الخرطوم – إبتسام محمد – عزيز كبلو
تدخل أزمة المياه بعدد من محليات ولاية الخرطوم أسبوعها الثاني، وأكد مواطنون لـ(اليوم التالي) انقطاع الإمداد المائي التام عن الحنفيات، وتفشل “الموتورات” في بعض الأحياء في نقل قطرة واحدة، ما يظهر أن الشبكات نفسها تعاني الجفاف، واحتجاجاً على انقطاع المياه عنهم لأسابيع، خرج مواطنو الجريف غرب في تظاهرة، وحاولت الصحيفة الاتصال بأكثر من مسؤول في هيئة مياه ولاية الخرطوم للرد على الاستفسارات ولكن دون جدوى.
ولاحظ موفدا (اليوم التالي) خلال جولتهما ببعض الأحياء عودة عربات الكارو لتقديم خدمة السقاية وغيرها من الاستخدامات، حيث وصل سعر البرميل لأكثر من (80) جنيهاً في بعض المناطق.
وفي محلية أم درمان تشهد عدة أحياء أزمة مياه حادة مثل (أمبدات – الثورات)، وأوضح مواطنون من محلية أمبدة انقطاع المياه بعدد من الحارات ما يضطر المواطنين لشراء المياه من عربات الكارو حيث وصل سعر برميل المياه إلى (100) جنيه، وقال مواطن من المحلية إنه يسهر طوال الليل في انتظار أن تنزل من الحنفية قطرة مياه، وأضاف لكن السهر دون جدوى حتى باستخدام الموتور الكهربائي لا توجد مياه.
وناشد هيئة مياه محلية أمبدة بالتدخل السريع لحل الأزمة التي تدخل أسبوعها الثاني بالمحلية.
وفي الثورة (75) مضى أكثر من أسبوعين للأزمة ما جعل المواطنين يتسارعون للهيئة القومية للمياه لمعرفة أسباب الانقطاع المستمر، ولكن دون جدوى أو وعود بالحل.
ويقول المواطن علي السر لـ(اليوم التالى) وهو غاضب، “المياه منقطعة لأكثر من أسبوعين بمنطقتنا”، وتابع: “يجب حل هذه المشكلة بأقصى سرعة لتوفير المياه، خصوصاً في الفترة الصباحية، لحاجة طلاب المدارس لها، وبين أنه يشتري المياه من أصحاب الكارو يومياً باستمرار ما جعله لا يتذكر المبلغ الذي يدفعه لشراء المياه”، وأضاف: “كل مصروف اليوم أصبح يذهب لشراء المياه”.
من جهتها، طالبت المواطنة ثريا النور بوضع حد لتلك الأزمة المستمرة، ودعت إلى عدم التعامل باستهتار مع مشكلات المناطق الطرفية، خصوصاً المياه، وقالت: (لا حياة بدون مياه)، وتابعت: “إضافة للظروف القاسية لا نستطيع شراء مياه بصورة يومية”.
وقالت النور إن ابنتها بسبب عدم توفر المياه لم تذهب إلى المدرسة، فهي تبحث لها عن المياه طيلة الفترة الصباحية ما يضيع الوقت حتى تحصل على قدر بسيط منها.
وتشتكي المواطنة رفيعة محمد من انقطاع المياه المتواصل، وأنها تمضي معظم وقتها في البحث عن المياه، وأضافت: “لا نستطيع صلاة الفجر لعدم توفر قطرة مياه”، وطالبت الجهات المختصة بالإسراع لحل المشكلة.
وفي محلية شرق النيل انقطع الإمداد المائي لأكثر من أسبوع بمنطقة الحاج يوسف دار السلام مربع (6)، وقال المواطن محمد علي من المنطقة إن قطوعات المياه بالحي مضى عليها أسبوع، وأضاف أنه عند استعلامهم اللجنة الشعبية بالحي عن القطوعات، أشاروا إليهم بأن هنالك صيانة بالصهريج، وأرجع علي القطوعات لانقطاع التيار الكهربائي المستمر الذي ساهم أيضاً في أزمة المياه. من جانبه يقول المواطن أنس أحمد من سكان المنطقة، إن انقطاع المياه أضر بالأسر الفقيرة، لأنه أضاف إلى ميزانيتها عبئا ثقيلا بشراء المياه، على الرغم من خصم فاتورة المياه مع فاتورة كهرباء الدفع المقدم.
ويقدر حجم الإنتاج اليومي للمياه بولاية الخرطوم بأكثر من (1.5) مليون متر مكعب، بينما يصل حجم الإنتاج اليومي للمياه من المحطات النيلية والآبار لأكثر من (1.525.000) متر مكعب لجملة (11) محطة نيلية، وعدد (1348) بئراً مرصوداً إنتاجها حالياً؛ ثم (552) بئراً خارج الشبكة تعمل في مناطق الولاية المختلفة.
وفي وقت سابق، قال مسؤول في هيئة المياه بالولاية إن حجم الإنتاج يفي بالاحتياجات، ثم يقارب المطلوب خلال فترة الصيف “عند معادلة هذه الكميات بنسبة سكان الولاية البالغين نحو (8) ملايين نسمة، وذلك لزيادة حجم استهلاك الفرد والاستخدامات الأخرى للمياه غير الشرب”، مضيفاً أن التقديرات المحلية لنصيب الفرد من المياه بلغت (200) لتر يومياً؛ مقارنة بمعايير الصحة العالمية البالغة (120) لتراً، عازياً حدوث القطوعات في بعض المناطق إلى أسباب مختلفة، أبرزها عمليات الإصلاح والإحلال للشبكات الجديدة، ما يؤثر على مناطق العمل.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي