السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،،
إنه لمن دواعي الغبطة أن أخاطبكم اليوم في هذا التجمع الهام ونحن نجتمع اليوم في ضيافة كريمة من جمهورية الصين الشعبية التي نسعد دائماً بزيارتها واسمحوا لي أن أعبر في بداية كلمتي هذه عن صادق تقديري وعظيم إمتناني لفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ وشعب الصين الصديق لاستضافتهم لهذه الدورة من قمة منتدي التعاون الصيني الافريقي ورعايتهم الكريمة لهذا المنتدي الذي أكمل بحمد الله عامه الثامن عشر ويسير بخطي واثقة نحو إكمال مسيرته القاصدة لإحداث التغيير المنشود وتقديم نموذج جديد للعلاقات بين الدول قوامه التعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك في شكل جديد من أشكال الشراكة الذكية التي لعبت فيها الصين الدور الابرز وقدمتها للعالم بشكلها الذي وجد قبولاً واستحساناً من الجميع وجعل من الواجب علينا أن نتقدم لها بالتهنئة قيادة وشعباً وذلك لنجاحهم في إدارة هذا المنبر بتناسق وإحكام مع دولنا الافريقية منفردة ومجتمعة مما أنعكس ايجاباً علي علاقاتنا التي تشهد تطوراً ملحوظاً في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها من المجالات الاخري في تمثيل واقعي لقاعدة الكسب المشتركـ ، خلافاً للنماذج السائدة في العلاقات بين قارتنا الافريقية والقوي الكبري التي كان الاستعلاء ومحاولات فرض الهيمنة والإملاء سمتها الأبرز فضلاً عما إتسمت به من جنوح لتوظيف مابات يعرف بالعولمة لخدمة مصالحهم والتعامل مع القارة الافريقية كمستودع للمواد الخام دون اعتبار لإحداث تنمية حقيقية لنهضة شعوبها وتقدمها ورفاهيتها .
أصحاب الفخامة…..السيدات والسادة
إسمحوا لي أيضاً بان أتقدم بشكري وتقديري لجمهورية جنوب إفريقيا الصديقة رئيساً وشعباً علي تقاسمهم مسئولية رئاسة هذا المنبر الهام خلال الأعوام الماضية مع جمهورية الصين الصديقة في فترة شهدت تحقيق الكثير من المكاسب لقارتنا الفتية بحرفية ومهنية عالية أعانتها في أن تكون سنداً حقيقياً لمصالح القارة الافريقية في هذا المنبر الهام وغيره من المنابر الاخري .
أصحاب الفخامة …السيدات والسادة
ونحن نكمل العام الثامن عشر من عمر هذا المنتدي الانموذج ينبغي علينا أن نعمل علي إحكام الياته وتلافي مظان القصور في مساره ومعالجة ما أعترض التجربة من تحديات وذلك لضمان إستمراره بنفس قوة الدفع نحو النجاح وللإستفادة من الفرص الحقيقية التي تقدمها هذه الشراكة للقارة الافريقية من واقع المكانة الإقتصادية الهامة التي حازت عليها الصين علي المستوي الدولي والتي اهلتها لان تكون عنصراً فاعلاً في إستقرار الاقتصاد العالمي رغم التحديات، فقد قدمت الصين أفكار خلاقه تمثل بديلاً جاذباً للنماذج التقليدية البالية في العلاقات الدولية خاصة مبادرة فخامة الرئيس شي جين بينغ ” الحزام والطريق ” ، فمن يراهن علي الصين يراهن قطعاً علي المستقبل وواجبنا كقادة افارقة أن نؤمن للأجيال القادمة تنمية حقيقية تضمن حصولهم علي حياة كريمة ورغيدة ولن يتحقق ذلك الا عبر شراكة حقيقية مع صديق مجرب كالصين قوامها الاحترام والكسب المشترك والثقة المتبادلة .
أصحاب الفخامة ….السيدات والسادة
ولقد استمتعنا باهتمام وتقديرين كبيرين لما جاء في خطاب فخامة الرئيس شي جين بينغ في كلمته الافتتاحية للقمة أمس والتي أعلن فيها عن تقديم حزمة دعم اقتصادي للقارة متمثلة في تنفيذ مشروعات في الدول الإفريقية وتقديم قروض ميسرة ودعم صناديق الائتمان المعنية بالتنمية في أفريقيا والأستيراد من القارة الأفريقية ودعم الشركات الصينية للاستثمار في أفريقيا إضافة إلى إعفاء فوائد القروض للدول الأفريقية الفقيرة المثقلة بالديون حتي نهاية هذا العام . ويقف ذلك دليلا ساطعاً علي جدية الصين الصديقة والتزامها المتواصل بدعم أفريقيا.
