الخرطوم – بهرام عبد المنعم
بعد مُضي ثلاثين شهرًا، انطوت قصة المواطن التشيكي (بيتر جاسيك) الذي وجهت إليه السلطات تهمة (التجسس) بعد أن دخل إلى السودان بطريقة غير شرعية.
وكانت المحكمة قد قضت في يناير الماضي، بسجن الصحفي التشيكي المُتهم بـ(التجسس)، ورجل دين مسيحي وناشطين مدنيين سودانيين نُسب إليهما تهمة التعاون على التجسس.
القضية أنهاها رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، بقرار رئاسي بالعفو عن المواطن التشيكي، “تقديرًا من القيادة السودانية للعلاقات التاريخية بين السودان ودولة التشيك”، طبقًا لما قال وزير الخارجية إبراهيم غندور.
وسبق أن أدانت محكمة جنايات الخرطوم، الصحفي بيتر جاسيك، من دولة التشيك بتهم (التجسس، وإثارة الكراهية ضد الطوائف، ودخول البلاد بصورة غير شرعية، ونشر أخبار كاذبة، وتصوير أماكن عسكرية، والعمل لصالح منظمة طوعية غير مسجلة رسميًا).
ومن المُنتظر أن يغادر (جاسيك) اليوم إلى بلاده برفقة وزير خارجية التشيك لوبوبير زاوراليك، الذي وصل إلى العاصمة الخرطوم أمس (الأحد)، والتقى نظيره السوداني إبراهيم غندور، والنائب الأول لرئيس الجمهورية، الفريق أول ركن بكري حسن صالح، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول مهندس، محمد عطا المولى.
وعقد وزيرا خارجية البلدين، إبراهيم غندور، وزاوراليك، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا لتوضيح ملابسات القضية، وتطرقا إلى العلاقات الثُنائية، وفرص التبادل الثقافي والتجاري، وغيرها من الملفات الأخرى.
ويقول غندور إن “الرئيس السوداني وهو يصدر هذا القرار يراعي فيه العلاقات الثنائية بين البلدين، وهذا يصدر عن نفس متسامحة، ومن رئيس عرف بأنه يقدر العلاقات الثنائية مع البلدان المختلفة”.
وأضاف: “نحن نتطلع لأنْ تكون هذه الزيارة بداية لعلاقة متميزة بين البلدين، وسوف يتسلم الوزير، المواطن التشيكي اليوم ويغادر إلى بلاده”.
من جهته، قال وزير الخارجية التشيكي: “أنا سعيد أن يشهد هذا اليوم اختتام القضية غير السعيدة للمواطن التشيكي”.
وأضاف: أن “مواطنه لم تكن لديه مقصودة وهناك سوء فهم، ونحن وصلنا في النهاية لحل القضية”. لكن إبراهيم غندور رد بالقول: “أنه ليس هناك سوء فهم، وأن المواطن التشيكي أُدين من قبل القضاء السوداني، وأن إطلاق سراحه تم بعفو رئاسي”. فيما رد التشيكي: “أنا أقدر هذا الموقف”.
وأصدرت المحكمة حكمًا بالسجن المؤبد (20) عامًا، على (جاسيك)، ودفع غرامة مالية قدرها نحو (15) ألف دولار أمريكي.
وأوقفت السلطات الأمنية، الصحفي التشيكي بيتر جاسيك، في أكتوبر من عام 2015، بعد دخوله البلاد بأربعة أيام.
وفي يناير الماضي، قالت وزارة الخارجية التشيكية، إن “الحُكم الذي أصدرته محكمة سودانية بالسجن المؤبد ضد مواطن تشيكي يُدعى بيتر جاسيك، لا أساس له من الصحة”.
وأشارت إلى “نائب وزير الخارجية التشيكي، سيتوجه إلى السودان الأيام المقبلة في محاولة للتفاوض على إطلاق سراح جاسيك، وإذا لزم الأمر، فإن وزير الخارجية مستعد للذهاب إلى هناك أيضًا”.
وفي ديسمبر 2015، اعتقل جهاز الأمن والمخابرات رجل الدين المسيحي حسن عبد الرحيم والناشط المدني عبد المنعم عبد المولى.
وأسندت النيابة العامة للصحفي التشيكي تهم (التجسس، ودخول السودان بطريقة غير شرعية، والتعاون الجنائي مع المهتمين حسن عبد الرحيم، وعبد المنعم عبد المولى، لتنفيذ اتفاق جنائي للتخابر مع منظمتين طوعيتين أجنبيتين غير مسجلتين في البلاد)، وذلك بعد أن نشر مقاطع فيديو مسجلة وصوراً “تروج للاضطهاد العرقي الديني في البلاد”.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي