الخرطوم – محمد عبد الباقي
لم تمر ولاية سنار بحالة بيات شتوي كما حدث لها خلال فترة ولاية الضو الماحي، الذي تسنم إدارتها منتصف العام 2015 عقب تعيينه خلفاً للمهندس أحمد عباس، الذي كانت فترته مليئة بالأحداث الساخنة والإنجازات أيضاً.
وبنهاية فترة الضو الذي تم إعفاؤه مؤخراً وتعيين عبد الكريم موسى، توقع سكان الولاية عودة الحراك لولايتهم بحل حكومة الضو التي يتهمها مراقبون لشأن الولاية بأنها عجزت عن تلبية تطلعات المواطنين في كل المحليات، لكن عبد الكريم موسى رغم الترحيب الذي قابله به المواطنون، بدا متردداً، بحسب مقربين منه، في اتخاذ قرار تشكيل حكومة جديدة من وزراء ومتعمدين جُدد، إذ ليزال حائراً بين أن يخطو بسرعة نحو التغيير الذي تطمح له الولاية بأكملها، وبين التأني في انتظار توجيهات المركز المحتمل أنها قد تأتي مخالفةً لرغبة الجماهير التي لن تقبل بتغيير جزئي في الحكومة السابقة، خاصة وأن معظم الوزراء والمعتمدين بقوا في مناصبهم لأكثر من ثمانية أعوام، مثل محمد عبد القادر وزير الصحة، وزير التربية والتعليم هاشم عبد الجليل الذي ظل وزيرا منذ فترة أحمد عباس، ومعتمد الدندر عبد العظيم آدم الذي تنقل خلال الثمانية أعوام الماضية بين أبو حجار وسنجة وأخيراً الدندر، ومعتمد سنجة الحالي أبو القاسم حسن الذي تنقل في ثلاث محليات والعميد شرطة محمد آدم أبكر الذي تنقل بالمنصب ذاته بين سنجة والدالي والمزموم.
أما بقية وزراء ومعتمدي حكومة الضو الماحي، فيعيب عليهم المواطنون أنهم لم يقدموا مشروعاً واحداً خلال السنوات الماضية يشفع لهم بالمُشاركة في الحكومة المقبلة، ومن أكثر الوزراء الذين نالوا سخط المواطنين خلال الفترة الماضية وزير التخطيط العمراني بالولاية عبد العظيم فضل الله، الذي فشل في المحافظة على مشاريع ومصادر المياه التي وجدها قائمة لحظة تعيينه وزيراً، ووفقاً لإبراهيم محمد، أحد سكان مدينة سنجة، أن وزير التخطيط فشل فشلاً ذريعاً في إدارة محطات المياه التي أسسها الوالي السابق أحمد عباس، ويضيف إبراهيم لـ(اليوم التالي) قائلاً: “خلال فترة عبدالعظيم فضل الله خرجت عشرات الآبار الجوفية عن الخدمة، وأهملت الحفائر التي كانت تمثل مصدراً مهماً لمياه الشرب لسكان القرى، وكذلك أصيبت المحطات الرئيسة كمحطة مياه (ود النيل – المزموم) بأعطال خطيرة دفعت الوزارة لإلغاء كل عمليات المعالجة، فصارت المياه تُرفع من النيل مباشرة لمواقع توزيعها على المواطنين دون تنقية أو أية نوع من المعالجة المطلوبة لضمان عدم إصابة الناس بالأمراض المختلفة”. واستطرد إبراهيم مضيفاً: “لم يفشل الوزير في المياه فحسب، إنما شهدت الولاية خلال الأعوام الماضية هدراً غير مبرر لأراضي الدولة التي تم بيع بعضها بدون إعلان رسمي عن ذلك وبدون منافسة حقيقية”. ويرى مراقبون لأداء وزراء حكومة الضو الماحي التي لا تزال مستمرة عقب إقالته أنهم لم يقدموا جديداً، فحتى وزير الصحة محمد عبدالقادر الذي يتحدث البعض عن إنجازاته فهو حقيقة لم يضف جديداً خلال السنوات الماضية، وأن كل الإنجازات التي تمت في الصحة ترجع لآخر سنوات أحمد عباس وفقاً لمصادر مطلعة داخل وزارة الصحة بالولاية.
أما وزير التربية والتعليم، هاشم عبد الجليل، فيصفه البعض بأنه شبيه بوزير التخطيط العمراني، حيث شهدت فترته تجاوزات في طباعة الكتاب المدرسي العام الماضي ونشرتها وقتها (اليوم التالي)، وأيضاً هنالك اتهامات طالت عملية صناعة الإجلاس المدرسي لعدد من المدارس بالولاية.
وفي قائمة المسؤولين في حكومة الضو الماحي الذين لم يقدموا جديداً، بحسب استطلاع وسط المواطنين الذين أشاروا إلى أنه ليس أمام الوالي الجديد خيار سوى إقالتهم، علي الأزرق الذي كان وزيراً للتخطيط العمراني ولكنه أُقيل سابقاً من منصبه ووضع على رأس إحدى الشركات التي تتبع لوزارة التخطيط هي شركة الطرق والجسور، فهو الأخير لم يقدم جديداً لا حين كان وزيراً للتخطيط ولا عندما وضع على رأس شركة الطرق والجسور، والشاهد على ذلك أن سنجة كعاصمة الولاية ظلت تغرق سنوياً في مياه الأمطار، وأن شركته لم تنجز طريقاً واحداً بالولاية حتى اليوم.
أيضاً من المعتمدين الذين فشلوا في تنمية وإدارة محلياتهم معتمد محلية أبو حجار فلاح آدم الفكي الذي يعتبر المواطنون بقاءه في منصبه رغم فشله الذريع هو بسبب قرابته بالوالي السابق الضو الماحي، فكلاهما من جهة واحدة ويشير مواطنو أبو حجار إلى أن الضو الماحي تركه يستمر في منصبه لعدة سنوات رغم أنه لم يقدم جديداً، فقط لأنه قريبه لا أكثر.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي