السودان الان

“رحلة السمك المشوي” لوالي سنار وقت يمكنه من اصطحاب (80) دستوريا وعضوا في المجلس التشريعي للسياحة وتزجية الوقت في أعالي عطبرة وسيتيت

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

القضارف – حسن محمد علي
على مواطني ولاية سنار أن ينتظروا الرحلة الطويلة لأعضاء حكومة ولايتهم هذه الأيام في سدي أعالي نهر عطبرة وسيتيت وتكملتها بزيارات اجتماعية في مدينة القضارف حتى يتاح لهم قضاء حاجياتهم، وإذا ما حدث طارئ في الولاية فإن المسافة بين ولايتي القضارف وكسلا بعيدة بحيث لن تسمح بتلافيها، وكي تتمكنوا من معرفة صورة حكومة الوالي الضو الماحي فإنها وبمعية (80) دستوريا وعضوا في المجلس التشريعي توفرت لهم فرصة تزجية وقتهم المبدد في مجمع سدي أعالي نهر عطبرة وسيتيت في سياحة نادرة أو ربما لم تكررها حكومة ولاية تملك كل هذا الوقت.
(1)
سنار ولاية تتمتع بأكبر إنتاج للمياه، لكنها شهدت هذا الموسم كارثة لمزارعي فاكهة الموز الذي تشتهر بزراعته، وخرج ثلثا الرقعة الزراعية، حسب حديث سابق لوزير الزراعة بالولاية، والسبب من وراء ذلك أن زراعة الموز لا تمتلك المياه الكاملة كونها تزرع في الشواطئ، وتسبب ارتفاع منسوب النيل في جرف الشتول المزروعة في مساحة تزيد عن العشرة آلاف فدان، وبالتالي تناقصت الإنتاجية بشكل كبير للاستهلاك المحلي والصادر، لكن وبرغم هذه الكارثة الزراعية التي حدثت في شواطئ مدينة سنار إلا أن الحكومة لم تقدم للمزارعين أي عون لدخول مواسم إنتاجية جديدة، لكن ذلك لم يمنعها من زيارة سيتيت لتناول السمك المشوي.
(2)
لا مبرر للمراقبين يسوقونه في هذه الزيارة غير المواتية في ظروف تعاني منها البلاد ما تعاني، وحيث لا يوجد الآن في سدي أعالي نهر عطبرة وسيتيت ما يمكن أن يضيف لحكومة لديها موروث كبير في التمتع بالنظر لخزان سنار ومرابط المياه التي تنتج الكهرباء وتسقي الجروف، لكن البعض نحا إلى المعامل السياسي، حيث أن السد يمر ببيات بين افتتاحه بصورة نهائية وتوقف وانفضاض الآلاف من العمال الذين كانوا يملأونه بالحياة، وليس مقدرا لوالي سنار أو أحد أعضاء حكومته أن يقوموا بتشييد خزان وسد لتوليد الطاقة الكهربائية وتخزين المياه، وتتضاءل الأسباب وراء زيارة سد سيتيت لأعلى مدى يمكن أن يقبله المنطق.
(3)
بالتأكيد أن الرأي العام في القضارف بات أكثر حيرة من انشغال حكومة ولاية سنار وواليها الضو الماحي بالدرجة التي تركت فيها أعمالها لصالح رحلة ترفيهية بددت فيها ثلاثة أيام من وقت المواطن، لكن مواطن سنار سيدير السؤال من جهة الصرف على هذه الرحلة وانعكاسها على الخزانة العامة، وليس من الممكن إيجاد أي داع لجهة تصرف على الحكومة بخلاف جيب المواطن حتى ولو على رحلة من وسط السودان إلى شرقه البعيد بسيارات ووقود ونثريات ومعاش للبعثة.
(4)
لن تسعف حكومة ولاية سنار عشرات المسوغات إذا ما ارادت أن تقنع الناخبين في ولايتها بجدوى زيارة سد سيتيت، فيما لن تستطيع الرد على العشرات ممن لم يستطيعوا أن يتوفروا على خدمة بسبب غياب المسؤولين عن الوزارة في يومين مهمين هما الأحد والاثنين من بداية الأسبوع، وبالنسبة للصحافة فإن هذه الزيارة تعتبر هدرا كبيرا لموارد ومقدرات حكومة ولاية سنار، لكن ربما لا يبدو الأمر مقلقا للحكومة المركزية التي تطلق يد المسؤولين في الولايات لمدى بعيد بحيث لا ضابط أمامهم حتى من تبادل الزيارات بين حكومات الولايات بهذه الجحافل الكبيرة، ويبدو أيضا أن حكومة ولاية سنار قد حققت الدرجة الكاملة من الخدمات والأعمال التنموية فذهبت للترويح عن نفسها من أثر الرهق الذي لازم رحلة النجاح الطويلة في مرابط سدي أعالي نهر عطبرة وسيتيت.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي