لم أسمع طيلة فترة حكم الإسلاميين التي تجاوزت الـ29 عاماً، ومن مختلف قياداتهم سواء أكانت شابة أو طاعنة في السن، من يملك ناصية الحديث والخطابة بأسلوب سياسي رصين وعميق، فخطابهم السياسي يغلب عليه طابع العاطفة الفجَة والاستجداء حسب الحاجة، وأحياناً التهديد والوعيد.
قبل أشهر لم يذهب القيادي الإسلامي، الأمين دفع الله، بعيداً عن أبناء (ملَّته) وهو يخطب في مدينة الضعين بولاية شرق دارفور مهدداً ومتوعداً كعادة الإسلاميين، مؤكداً على أنهم ماضون في برنامجهم (الهجرة إلى الله)، هذه العبارة تكررت كثيراً حتى ملَّ الناس سماعها، وهي كما يردد العامة أصبحت (فرمالة) الإسلاميين التي يلجأوون إليها متى ما دعا داعي (الجهاد).
الشيخ الجليل يدعو المواطنين من أهل دارفور إلى العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله وكأنما أهل دارفور من المؤلفة قلوبهم، أو جاءوا من (الفاتيكان)، ناسياً أو متناسياً بمعنى أصح أن لمواطن دارفور قضية مطلبية عادلة، دفع ثمنها غالياً وما زال، ولكن يظل الإعلام (الحكومي المُوجَه) يُصر على تصوير المشهد وفق رؤية الشيخ وحيرانه.
العودة إلى الله التي نعرفها ويعرفها كل مسلم بالفطرة تعني بث الأمان والاطمئنان في نفوس المسلمين والالتزام بتعاليم دينه وهو ما لا تطبقه الإنقاذ الأحق بالعودة إلى الله.
الهجرة إلى الله تتطلب التأكيد على أن الإسلام دين يُسر وليس عُسراً، وأنهم حكومة سلم، وفي النهاية مواطن دارفور المكتوي بنيران الحرب والفقر والجوع والنزوح، مؤكد سيتبين (الحق من الباطل) فيما يسمى بمشروع (الهجرة إلى الله)، وسيختار هل يهاجر إلى الله بطريقته الفطرية المعروف بها، أم بطريقة الإسلام السياسي وبدعه التي لا تنتهي؟
ومن منطلق القسم بهذا القلم، فإنني أدعو كل قيادات الحركة الإسلامية الذين اختلط عليهم بقر الإسلام، أن يتركوا أهل دارفور وأهل السودان عموم ليختاروا طريقهم إلى الله والذين يعرفونه أكثر من الأدعياء، وأن يهاجروا إلى الله وفق رؤيتهم الدينية الفطرية الصحيحة، والدعوة الصادقة النابعة من القلب، لا الهجرة إلى الله وفق شهوة السلطة والثروة، والملذات والمطايب المغلفة بغلاف الدين.
اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز