الخرطوم : رجاء كامل : رحاب عبدالله
احتضن السودان امس المؤتمر العربي الزراعي الثالث والذي تنظمه الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي لدعم مبادرة رئيس الجمهورية للأمن الغذائي.
واكد رئيس الجمهورية عمر البشير خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي للاستثمار الزراعي الثالث بقاعة الصداقة وضع الخطط العملية اللازمة لتحقيق مبادرة الأمن الغذائي العربي عبر تطوير البنية التحتية في المناطق الزراعية واقامة السدود وزيادة انتاج الكهرباء، اضافة الي اتخاذ جملة من الاجراءات من التعديلات الدستورية خاصة فيما يتعلق بمنح الاراضي وتذليل كافة العقبات التي تعيق الاستثمار عبر اصدار القوانين المتعلقة بالامتيازات والاعفاءات الضريبية والجمركية وحرية تحويل الاموال وتطبيق نظام النافذة الموحدة لتسهيل اجراءات التسجيل وإنشاء محاكم خاصة للاستثمار لفض النزاعات.
مميزات يذخر بها السودان
وقال البشير ان المؤتمر تزامن مع رفع العقوبات الاقتصادية علي السودان التي استمرت نحو 20 عاما والتي كان لها تأثير سلبي علي وتيرة التنمية بالبلاد، وزاد «قد طرحنا مبادرة لتحقيق الأمن الغذائي العربي في ظل توفر الموارد الطبيعية التي يتمتع بها السودان» مضيفا ان السودان له مقومات وموارد طبيعية وبه «175 » مليون فدان من الاراضي الصالحة للزراعة وثروة غابية تقدر بحوالي« 250» ألف فدان ومساحات شاسعة للمراعي الطبيعية تقدر بحوالي « 118» مليون فدان وثروة حيوانية تقدر بـ«102 » مليون رأس بجانب توفر ثروات متجددة وهي تشكل قاعدة للاستزراع السمكي.
وجدد سعي الحكومة السودانية في تطوير البني التحتية والتزامها باقامة السدود والتعديلات الدستورية والقانونية لازالة العقبات في الاستثمار وحرية المستثمرين بجانب اقامة محكمة خاصة للنزاعات الاستثمارية وفضها .
وجدد البشير وقفة السودان مع المستثمرين العرب في المجال الزراعي .
واشاد البشير بدور وجهود الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي والتي بلغت 61% من من مجمل رأس الهيئة هي بالسودان لدعم عجلة التنمية و الاستثمار في البلاد وخصوصا الزراعي والتي تأثرت سلبا بعد فرض العقوبات الاقتصادية علي السودان.
واضاف ان الهيئة ساهمت في انتاج السكر والزيوت الي جانب ادخال وتوطين تقانات زراعية حديثة للبلاد .
واوضح البشير ان السودان طرح مبادرة الأمن الغذائي العربي للاستفادة من الموارد الطبيعية التي يتمتع بها وامتداد لمبادرة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بزيادة رؤوس اموال المؤسسات والصناديق العربية، اضافة الي مبادرة امير دولة الكويت في إنشاء صندوق بمليار دولار لتمويل صغار المنتجين ومبادرة دولة الامارات العربية المتحدة بوضع برامج مبتكرة لدعم الاستقرار الاقتصادي في الدول العربية .
وأشار الرئيس الي أن جميع هذه المبادرات تؤكد اهتمام القادة العرب بالتنمية الاقتصادية العربية الشاملة خاصة تحقيق الأمن الغذائي العربي وحدة الارادة العربية المتكاملة في الموارد المائية والطبيعية والبشرية في تحقيق الرخاء في الوطن العربي.
وقال ان المؤتمر جاء للتباحث في المشروعات الزراعية والانشطة العربية في ظل التقدم الملحوظ للعلاقات السودانية العربية، مضيفا ان كل المبادرات العربية السابقة من الملوك والقادة العرب تؤكد ارادة القادة في التنمية وتحقيق الرخاء لامتهم .
الهيئة العربية تؤكد الدور المتعاظم للأمن الغذائي
فيما اشار رئيس مجلس ادارة الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي محمد بن عبيد المزروعي ان المؤتمر يأتي للدور المتعاظم بقضية الأمن الغذائي العربية ومضاعفة الجهود لمواجهة التحديات للحد من اتساع الفجوة الغذائية العربية.
ونوه الي مناقشة المؤتمر لاربعة محاور اجملها في مبادرة رئيس الجمهورية للاستثمار الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي العربي، واستعراض اهم النتائج التي خرجت بها الدراسة، والمشروعات الزراعية المتعلقة بالمبادر، اضافة الي محور الاجراءات التي اتخذتها حكومة السودان لتطوير النظم والتشريعات لتشجيع الاستثمار بجانب مناقشة المجالات المرتبطة بتطوير الاستثمار الزراعي العربي وعرض لمجموعة كبيرة من الفرص الاستثمارية المتاحة للدول العربية.
