السودان الان

“على وشك الانفجار” ما جرى باستاد القضارف لا يستبعد أن يتكرر ويعيد مقتلة مدينة بور سعيد المصرية

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – شُهدي نادر
الملاعب السودانية التي لم تألف سوى الهدوء والتشجيع في إطار الروح الرياضية، بدت متغيرة إلى حد ما خلال السنوات الأخيرة، حيث انتقل الأمر من خانة التسامح والتحلي بالأخلاق إلى ما يشبه التعصب الذي بدأت إفرازاته تنذر بكارثة حقيقية، لو لم تلتفت الجهات المختصة إلى أمرها ربما تعاد مقتلة (بور سعيد) في إحدى ملاعب كرة القدم السودانية، حيث لقي أكثر من (80) مشجعاً مصرعهم في المباراة التي جرت بين فريق الأهلي والمصري البورسعيدي.
لكن مقتلة مصر غير ما عُرفت به الملاعب السودانية، غير أن ما جرى عصر الجمعة بملعب مدينة القضارف في اللقاء الذي جمع ناديي حي الوادي نيالا وممثل القضارف نادي الشرطة، بوصفهما وافدين جدد إلى الدوري السوداني، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المشجعين الذين تحرشوا بحكم المباراة، مما استدعى نقل عدد من الجماهير إلى المستشفى؛ فالحدث أعاد الجميع إلى مربع الخوف الكامن في الدواخل منذ سنوات، أن تتجه المدرجات إلى درك التعصب الذي يصل إلى الغليان.
وبالعودة إلى ما حدث في استاد مدينة القضارف عصر الجمعة، فقد انتهت المباراة بالتعادل بهدفين لكل فريق، لكن صافرة الختام كانت تخبئ ما لم يتوقعه حكم المباراة الذي وجد صعوبة كبيرة في الخروج من الملعب، حيث تناوشته الجماهير الغاضبة على أدائه لتنطلق عبارات غاضبة وهتافات مناوئة دفعت أمن الملاعب لإعادة الحكم إلى منتصف الملعب لحمايته من المتربصين به، من ثم مواجهتهم بالغاز والهراوات.
تكاد الملاعب السودانية بما شهده ملعب القضارف من أحداث شغب، تُنذر بإعادة شريط ما جرى في بورسعيد المصرية خلال إحدى المباراة في الدروي المصري جرت خلال العام (2012)، ومن واقع ظاهرة شغب المدرجات في حد ذاتها وتزايد معدل الاحتقان بين مناصري الأندية الرياضية التي يقابلها جمود اتحاد الكرة في أمر يتطلب الحسم من قبله كجهة مسؤولة عن تنظيم وتأمين ملاعب كرة القدم، وأنشطتها في الملاعب السودانية، لأجل استئصال ما طفا على سطح الأحداث من ظاهرة قد تفسد على الرياضيين هدوء معابدهم التي قد يرتوي عشبها بالدماء في السنوات القادمة.
ثمة شغب آخر من نوع خاص، وهو ذلك الذي تقترفه الأندية المنتمية إلى المؤسسات العسكرية في إطار منافسات كرة القدم في السودان، فبعدما غادر نادي النسور الأم درماني الدوري الممتاز الموسم المنصرم، استبشر المهتمون بالأمر خيراً، طبقاً لما ظل يقدم عليه أنصار النادي من تعدٍّ وصل إلى حد الضرب داخل الملاعب، لتجد مسيرة نادي النسور استهجاناً كبيراً من قبل جماهير كرة القدم السودانية قبل أن يتفاجأوا بصعود نادٍ آخر يتبع لمؤسسة عسكرية، حيث يخوض نادي الشرطة القضارف أول مواسمه ضمن أندية الدوري الممتاز، لكنه ربما يمضي على خطى فريق النسور، النادي الأم درماني الذي لم يجد طريق الصعود نحو الدوري الممتاز إلا بعد ترجل رئيس الاتحاد العام لكرة القدم كمال شداد، الذي كان رافضاً لمجرد التفكير في صعود نادٍ يتبع لمؤسسة عسكرية إلى الدوري، لتبين الأيام رؤية شداد حيال الأمر من واقع القلق والربكة التي أحدثتها تجربة النسور خلال مواسمه التي قضاها في الدوري، والآن الشرطة في الجولة العاشرة من نسخة هذا العام.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي