الخرطوم : رجاء كامل
اتفق السودان ومملكة البحرين في ختام زيارة رئيس الجمهورية المشيرعمر البشير إلى البحرين على عقد اللجنة الوزارية العليا المشتركة منتصف العام الجاري، كما اتفقا أيضا على التعجيل بفتح سفارة للبحرين في الخرطوم.
رئيس الجمهورية المشير عمر البشير اعلن عن تلقي السودان لموافقات من دول الخليج العربي للتوقيع على اتفاق للشراكة الاستراتيجية وأكد البشير خلال زيارته مجلس التنمية الاقتصادية بالبحرين رغبة السودان للاستفادة من تجربة المجلس واستعرض الإمكانيات والقدرات التي يزخر بها السودان والمميزات التفضيلية التي يتمتع بها لا سيما موقعه الاستراتيجي اضافة الي تواجده بسوق الكوميسا.
واشار الرئيس البشير للنجاحات التي حققها السودان في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، لافتا إلى تميز خريجي الجامعات السودانية، واصفا تجربة البحرين بالمتميزة وأن السودان في مرحلة انطلاق جديدة واكثر حرصا على تسخير كل قدراته لتبادل المنافع والاستفادة من الإمكانيات العربية لنهضته ودول المنطقة .
من جانبه أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء البحريني تسخير إمكانيات مملكة البحرين لصالح السودان، مبينا أنهم يقدرون للسودان والسودانيين إسهامهم في نهضة دول الخليج. وتناول وزير المالية والتخطيط الاقتصادي بدر الدين محمود عباس ووزير الاستثمار دكتور مدثر عبد الغني السياسات الاقتصادية والاستثمارية في البلاد وتجربة السودان في مجال تعدد الموارد وتنوعها ونظام النافذة الموحدة للاستثمار وتبسيط الإجراءات وتحفيز المستثمرين وتكامل السياسات والسياسات المحفزة واقتصايات المعرفة والحكومة الإلكترونية.
الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية بمملكة البحرين خالد الرميحي عدد المراحل التي مر بها الاقتصاد البحريني حتى وصل إلى مرحلة الانطلاق، مشيرا لتعدد الموارد، حيث تعتمد المملكة على قطاع النفط بنسبة 20 في المائة فقط وأن النسبة المتبقية تتنوع في القطاع المالي والصناعي واقتصاد المعرفة، مبديا استعداد المجلس لنقل تجربته للسودان.
واتفق السودان والبحرين، على إنشاء مجلس أعمال مشترك ، يُعنى بتعزيز وتطوير الاستثمارات البحرينية فى السودان، وقرر البلدان عقد ملتقى اقتصادى استثمارى ترويجى بالبحرين بالتعاون مع القطاع الخاص فى البلدين من أجل توسيع الاستثمار وأكدا أهمية عقد ملتقيات اقتصادية للترويج للاستثمار فى السودان خاصة فى القطاع الزراعى.
واتفق السودان ومملكة البحرين، يوم الثلاثاء الماضي، على زيادة مستوى التنسيق والتشاور الثنائي على مستوى المنظمات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى التنسيق في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، بجانب التركيز على الاستثمار.
يُذكر أن المنامة تنفذ مشروع (خيرات البحرين)، الذي يمثل أحد أكبر المشروعات العربية في السودان، ويقع في الولاية الشمالية بمساحة 100 ألف فدان
ووقَّع وكيل وزارة الخارجية السوداني عبدالغني النعيم ونظيره البحريني وحيد مبارك سيال، على محضر اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين البلدين بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية قريب الله الخضر، في تعميم صحفي الثلاثاء «إن الاجتماعات تابعت موقف تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها بين البلدين»
وأوضح أن الجانبين استعرضا مسيرة العلاقات الثنائية، واتفقا على زيادة مستوى التنسيق الثنائي إقليمياً ودولياً، وكذلك التشاور في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، تركيزاً على الاستثمار.
وكان وكيل الزراعة والثروة البحرية الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة وقع يوليو الماضي بالخرطوم اتفاقية مشروع خيرات البحرين، الذي سيقام على الأراضي السودانية.
وزادت زيارة الوفود الرسمية بين البلدين اخيراً، وذلك نتيجة لتقارب الحكومة السودانية مع الدول الخليجية في العامين الأخيرين بعد سنوات من التوتُّر، كان سببه تقاربها مع إيران.
وكيل وزارة الاستثمار نجم الدين حسن إبراهيم،، قدم لدى لقائه بوكيل وزارة الخارجية البحرينية، وحيد مبارك سيال، الذى يزور السودان حاليًا شرحًا مفصلاً عن مناخ وفرص الاستثمار بالبلاد والتطورات الاقتصادية الأخيرة والتى تعزز من مناخ الاستثمار بالسودان، موضحًا أن الوزارة تروج لمشاريع استثمارية استراتيجية بالتركيز على الزراعة والصناعات التحويلية.
و قال وكيل وزارة الخارجية البحرينية، إن الزيارة تأتى بهدف الاطلاع على فرص الاستثمار فى السودان وإمكانية استقطاب رجال المال والأعمال للعمل فى مجالات الإنتاج الزراعى والمواد الصناعية الأولية، إلى جانب القوانين والضمانات والحوافز التشجيعية، مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البحرين والولايات المتحدة فى تطوير قطاع الصادرات المشتركة.