السودان الخيار الاول للأمن الغذائي العربي
من جانبه اعلن رئيس الاستثمارات والاعمال بشركة جنان للاستثمار محمد الهلاسي ان السوداني هو الخيار الاول والمنطقي لتحقيق الأمن الغذائي العربي لتوفر جميع الظروف والمزايا الطبيعية لنجاح الاستثمار الزراعي فيه ،داعيا المشاركين للعمل مع حكومة السودان لتذليل جميع العقبات التي تحول دون تحقيق الاستثمار المتميز الناجح وعدم تضييع الوقت والمال في حلول مبعثرة،منوها الي ان السودان يعاني من عقبات في البنية التحتية اللازمة لدعم الاستثمار الزراعي خاصة الاراضي والطرق والطاقة،وطالب بإنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم البنية التحتية في السودان ليكون الداعم الاول لنجاح الاستثمار الزراعي، اضافة الي انشاء صندوق اخر بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل المشروعات الزراعية في السودان.
ونادي الحكومة الي وضع قوانين مشجعة للاستثمار وتطبيقها علي ارض الواقع ومراجعة وتطوير قوانين الاختبار ومعايير الجودة والحجر الغذائي والنباتي تماشيا مع القوانين المطبقة عالميا تفاديا للتضارب الذي يؤدي الي للتعطيل غير المبرر لمشروعات الاستثمارية.
واعلن عن مشروعات زراعية عملاقة تنفذها الشركة تهدف لسد الفجوة الكبيرة بين الطلب المتزايد والعرض المحدود في الوطن العربي متمثلة في مشروع النخيل اكبر مشروع في العالم بزراعة 221 مليون نخلة لانتاج 44 مليون طن من التمورو22مليون طن من السكر لسد العجز من السكر بالدول العربية الذي يصل الي 11 مليون طن سنويا اضافة الي مشروع الانتاج الحيواني الذي يبدأ بتصدير 240 ألف رأس سنويا في العام 2018م ليصل الي 8ملايين رأس سنويا في العام 2035،مؤكد ان هذه المشاريع تساهم في تشغيل 10 ملايين مواطن سوداني .
«13» مليار دولار حجم الاستثمار الاجنبي
من جانبه قال وزير الاستثمار مدثر عبدالغني ان المؤتمر فرصة حقيقية لتحقيق الأمن الغذائي العربي،لافتا الي توقعات ارتفاع فاتورة الغذاء العربي الي 40 مليار دولار،وكشف عن حجم الاستثمار الاجنبي المباشر بواقع 13مليار دولار في 324 ألف مشروع منها 85% استثمار عربي تم تشغيل عمالة سودانية بها تقدر 4460 ألف مواطن.
واقر بان الاستثمار زاد عدد العمالة في البلاد الي جانب تطوير مستوي الزراعة ، اضافة الي اطلاق 220 مشروعا لتلبية متطلبات الوطن العربي من السودان وتعهد بحماية المستثمر وتقديم مايناسبه من تعاون وتسهيل الاجراءات للاستثمار.
وزير المالية والتخطيط الاقتصادي بدر الدين محمود قال ان البلاد تمر بمرحلة جديدة في النمو الاقتصادي عقب رفع الحظر الامريكي عليها والتي تتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك والتعاون في اعادة علاقات السودان الاقتصادية والتجارية في المحيط العربي والافريقي والعالمي.
واوضح ان المؤتمر يهدف الي زيادة الاستثمارات العربية وجذب المزيد من رؤوس الاموال للاستثمار في المشروعات الزراعية المختلفة وانفاذ مبادرة رئيس الجمهورية لتحقيق الأمن الغذائي العربي وتحقيق التعاون العربي،داعيا الي اهمية التحرك الجاد واتخاذ القرارات الجريئة لتعزيز مسار الاقتصاد العربي نحو المزيد من النمو والتطور والتعاون لخدمة المصالح المشتركة للشعوب العربية،مؤكد بذل المزيد من الجهد في القطاع الاقتصادي لتهيئة المناخ الاستثماري عبر تبني سياسات اقتصادية مستقرة ومحفزة في اطار البرنامج الاصلاحي من خلال تحسين سياسات الاستثمار ومرونة القوانين والضوابط واللوائح وتسهيل الاجراءات عبر النافذة الواحدة،مؤكدا المراجعة المستمرة للقوانين الضريبية والجمركية ومراجعة سياسات الاستثمار في تحويل رؤوس الأموال والارباح،موجها المصارف الوطنية والاجنبية لتوفير رؤوس الاموال لتمويل القطاعات الانتاجية.وتعهد بازالة العقبات التي تواجه المستثمرين.
«20» شركة صينية تشارك في المؤتمر
في ذات السياق اكد ممثل وزارة الزراعة الصيني سون زوانغهو حرص الصين علي التعاون الزراعي بينها والدول العربية ، مشيرا الي ازلية العلاقات من عهد تجارة الحرير والفلفل والزيتون وغيرها من المنتجات وكشف عن مشاركة 20 شركة صينية في المؤتمر لحرص الصين علي الاستثمار مع العرب كما انها في العام 2010 عقدت ورشة في الاستثمار المشترك وبعدها تم انشاء مركز لتكنولوجيا الزراعة.
ودعا زوانغهو حكومة السودان لتعزيز بيئة الاستثمار والعمل علي التعاون بين الصين والشركاء العرب.
وناشد المؤتمر بتشجيع الاستثمار بين الجانبين وتطويره الي جانب إنشاء منصات تعاون بين الصين والعرب لدعم تقنيات الزراعة.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع جريدة الصحافة