الخرطوم رانيا الأمين (smc)
مثل وضع العلامات على الخط الصفرى بين السودان وجنوب السودان تمهيداً للبدء في المرحلة الأولى من فتح المعابر بين البلدين خطوة ايجابية لتنفيذ المصفوفة الأمنية التي تم توقيعها بين الجانبين في اديس ابابا العام 2012م، في ظل احراز اللجنة الأمنية المشتركة بين البلدين تقدماً كبيراً في الإتفاق على المنطقة الآمنة منزوعة السلاح.
وسبق ان قدمت الآلية الافريقية رفيعة المستوى خريطة سميت بخريطة امبيكى وحددت فيها ما يسمى بالخط الصفرى (Zero Line) وحددت منطقة حوله بمسافة 10 كلم شمالا وجنوبا سميت بالمنطقة الآمنة المنزوعة السلاح (SDBZ) وذلك من أجل انسحاب قوات الدولتين الى خارج المنطقة المحددة وفتح المعابر عند نقطة التقاء الطرق العابرة مع الخط الصفرى لتسهيل حركة التجارة بين البلدين ودخول وخروج المواطنين.
ويجيء تحديد الخط الصفري إنفاذاً لاتفاقية التعاون المشترك بين الجانبين والتى نصت على نصت على تحديد المنطقة الآمنة منزوعة السلاح بعمق (10) كيلومتر داخل حدود الدولتين وفي حال تنفيذ ذلك يري الخبراء انه يمثل ضامناً لمنع كل طرف من دعم القوى المناوئة، كما أنه سيعمل على تحسين أوضاع التجارة والسفر لمواطني الدولتين.
تعتبر قضية ترسيم الحدود بين السودان وجنوب السودان من القضايا العالقة منذ انفصال جنوب السودان اذ فرغت اللجنة الفنية المشتركة من الترسيم بنسبة 80% في حين لم تزل هنالك خلافات حول بعض المناطق بين الجانبين، ويعتبر الخط الصفري احد اهم مطلوبات الجوار الآمن بعد ان شهدت السنوات الماضية تعثراً في وضعه بسبب الاختلاف حول بعض المناطق مما دعا الطرفان الى الإتفاق على استحداث خط مؤقت متفق ليكون اساسا للتعامل الحدودى بين الجانبين خاصة فى مجال الامن والمعابر الحدودية, وذلك لحين فراغ لجنة الترسيم من اعمالها.
لا شك ان فتح المعابر سيساعد على الحدّ من التهريب ونشاط الجماعات المتمردة، ومن اكبر وأهم المعابر الحدودية بين البلدين معبر جودة ويربط بين منطقة جودة في ولاية النيل الأبيض السودانية المتاخمة لجنوب السودان، ومقاطعة الرنك في جنوب السودان. ثم معبر كوستي الجبلين وهو معبر نهري يقع في ولاية النيل الأبيض ومنها يمتد إلى مقاطعة جلهاك إلى مدينة ملكال ومعبر الكويك ود دكونة الذي يقع في جنوب كردفان إلى الرنك في جنوب السودان، ومعبر كاكا التجارية في جنوب كردفان ويربط بين منطقة أبو جبيهة السودانية ومنطقة كاكا التجارية إلى فشودة في وسط جنوب السودان ومعبر تروجي في جنوب كردفان، ويربط الولاية بمنطقة بانتيو ومعبر هجليج الذي يربط الولاية بمنطقة بانتيو ربكونا في وسط جنوب السودان، ومعبر أبيي، ومعبر السكة الحديد في منطقة الميرم ويربطها بالقرنتي ثم مجوك وأويل ، ومعبر الضعين سماحة ويمتد إلى راجا في جنوب السودان، ومعبر برام الفرقة تمساحة اضافة الى معبر حفرة النحاس.
وكانت قضايا ترسيم الحدود والخط الصفري من القضايا التى تؤرق السودان خاصة في ظل الحرب المستعرة في جنوب السودان، وكما ان وجود الحدود الطويلة المفتوحة بين الدولتين يعود بالفائدة على قوات التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
ويمثل تحديد الخط الصفري والمنطقة الآمنة منزوعة السلاح فوائد مشتركة للسودان وجنوب بالسودان فالخرطوم تري فيه حداً لعمليات التهريب وانفاذاً لاتفاقية عدم الدعم والإيواء للحركات المتمرده بينما تستفيد جوبا من احداث اختراق حول قضايا التجارة والمعابر ورسوم عبور النفط نظراً للأوضاع الإقتصادية التى تمر بها.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع المركز السوداني للخدمات الصحفية