أصحاب الفخامة …السيدات والسادة
تشهد علاقات السودان مع دول العالم إنفتاحاً كبيراً وتحققت الكثير من المكاسب خلال الفترة السابقة والتي أعقبت رفع العقوبات الامريكية الأحادية الجائرة علي بلادنا وذلك بعد أن تأكد للمجتمع الدولي تعاون السودان الصادق في مكافحة الارهاب والتطرف وسعيه الدائم لتحقيق الأمن والاستقرار في محيطه الجغرافي الذي يشهد العديد من التحديات الأمنية ، فقد أستقرت الأوضاع الأمنية في اقليم دارفور بشهادة كل المنظمات الدولية التي إعتمدت مؤخراً خطة للإنسحاب التدريجي لقوة حفظ السلام المشتركة بين الامم المتحدة والإتحاد الإفريقي ( اليوناميد) لتنتهي مهامها في العام 2020 م كدليل علي عودة الأوضاع الامنية لطبيعتها ، ولابد لي هنا من الإشادة بالدور الهام الذي لعبه الاصدقاء في الصين والاشقاء الأفارقة في دعم قضايا السودان العادلة في مجلس الامن وفي كافة المنابر الدولية حتي تحقق الإستقرار والإمن في بلادنا الحبيبة.
لابد لي هنا أن أتقدم بالتهنئة لحكومة وشعب جمهورية جنوب السودان الشقيق ممثلة في فخامة الرئيس سلفاكير ميارديت علي ماتم إنجازه من إتفاق لوقف إطلاق النار وتقاسم السلطة والذي وجد القبول والرضا من كافة الاطراف وذلك بفضل الجهود المخلصة التي بذلناها في السودان من منطلق مسئولياتنا وإيماننا بعدم جدوي الحرب وأهمية إعتماد الحوار كطريق أوحد لحل النزاعات بين كافة الاطراف ولتعزيز مبدأ حل النزاعات الافريقية في إطار البيت الأفريقي ولا يفوتني هنا أن اثمن عاليا الجهود المخلصة التي بذلها الاخوة القادة الافارقة ومنظمة الإيقاد والتي اسهمت بصورة فاعلة في ماتم التوصل اليه من إنجاز ، ونتطلع لأن تشهد جمهورية جنوب السودان إستقراراً وأمناً يضمنان إنطلاقها نحو التنمية وتحقيق تطلعات شعبها .
أصحاب الفخامة ….السيدات والسادة
سيشهد شهر فبراير من العام 2019 المقبل ذكري مرور ستون عاماً علي إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين بلادي وجمهورية الصين الصديقة وإنه لمن دواعي الفخر والإعتزاز أن تمر كل هذه الفترة من العلاقات بين بلدينا الصديقين. دون أن تشهد أي توتر أو تباين في المواقف في نموذج يحتذي من العلاقات بين البلدان فقد ظلت بلادي وجمهورية الصين الصديقة سنداً لكل منها للآخر عند الشدائد والأوقات الصعبة والظروف العصيبة فنحن أصدقاء وسنولي هذه العلاقة الرعاية لنضمن إستمرارها وديمومتها من أجل مصلحة شعبي بلدينا الصديقين.
أصحاب الفخامة ….السيدات والسادة
أسمحوا لي بأن اشيد بالروح الطيبة والجو التوافقي الذي ساد نقاشاتنا والذي قاد للتوصل لإجماع حول إعلان بكين وخطة عمل المنتدي للفترة 2019- 2021 وسنعمل من جانبنا في السودان علي دعم هذه الخطة والعمل بجدية لتحقيق أهدافها ومواصلة مسار النجاح الحالي للمنتدي ، ولابد لي من أن أكرر خالص شكرنا وتقديرنا للصين علي التزامها الغير مشروط بتقديم الدعم للدول الافريقية في الفترة الماضية وتطلعاتنا الكبيرة بأن تستمر في تقديم دعمها للدول الافريقية من أجل تحقيق تنمية ورفاهية شعوبها وفقاً لمبدأ الكسب المشترك .
إسمحوا لي في ختام كلمتي ان اجدد شكري لحكومة وشعب جمهورية الصين الشعبية الصديقة ممثلة في فخامة الرئيس شي جين بينغ علي حسن الضيافة وكرم الوفادة وعلي كافة التسهيلات التي قدمتموها مما ساعد في إنجاح هذه القمة ونتمنى النجاح لدولة السنغال التي تتقاسم رئاسة هذا المنتدى خلال السنوات القادمة .
وأشكر لكم حسن الإصغاء . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من قناة السودان