حوار – المقداد سليمان
** مطلع الأسبوع الجاري شهدت ولاية غرب كردفان حادثة راح ضحيتها نفر من مكوّن الولاية السكاني، بسبب سرقة مواشٍ بمنطقة (فوجا)، التي تتبع إدارياً لمحلية النهود، وبغض النظر عن تحفز المواطنين للاقتتال إلا أن الحادث ابن طبيعي لانتشار السلاح هناك، وهو ما يهدد الأمن والاستقرار، ويعد هاجساً يؤرق الحكومات الولائية.
في هذه المقابلة تستنطق (اليوم التالي) ياسر محمد الحسن وزير الثقافة والإعلام؛ الناطق الرسمي باسم حكومة ولاية غرب كردفان، حول الأحداث التي وقعت بين الكبابيش والحمر.
*يتناقل الناس أحداثاً مزعجة وصوراً بشعة.. ما الذي حدث بالضبط؟
حادثة نهب عادية، تم التعامل معها بالعرف المتعارف عليه في البلاد عن طريق الفزع، وحقيقة تم تبادل إطلاق نار بين المواطنين وحصل موت وتارات، لكن في إطار محدود، والآن تمت السيطرة على الأوضاع الأمنية في موقع الحدث، واستطاعت الحكومة عزل المتصارعين.
*هل هو صراع قبلي؟
لا.. هو صراع بيوت وليس قبائل، بعض البيوت من هنا وهناك.
*استخدم الطرفان السلاح.. ما مصدره؟
السلاح إفراز طبيعي، وجوده الآن في مناطق التماس، حقيقة حدودنا مفتوحة مع بعض دول الجوار التي تعيش حالة من الصراعات والانفلات الأمني، وبالتالي دخول السلاح عبر الحدود المفتوحة الطويلة شيء متوقع، وهذا المدخل الرئيس للسلاح، أما سلاح الدولة فعليه (كنترول) تام، وهو تحت السيطرة ولا يوجد تسرب إلى أيدي المواطنين أصلاً، لكن هناك تسرباً لبعض الأسلحة من دول الجوار.
*من خلال استخدامه في الحادثة الأخيرة.. هل السلاح الآن يمثل هاجساً ومهدداً للأمن والاستقرار في الولاية؟
أكيد انتشار السلاح في أيدي المواطنين، على العموم، من المهددات الأمنية، لكن أفتكر أن حكومة الولاية قادرة على السيطرة في الفترة القادمة، والسلاح الموجود لدى المواطنين أضعف من الذي في يد الدولة.
*تابعنا فزع المواطنين ولم نتابع الفزع العاجل لحكومة الولاية لعزل الطرفين؟
الفزع مسألة عرفية بين المواطنين، وهو حادث جنائي عادي، ولم يتم فيه بلاغ للجهات المعنية في وقت مبكر.
*متى وصل البلاغ؟
بعد وقوع الحادث وصل البلاغ إلى الحكومة بحوالى ساعات، وتمت حركة، وفي الحقيقة الحادث كان مشتركاً بين ولايتي شمال وغرب كردفان، وتم تحرك في إطار الحادث، لكن مقابل حركة واسعة جداً من قبل المواطنين، وكان التعامل الأمني معها في ظرف معين يمكن أن يحدث نوعاً من الخلل، وفي النهاية تمت السيطرة على الوضع.
*إذاً.. هل من ترتيبات أو خطوات لحكومة الولاية في مسألة جمع السلاح؟
ترتيبات جمع السلاح ليست ولائية إنما ترتيبات اتحادية يقوم بها المركز، وهي سياسة دولة؛ لأن السلاح الآن انتشاره في أوسع من ولاية وإطار، وأصبح قضية عابرة للحدود، والقضية الآن قضية دولة.
*هل يمكن أن تؤثر الحادثة على حركة البادية؟
لا.. لن يؤثر الحادث على حركة البادية، لأن الموقع تم احتواؤه أمنياً، واليوم (الأربعاء) تم تواصل مع قيادات طرفي الصراع، ويمضي الناس في إطار تهدئة الأوضاع والوصول إلى توافق تام، ولا أظن الحادث يؤثر كثيراً في حركة الناس.
*يرى البعض أن الحادث في لحظته كان أكبر من إمكانيات الولاية من حيث سرعة تدخلها والفصل بين الطرفين؟
كان الحادث استنفاراً سريعاً جداً، وهذا سببه وسائل الاتصال التي أصبحت أسرع من السيارات، الدولة انتشارها الأمني متمركز في المدن والحواضر والقرى الكبيرة، أما الآن فالمواطن موجود في كل مكان، وهو أكبر وأكثر انتشاراً من الدولة.
*أين الإدارة الأهلية للطرفين الآن؟
في موقع الحادث، حيث تمت السيطرة من ناحية أمنية واجتماعية.
*ما وضع الأحوال الأمنية في الولاية عامةً؟
عموماً الوضع الأمني في ولاية غرب كردفان أفضل من السنوات الماضية، ما عدا بعض التفلتات التي منشأها ليس هو الصراع القبلي ولا الصراع على المرعى، يعني ليست الصراعات التقليدية القديمة المعروفة، إنما بعض التفلتات من بعض الشباب أحياناً فيها شيء من النهب والسرقات.
*ما أوضاع الولاية في ظل تدفقات مستمرة للاجئين من دولة جنوب السودان؟
في ما يتعلق باللاجئين، فعلاً هناك انتشار غير مقنن وقد يكون ارتبط بالعاطفة القديمة، بحكم أننا كنا شعبا واحدا ومرتبطا وجدانياً، كانت الحركة غير منظمة، أما الأن فالحمد لله عن طريق مفوضية اللاجئين تم حصر كل إخواننا من دولة الجنوب في معسكرات محددة، وتقدم لهم الخدمات بالطرق المتعارف عليها دولياً ومحلياً.
*هل أثر تدفق اللاجئين على الوضع الخدمي بالنسبة لمواطن الولاية؟
ما في تأثر واضح، لأن العدد الموجود الآن داخل المدن قد يكون محدوداً جداً، وقد يكون بشكل غير مقنن، لذلك ما واضح حتى في المجتمع.
*أين وصل برنامج إصلاح مؤسسات الدولة؟
نفذنا الكثير من مطلوبات الإصلاح مثل برنامج الحوسبة الذي قطعنا فيه شوطا كبيرا جدا، وأيام الخدمة والعامل المميز، وكل ما يتعلق ببرنامج الإصلاح ونمضي بخطوط متوازية، والبيئة الآن في الولاية على أهبة الاستعداد لاستقبال المولود الشرعي الجديد الناتج عن الحوار الوطني.
*ثقافياً يبدو الحراك في الولاية معدوماً؟
لا أقول إنه معدوم، لكن طبيعة الحراك الثقافي من طبيعة الولاية، هناك حراك في القرى والمحليات، والأندية عامرة بالأنشطة الثقافية، لكن أقول إنها تحتاج إلى مزيد من التنظيم والتطوير.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي