بورتسودان – حسن محمد علي
الزائر لمركز أبحاث ثقافة البجا، يستغرب خلوه من الزوار، ورغم المقتنيات الملقاة على مناضد تبدو حديثة بحكم حداثة إنشائه، إلا أنها مهملة حيث لا ينتظر أن يعاودها أحد, ومن وقت مبكر يستلقي الحارس لأعبائه حتى قبل ان تغرب الشمس، ورغم أن المركز يجاور مؤسسة جامعية إلا أن الطلاب لا يبدون مكترثين كثيرا لكومة من الأواني القديمة التي كانت قبائل البجا تستخدمها منذ آلاف السنين، رغم أنها في الحقيقة كنز كبير.
(1)
أذهلتني الأجزاء الفلكلورية المعروضة في المركز التي يبدو أنها ترجع لتواريخ وعصور سحيقة، حتى أن بعضها ذاب بفعل التقادم، لكن في الرواق الثقافي لم تنشأ مدرسة كما هو الحال عند رواد (الغابة والصحراء)، فالغنى الذي عرف به الساحل، لا ينتمي لتسمية مناسبة يمكن أن نطلق عليها (مدرسة الساحل)، كانت بعض الوسائل ترشدني لأن رؤية المركز قائمة على إبراز البعث الحضاري والثقافي لتراث وحضارات مجموعات البجا في السودان والتعريف بالمسميات المميزة للعناصر الثقافية والتراثية التي تميزت بها هذه المجموعة، ولما كان المركز الثقافي لتراث البجا مركزا متخصصا وذا قدرات عالية فإنه بالجدير سيعمل على صون عناصر الفلكلور والحياة الشعبية ومتعلقات ثقافة البجا ولغتها وتوفير ما هو متاح لها وحفظها من الاندثار.
(2)
ربما تتناصف الثقافة القديمة والأهرامات في شمال السودان، ذات الأهمية مع مدخرات الثراء الثقافي في أرض البجا بشرق السودان، ولم يخطئ الباحث الراحل بابكر عوض الكريم عندما رأى بحكم تجربته في أبحاث الحضارات القديمة أن اكتشاف حضارة شرق السودان سيعيد قراءة كل الحضارات بعد فك طلاسمها، لكن في الشمال حظوة وإعلام ومشروع قطري بملايين الدولارات، وبالمقابل فإن حضارة شرق السودان لا تجد حظها حتي في الإعلام.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي