة للأسماك.
* هناك حديث عن أن الحكومة لم تهتم بالزراعة في ولاية تملك مساحات واسعة من الزراعة وكذلك الثروة الحيوانية؟
هناك عمل كبير لنزع الكثير من المشاريع الزارعية التي لم يحصل فيها استثمار لعشرات السنين، ستمنح لمستثمرين جادين عبر شراكات بينهم وبين المزارعين ملاك الأرض، وأحسب أن الأمور من ناحية الثروة الحيوانية مطمئنة، ولدينا الآن زراعة القطن كمحصول جديد دخل في اقتصاديات الولاية، وهناك مبشرات وإنتاجية عالية جدا وهو محصول نقدي، ولدينا مشروع الملاحة الزراعي وهو محصول مجمد لفترة طويلة، لكن الآن كافة الأعمال الميكانيكية والمدنية اكتملت وهناك تواصل مع مستثمر باكستاني، وإذا لم يحضر أيضا هو مطروح لمستثمرين سودانيين كأولوية قصوى، وهناك مشاريع أخرى سيتم نزعها منها قفا وسابين، كل هذه المشاريع لدينا عمل كبير للترويج للاستثمار فيها والمصانع.
* كل من يدخل إلى مدينة كوستي يلاحظ هياكل لشيئين؛ الأول لما يسمى بمدينة اليتيم لكن العمل فيما يبدو متوقف، ما هي قصة هذه المدينة وكذلك مصنع الحديد والصلب؟
مدينة اليتيم كان فيها مشكلة تمويل وبعض القضايا في الدعم وأخطاء فنية، نحن بالنسبة لنا تبرع ومستفيدون من المشروع ومتلقون للدعم، الآن تم تغيير تصميم المنازل ونتوقع أن يكتمل العمل، أما توقف العمل في مصنع الحديد والصلب فيعود إلى أن الباكستاني صاحب الامتياز لديه مشاكل متعلقة بالتمويل، لكن الآن خاطبنا له البنوك ليحصل على تمويل.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي