الخرطوم – المقداد سيلمان
مازالت حدود البلاد مع دولة جنوب السودان تشهد تدفقاً متواصلاً للاجئين، إزاء تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية هناك؛ ففي ولاية غرب كردفان ذات الحدود المجاورة مع الدولة الوليدة، فاق عدد اللاجئين إمكانيات الولاية ومقدراتها في التعامل معهم إنسانياً، وطبقاً لحكومة الولاية فإن حوالى الـ(170) ألف لاجئ تحتضنهم الولاية الآن، بمعدل نزوح يومي يزيد عن الـ(13) ألف نازح، تعمل حكومة الولاية على توفير ما في استطاعتها لهم من خدمات إنسانية.
ويؤكد إبراهيم محمد أحمد شمر، نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية غرب كردفان، في مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس (الأحد)، استقرار الأوضاع الأمنية بالولاية إلا أن التدفق الكبير للاجئين من دولة الجنوب نحو الولاية يمثل مشكلة وتحدياً بالنسبة لهم، سيما بعد أن وصل عددهم بالولاية الآن (170) إلى ألف لاجئ، بمعدل نزوح يومي يتراوح ما بين (13 إلى 14) ألف نازح لم يجدوا صعوبة في دخول الأراضي السودانية عبر الشريط الحدودي المفتوح والممتد للولاية مع دولة الجنوب، وأضاف أن ما يمثل هاجساً لحكومة الولاية حدوث تفلتات بين اللاجئين من أبناء قبائل دولة الجنوب.
وجود معسكرات للاجئين من دولة الجنوب في المناطق المتاخمة لمواقع بولاية غرب كردفان، يمثل خطراً أيضاً بحسب أحمد شمر، الذي دعا إلى ضرورة إيجاد معالجة لأوضاعهم في إطار المنظومة الدولية من حيث الحقوق والواجبات والتزامات اللاجئ تجاه الدولة المُضيفة، ولم ينفِ وجود منظمات وطنية تعمل في المجال الإنساني إلى جانب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إلا أن إمكانيات المنظمات وحكومة الولاية توفق حاجتهم، وتابع قائلاً: “العدد أكبر من حجم الولاية وإمكانيات المنظمات”.
الوضع يحتاج إلى تدخل واستجابة سريعة في ظل تدفق يومي وأعداد أخرى في طريقها إلى حدود ولاية غرب كردفان. يقول نائب رئيس المؤتمر الوطني إن العدد الموجود الآن من اللاجئين الجنوبيين تسبب في إحداث ضغط اقتصادي واضح خلال الفترة القريبة الماضية، حيث ارتفاع أسعار الذرة وبعض السلع الأخرى وسهولة تهريبها داخلياً عبر المعسكرات التي يوجدون فيها تحديداً السلع المدعومة من قبل الدولة التي بدأت أسعارها في الارتفاع؛ خاصة السكر والدقيق والزيوت، وأضاف أن بعض اللاجئين غير عاملين، اعتبر وجودهم خطراً يستوجب علو الحس الأمني. واستطرد شمر قائلاً: “الخطورة أن فيهم ناس غير عاملين.. ناس بملابس نظيفة.. لذلك الحس الأمني مطلوب ولابد أن يكون عالياً”.
في ولاية شمال كردفان، كشف أحمد بابكر الحسن، مفوض العون الإنساني، عن مقترح لفتح مسار ثالث من (الأبيض – المجلد – أويل)، لإيصال المساعدات الإنسانية لدولة جنوب السودان ليشمل العون مواطني شمال بحر الغزال، وأضاف في تصريحات نقلتها عنه وكالة السودان للأنباء، أن المساعدات الإنسانية الموجودة حالياً في مخازن برنامج الغذاء العالمي، والمقرر ترحيلها تبلغ حوالى (27.000) طن، بالإضافة إلى (1.000) طن متري بمحلية الدبيبات بولاية جنوب كردفان، متوقعاً ارتفاع حجم المساعدات بنهاية شهر أبريل الجاري إلى (54.000) ألف طن متري.
مارتا رويداس منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان في مؤتمر صحفي مشترك مع مفوض العون الإنساني بالبلاد الأسبوع الماضي، قالت إن حجم تدفق اللاجئين من دولة الجنوب خلال الثلاثة أشهر الماضية أكبر من أي وقت مضى، وأوضحت أن قرار الحكومة الذي أصدرته مؤخراً والخاص بفتح مسارات جديدة سيسهل كثيراً إيصال المساعدات إلى هؤلاء المحتاجين حتى لا تزداد أعداد القادمين إلى السودان.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي