تقرير: وداد محمد علي (smc)
فاجأ النائب الأول لرئيس دولة جنوب السودان تعبان دينق الأوساط السياسية بمطالبته بإجراء إستفتاء أحادي في منطقة أبيي دون مشاركة قبيلة المسيرية. ويعتبر حديث دينق في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك محاولة لإحياء رغبة قديمة لبعض التيارات داخل جنوب السودان التي ساندت في العام 2013 الإستفتاء الأحادي لقبائل الدينكا نقوك في منطقة أبيي متجاوزة قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي (التابع للاتحاد الإفريقي)، والاتفاقيات التي توصل إليها السودان وجنوب السودان بشأن المنطقة.
وقد رفض السودان حينها الإعتراف بنتيجة الإستفتاء، كما أصدر الإتحاد الأفريقي بياناً أدان فيه حكومة جنوب السودان للقيام بتلك الخطوة التي أعتبرها خرقاً واضحاً للإتفاقات الموقعة بين البلدين.
ولكن جاءت الخطوة هذه المرة مختلفة عن ما جرى في العام 2013 إذ صدر من شخصية تعتبر أعلى جهة رسمية بجنوب السودان، الأمر الذي قابلته الحكومة برد قاطع مؤكدة علي ضرورة إنفاذ ماتم الإتفاق عليه وصولاً لمرحلة الإستفتاء التي حاولت حكومة حوبا القفز إليها دون مراعاة للإتفاقات السابقة.
وسخرت لجنة إشراف أبيي جانب السودان “أجوك” من مطالبات دولة جنوب السودان بقيام إستفتاء أحادي بأبيي دون المسيرية، مؤكدة أن أبيي سودانية ولن تذهب لجنوب السودان.
وقال المهندس حسن علي نمر رئيس اللجنة في تصريح لـ(smc) إنه لا ستفتاء في أبيي دون إستكمال إتفاقية 20 يونيو 2011، مشيراً إلي إن الإتفاقية الموقعة بين السودان وجنوب السودان تحت مظلة الإتحاد الإفريقي تأتي بالإستفتاء كمرحلة تسبقها عدة إجراءات، والمتمثلة في تكوين الإدارة المشتركة والمجلس التشريعي المشترك وشرطة أبيي، ومن ثم يتم التوافق بين السودان وجنوب السودان في عملية الإستفتاء.. وزاد: لا إستفتاء في أبيي دون إستكمال الإتفاقية ولا إستفتاء دون المسيرية كمكون أساسي في المنطقة خاصة أن الإتفاقية لم تتيح مثل تلك التجاوزات.
ووصفت قيادات بقبائل دينكا نقوك حديث تعبان دينق بأنه محاولة لصب الزيت علي النار. وقال جفور ضو البيت القيادي بقبيلة دينكا نقوك لـ(smc) إن طلب جنوب السودان في هذا الشأن غير موفق ويعكس مدي الخرق الواضح للإتفاقات الموقعة بين السودان وجنوب السودان. وأشار إلي أن ذلك التصريح من شأنه تأجيج الصراع بين مكونات المنطقة في ظل أجواء السلام التي تعم أبيي، وزاد: أبيي سودانية إلي أن يتم إنفاذ إتفاق 20 يونيو وصولاً إلى إستفتاء لا يقصي ولا يستثني أحداً.
ودعا جفور جوبا إلى مراجعة حساباتها لأن مثل تلك الدعوات ليست من مصلحتها خاصة وأنها لم تراع لم اقامت به الخرطوم من سعي حثيث في تهدئة الأوضاع وإرساء السلام بجنوب السودان مؤكداً تمسكهم ب سودانية أبيي وفق حدود 1/1/1956م.
من جهتها رفضت قبائل المسيرية مطالبات دينق بقيام إستفتاء في أبيي قائلة أنه لم يحن الوقت لقيامه أحادياً او مشتركاً سيما وأنه تسبقه العديد من الإجراءات وتنفيذ الإتفاقات الموقعة بشأن المنطقة.
وقال محمد عمر الأنصاري القيادي بالمسيرية أن منطقة أبيي مسؤولية الرئيسين البشير وسلفاكير وما دون ذلك يعتبر لا قيمة له، واصفاً ما تقدم به تعبان دينق بأنه محاولة لتقويض الإتفاقات وحقوق المسيرية. واعتبره طعنة في الظهر لحكومة السودان التي لعبت دوراً محورياً في إستقرار جنوب السودان محذراً من الرجوع للمربع الأول.
وقال الأنصاري: لم نحرك ساكناً تجاه الإستفتاء الأحادي الذي قامت به قبائل الدينكا في الماضي لأن حكومة جنوب السودان تبرأت منه وأعتبرناه إستفزازاً للمسيرية ولا يمكن العمل به، وهو ماحدث حيث واجه الرفض وعدم القبول من كافة الجهات.
وحذر من استخدام الأساليب الملتوية قائلاً بأنها لعب بالنار في ظل تمسك السودان بالمؤسسية وإحترامه وإلتزامه للمواثيق الدولية.
يستغرب المراقبون محاولات تعبان دينق للعودة بملف أبيي إلى واجهة الأحداث في هذا التوقيت بالذات وهو ما قد يفسر بأنه محاولة لإحراج دولته التي تنتظر أن يبذل السودان جهوداً إضافية لإنفاذ إتفاق السلام بين الفرقاء بجنوب السودان إلى أرض الواقع.
واعتبر آخرون حديث دينق بأنه محاولة للهروب من تنفيذ استحقاقات اتفاق 2011 بجانب محاولة التأثير السالب على السلام الإجتماعي الذي تحقق بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع المركز السوداني للخدمات الصحفية