وكانت وزارة الزراعة والثروة البحرية وجهت الدعوة لرجال الأعمال والمستثمرين والتجار البحرينيين للاستثمار في «مشروع خيرات البحرين» المقام في الأراضي الزراعية التي خصصتها دولة السودان لمملكة البحرين اخيرا والمقدرة بحوالي 100 ألف فدان بمحلية الدبة في الولاية الشمالية، و40 ألف فدان أخرى في ولاية النيل الأبيض، واكدت الوزارة أن تلك المشروعات والاستثمارات مربحة بالنسبة لهم كرجال أعمال، حيث يمكن للمستثمر أن يحقق أرباحا تغطي ما أنفقه في مدة 18شهرا فقط.
ولفت إلى أن توافر وسائل النقل البرية والجوية في تلك المنطقة يعد عاملا مساعدا أيضا على سهولة الاستثمار وتصدير المنتجات، حيث إن هناك مطارين موجودان بالقرب من المنطقة المخصصة للمملكة بالإضافة إلى قرب الطريق القاري منها والذي يصل بينها وبين ميناء بورتسودان.
وأعربت عن أمنياتها فى ان يساعد الاستثمار الزراعي والحيواني في السودان على خفض أسعار المنتجات الزراعية والحيوانية ويستفيد منها المواطن البحريني، نظرا لانخفاض تكاليف الاستثمار نتيجة عدم وجود أي ضرائب على نقل المعدات والآلات، مشيرا إلى أن نقل السلع سيكون من دون ضرائب أيضا، وأن المملكة لن تفرض أي رسوم أو مبالغ على المستثمر سواء على الأرض أو التجهيزات والدراسات، ولكن سيكون ذلك مقابل جزء من الإنتاج سيخصص لمملكة البحرين، وأكد وكيل الزراعة أن العلاقة بين مملكة البحرين والسودان أصبحت علاقة إستراتيجية، كاشفا عن أن السودان أعفى مملكة البحرين من أي ضرائب على المستثمرين، وكذلك تم تسجيل شركة البحرين وإعداد الوثائق الرسمية بدون أي مقابل
وقدمت حكومة السودان لمملكة البحرين تسهيلات تتمثل في كون هذا المشروع، مشروعا قوميا لا يخضع للإجراءات الروتينية المعيقة، بالإضافة إلى انه تم إعفاء المشروع من جميع الرسوم والضرائب الاستثمارية والإدارية والمحلية ومنحت الأرض من دون سداد أي رسوم أو ضرائب، مضيفا أن هناك متابعة من مكتب رئيس الجمهورية مباشرة لهذا المشروع لتذليل أي صعاب قد تعترضه.
و مراعاة ثلاثة أشياء رئيسية عند اختيار تلك الأرض وهي أن تكون خالية من أي موانع أو عوائق قانونية وأن تكون بعيدة عن أراضي العشائر، وأن تكون أراضي خصبة وتتوافر بها المياه بصورة دائمة وتم منح الأرض لمملكة البحرين مدة 99 سنة، وروعي فيها توافر طرق النقل فهي قريبة من الطريق القاري بالسودان وأيضا توافر خط الكهرباء.
وبخصوص المحاصيل التي ستقوم المملكة بالتركيز على زراعتها أجاب المستشار الزراعي لوكيل الزراعة والثروة البحرية د.محمد فودة بأن الأرض المخصصة للمملكة بالسودان من أجود أنواع الأراضي وأكثرها خصوبة ويمكن زراعة أي محاصيل بها، لافتا إلى أن هناك محاصيل كثيرة تحتاجها البحرين مثل المحاصيل الاستراتيجية لسد الفجوة الغذائية لتخزينها في البحرين، والتي تتمثل في المحاصيل الزيتية مثل زراعة السمسم الذي يعتبر من المحاصيل ذات العائد الاستثماري العالي وإنتاجه في مدد قصيرة، ويمكن أيضا زراعة الفول السوداني وعباد الشمس لإنتاج الزيت، وأيضا يمكن زراعة القمح والأرز والذرة.
وأشار المستشار الزراعي إلى إمكانية زراعة المحاصيل السكرية التي تنتج السكر مثل قصب السكر وبنجر السكر وهذه المحاصيل يمكن استخدام ما ينتج عنها من مخلفات في صناعة الأعلاف التي تستخدم لغذاء الأسماك والطيور والمواشي بالإضافة إلى زراعة البرسيم الذي يعتبر من أجود الأعلاف التي توجد بها بروتينات عالية، وأيضا يمكن زراعة المحاصيل البقولية التي يمكن تجفيفها وتخزينها، وأشار إلى انه يمكن أيضا فتح مزارع لتربية المواشي والدجاج، وأيضا زراعة الفاكهة بمختلف أنواعها.
وأكد د.فودة أن الأراضي المخصصة للمملكة في السودان ستوفر الاكتفاء الذاتي بالكامل للمملكة وتغطي احتياجاتها وسيفيض الإنتاج حيث يمكن التصدير منه أيضا حيث إن المساحة المخصصة تقدر بنحو 60% من مساحة البحرين
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع جريدة الصحافة