محمد وداعة / رئيس اللجنة المالية والاقتصادية وشؤون المستهلك بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم ، القيادي بالمؤتمر الوطني عبدالله سيد أحمد ، شدد علي عدم جواز مكافحه الفقر ، وقال ( من يقول انه سيحارب الفقر يعني انه سيحارب الله سبحانه وتعالى ) ، وطالب رئيس اللجنة ، والقيادي بالمؤتمر الوطني ، بشكر حزب المؤتمر الوطني علي حملة (اشعريون) ، وأضاف : (نشكر لاننا وصلنا اشخاصاً كانوا يريدون ان ياكلوا لحمة في العيد ) ، ووصف في الوقت ذاته طريقة توزيع اللحوم بالشاذة ، واعتبروها خطأ شخصياً وليس المشروع ، وذكر انه راض ٍ عن النتائج والفكرة ، وحول تفقد احوال المواطنين ، واشار رئيس اللجنة المالية والاقتصادية وشؤون المستهلك بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم الي ان الخليفة عمر بن الخطاب كان يتفقد 30 بيتا وليس 8 ملايين بيت كما في السودان ، وأضاف( نحن ناس ربنا سخرنا لخدمة عباده والفقر دا ما صناعة الانقاذ واي سياسات لديها أسبابها )،
الانسان مسير ام مخير ، وهل خلق القرآن ام انزل، و الناسخ و المنسوخ ، و قدرية و جبرية الوقائع و الاحداث ، و اعتبار الفقر قسمة آلهية ، و الحكم من عند الله ، ينزعه حين يشاء .. و عدم الخروج على الحاكم و ان تجبر ،، و مفاهيم تروج للانحطاط الدينى و الاخلاقى ، و اختلاق المبررات لحالة الفشل و الصاقها برب العالمين ، و التعامل مع الفقر على أنه قدر من محتوم لا فكاك منه ولو بتدبير، يا هذا بلادنا غنية بمواردها ، افقرتها سياسيات حزبكم و الفاسدين منكم ، وسبب الفقر فى بلادنا ناتج من اهداركم للمال العام و الاسراف فى التصرف فيه دون وجه حق ،
وان كان سيداحمد يجهل المقاصد الشرعية من الآيات القرآنية و السنة النبوية ، فانه قد اخطأ فى حق الناس و كذب صراحة ، وان كان غير ذلك فليدلنا من اين له العلم بأن سيدنا عمر كان يطوف على (30) بيتآ فقط ؟ وهو لا يعرف الاسباب التى بموجبها تم فرض الزكاة و اعتبار الصدقات من افضل الاعمال ، و لم كان التكافل و التراحم من صفات المؤمن ؟ وهو من بعد ذلك لايضع اعتبارا للرأي العام و يهزأ بالفقراء على الملأ رادهم لامر الله ، الا يتساءل الفقراء لماذا خلقهم ربهم فقراء و كتب عليهم ان يموتوا فقراء ؟ او ليس مثل هذا الحديث الجاهل سببآ فى زيادة المنكرين و الملحدين ؟
للأسف جاء تصريح هذا القيادي في المؤتمر الوطني وهو رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس التشريعى لولاية الخرطوم ، وبهذه الصفة فالرجل مسؤول عن معاش الناس و عن اقتصادات الولاية ، و جاء حديثه خلال احتفاء بحملة اشعريون التي اطلقها حزبه قبيل وخلال أيام عيد الأضحى المبارك وقد قال بأنه لايعترض عليها فلماذا يصرح بمثل هذا القول وحزبه يدعى محاربة الفقر من خلال حملة اشعريون؟
هذا الرجل فضلآ عن جهله بمقاصد الشريعة ، فهو يجهل القانون و الدستور الذى مكن امثاله من الجلوس فى كراسى السلطة و التسلط ، وهو ربما لا يعلم ان هناك وزارة للشؤون الاجتماعية ، و عدد من الصناديق التابعة لها ، من اهم واجباتها التقليل من حدة الفقر ، وهو بالطبع لم يسمع بالتزام حكومة حزبه بتحقيق اهداف الالفية و لان الحكومة وفقآ لتقارير الامم المتحدة لم تحقق اى هدف من اهداف الالفية واهمها (القضاء على الفقر المدقع والجوع، وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي، وتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وتقليل وفيات الأطفال، وتحسين الصحة النفسية، ومكافحة الأيدز والملاريا والأمراض الأخرى، وكفالة الاستدامة البيئية، وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية ).
يا هذا ، الفقر سبب رئيسى لتفشى الامراض و زيادة معدلات الوفيات و امراض سوء التغذية و التقزم و الامية ، فضلآ عن عدم تلقى العلاج الجيد، وهو سبب مباشر للتفكك الاسرى و زيادة الطلاق و ارتفاع نسبة العنوسة بالاضافة انتشار الجريمة و المخدرات و الدعارة ، و هو سبب مباشر للاستبداد السياسى و الدكتاتورية و التسلط مثلما تفعل يا هذا . الفقر ليس قدرآ من الله ، الفقر مظلمة مهمة الحاكم ازالتها ، يمهل و لا يهمل.
نواصل مع عبد الله سيداحمد