السودان الان

“الحلو مُر” رغم ارتفاع أسعار الذرة ومستلزمات صناعة المشروب، إلا انه مازال سيد المشروبات الرمضانية

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم ـــ المقداد سُليمان
تزدحم المائدة الرمضانية في السودان، وتختلف الأصناف فيها من ولاية لأخرى لاسيما العصائر أو “المشروبات”. ويأتي الآبري أو ما يعرف بـ(الحلو مر) في أعلى قائمة المشروبات الشعبية الرمضانية إقبالاً وتوفراً في صينية الإفطار، وندر ما تجلس للإفطار مع الجماعة في “الضرا” ولا تجده، فهو المشروب السوداني الأول خلال أيام الشهر الكريم ولدى بعض الأسر تجده يقدم للضيوف بخلاف رمضان.
الحلو مر من المشروبات التي تطفئ ظمأ الصائمين، ويعتبره كثيرون دواء للظمأ ويفضلون شرابه بقدر ما يتوفر خلال الشهر وهو “بارد”، ويصنع من الذرة النابتة أو “الفتريتة” ذات المسحوق الأحمر.
ويحتاج إعداد مشروب الآبري لأيام قبل ثبوت رؤية هلال رمضان، حيث تبدأ ربات البيوت التحضير لإعداده أو “عواسته”، وغالباً ما يجتمعن في أحد المنازل لإعداده. إلا أنه طرأ تغيير ملاحظ في الأمر خلال السنوات الماضية وما عادت النسوة يعتمدن على بعضهن في عواسته كما السنوات الماضية، وأصبحت عواسته مصدر رزق لبعض النسوه إذ أن غالبية الأسر خصوصاً في عواصم المدن أصحبت تستأجر النسوة للعواسة التي يزيد سعر إعداد الجردل الواحد منها عن الـ(70) جنيها.
يأخذ إعداد مشروب الحلو مر وقتا طويلا، لذا يبدأ تجهيزه قبل شهر من رمضان، حيث تُجهز الذرة وترطب بالماء (ترش) وتوضع في (صواني) غير قابلة للصدأ وتغطى بجوالات فارغة تحجب ضوء الشمس وتسمح للذرة بالإنبات.. تترك الذرة مغطاة لأيام حتى يحدث الإنبات وتسمى حينها بـ(الزريعة)، ثم تأتي مرحلة قص الجزء النابت وتترك الحبوب فقط لتجف تماماً ومن ثم تُطحن وتطبخ في النار، وحتى يكون المشروب ذا مذاق جميل تُضاف نسبة من البهارات للعجين ومن ثم يُترك ليتخمر فترة من الزمن.
تجفف أقراصه ومن ثم تخزن إلى أن تثبت رؤية هلال رمضان، وحين تتبقى ساعات لموعد الإفطار تنقع الأقراص في الماء (بقدر الحاجة) ويسمى محلولها “الحلو مر” على أن يحلى بالسكر ويضاف إليه القليل من الثلج.
تروي لنا إحدى (الحبوبات) أنه قبل دخول الثلاجات للمدن وفي الريف حتى الآن، تُبل حاجة الأسرة من الآبري وتوضع تحت (زير) الماء حتى يكون المشروب بارداً موعد الإفطار. ولا يمكن الاستغناء عن متبقي المشروب والراجع من الضرا فبعض النسوة “الميارم” يُدخلنه في صناعه نشأ السحور أيضاً. ورغم ارتفاع أسعار الذرة ومستلزمات صناعة المشروب، إلا انه مازال سيد المشروبات الرمضانية.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي