إلتحقت فصائل المعارضة في جنوب السودان بإتفاق قسمة السلطة ومستويات الحكم في اللحظات الأخيرة، واحتضنت الخرطوم الأحد وسط أجواء احتفالية صاخبة مراسم التوقيع الذي امتدت مراسيمه لساعات.
وتدافع المئات من مواطني دولة جنوب السودان المقيمين في الخرطوم منذ الصباح وتجمعوا في قاعة الصداقة للاحتفاء بإنهاء الحرب، ما حدا بالرئيس عمر البشير لاصطحاب كل من سلفا كير ميارديت ورياك مشار الى خارج القاعة والتلويح للجموع المحتشدة بعد أن تأخرت مراسم التوقيع عدة ساعات.
ووقع عن حكومة جنوب السودان الفريق سلفا كير ميارديت وعن الحركة الشعبية في المعارضة رياك مشار، بينما وقع عن مجموعة المعتقلين السياسيين دينق ألور وغبريال جونسون عن تحالف (سوا) وجوزيف أوكيلو عن الأحزاب والقوي السياسية وفرانسيس دينق عن الشخصيات القومية ومحمد مرجان عن رجال الدين بجانب ممثل لمنظمات المجتمع المدني بجنوب السودان.
ووقع البشير والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني كضامنين للاتفاق كما وقع كشهود كل من ممثل الاتحاد الافريقي والامم المتحدة ومنظمة الايقاد.
وأعلن وزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، موافقة جميع الفصائل الجنوبية المعارضة، التوقيع على الاتفاق النهائي.
وقال في كلمته امام حفل التوقيع أن الاتفاق يحظى بدعم أقليمي ودولي مؤكدا حرص السودان على إحلال السلام والاستقرار في جنوب السودان باعتبار أن استقرار وأمن الجنوب من أمن واستقرار السودان.
وبعث رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، برسائل تطمينيه الى معارضيه مؤكدا الترحيب بهم بلادهم كمواطنين وأكد انهم لن يتعرضوا للاعتقال حال وصولهم جوبا وسيحظون بالحماية الكافية.
وأشار كير الى أن الحرب التي خاضتها الأطراف المتنازعة، “فرضت على أهل جنوب السودان كثيراً من المعاناة وقتلت المئات من الشبابـ وإنها كانت “بلا معنى”، وجعلت من جنوب السودان “أضحوكة أمام العالم”.
الخرطوم تواصل الوساطة
وحث زعيم المعارضة رياك مشار حكومات دول (ايقاد) والاتحاد الأفريقي والأسرة الدولية على مواصلة دعم تنفيذ وتطبيق الاتفاقية “حتى ينعم شعب جنوب السودان بالسلام ويعوض الخسائر التي حدثت أثناء الحرب”.
وكشف عن أن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، التمس من الرئيس البشير الاستمرار في استضافة المفاوضات بين أطراف النزاع بالجنوب في الخرطوم.
وكان وزير الخارجية السوداني أعلن الخميس عن جولة ثالثة من التفاوض بين الفرقاء في جنوب السودان ستلتئم في نيروبي خلال أيام
وامتدح مشار دور الرئيس السوداني في تقريب وجهات النظر بين فرقاء الجنوب وصبره على المفاوضات، وقال إن البشير قام بالعديد من الجولات الأفريقية لدعم المفاوضات وللتبشير بها وتابع “كنا لا نعرف ماذا يحدث إذا نقلت المفاوضات من الخرطوم”.
وشدد في كلمته أمام الاحتفال على ضرورة التزام الجميع بتنفيذ الاتفاقية وقال “نريد أن نعطي معنى لهذا اليوم وهو يوم عظيم لشعب الجنوب ودول الإقليم، ولا خيار لنا غير السلام؛ خاصة وأن الإقليم يؤيد السلام وهو الضامن لتنفيذ الاتفاقية بتفاصيلها”.
وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، نيكولاس كبلس، إن التوقيع النهائي لاتفاق السلام في جنوب السودان، يمثل “خطوات كبيرة وهامة في الطريق الصحيح لكنها ليست نهاية الطريق”.
وأكد كبلس -في كلمته خلال مراسم توقيع الاتفاق ضرورة الاهتمام بالمرحلة المقبلة من التفاوض بين الفرقاء الجنوبيين، خاصة فيما يتعلق بالتفاصيل وتوقيتات وكيفية التنفيذ، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم استقلال الاتفاقية من خلال تحقيق العدالة والشمولية والقدرة على التطبيق.
وطالب كافة الأحزاب والأطراف بجنوب السودان، بإبداء الاهتمام الكافي بتنفيذ الاتفاق، مثلما يهتم المجتمع الدولي بذلك.
وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إنه رغم إعلان وقف إطلاق النار، فمازال هناك أناس يموتون فى جنوب السودان، وإن كانت الإرادة السياسية لأجل السلام موجودة، فيجب أن تصمت هذه البنادق، وكذلك يجب أن تنساب المساعدات الإنسانية لكل من يحتاجها.