السودان الان

أمراض الصيف.بلاغات السحائي صفرية واستعدادات بالولايات والعاصمة

مصدر الخبر / جريدة الصحافة

نهارات قائظة تكفهر من حرارتها الوجوه وتشح فيها السوائل من الاجسام بفضل رشح مسامات الجلد قطرات العرق ، وفي المساءات تسري ريح السموم في ليال دافئة مع سريان الرياح الشمالية الشرقية ودرجات الحرارة تصل حتى «46» درجة ، ولا يكون هناك بد من تعويض ذلك الفقد مع استمرار العطش الا شرب كوب من الماء البارد يزيل الظمأ ولكنه قد يترك في الاحشاء امراضا يكون المرء في غني عنها اذا ما كانت تلك المياه ملوثة ، وفي فصل الصيف تنتشر العديد من الامراض الوبائية التي تساعد خصائص بيئة فصل الصيف على انتشارها وتمددها لتحيلها الى وبائية.
وقد ارتبط الصيف بمرض السحائي او «ابو فرار» الذي يتهيبه الناس حال ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات عالية لتبرز ضربات الشمس وهي الاخطر على الاطلاق، بالاضافة لامراض التلوث التي تساعد بيئة الصيف على انتشارها من الاسهالات التي تصيب الاطفال في غالبها.
ووفقا لوزارة الصحة الاتحادية فان إدارة الرصد والاوبئة قد تحكمت تماما في مرض السحائي الوبائي من خلال تطعيم العام 2013م والذي استهدف في بدايته الفئات دون سن الثلاثين قبل ان يتم تطعيم الفئات العمرية فوق الثلاثين عقب توفر اللقاح لتطعيمها واكدت الوزارة ان البلاغات صفرية تماما فيما يختص بمرض السحائي من خلال متابعات غرف الرصد والمتابعة بالولاية.

الارصاد : ارتفاع درجات الحرارة
وفقا لما اوردته وحدة الانذار المبكر بالهيئة العامة للارصاد الجوية السودانية فان التوقعات اليومية لحالة الطقس ليومي أمس واليوم «23 ـ24» ابريل تشير الي ارتفاع في درجات الحرارة بشقيها العظمى والصغرى وارتفاع تدريجي في اغلب انحاء البلاد، وان اعلى درجة حرارة سجلت بالبلاد نهار امس الاول في ابوحمد وكسلا وصلت الي «46» درجة وادناها كان « 21» صباح أمس في مدينة الفاشر.
ومن المتوقع ان تظل درجات الحرارة العظمى والصغرى دون تغيير يذكر ، مع رياح شمالية الي شمالية شرقية خفيفة الى متوسطة شمال البلاد وجنوبية الى جنوبية غربية في الولايات الجنوبية.
وفي شمال البلاد يسود طقس حار الى حار جدا نهارا ومعتدل الى دافئ ليلا مع رياح شمالية الى شمالية شرقية متوسطة الى نشطة مثيرة للغبار ودرجات الحرارة العظمى تتراوح ما بين « 37 ـ 46».
وفي اواسط البلاد يسود طقس حار جدا نهارا دافئ ليلا ، وفي ولاية الخرطوم يسود طقس حار جدا نهارا دافئ ليلا مع رياح شمالية الى شمالية شرقية خفيفة الى متوسطة السرعة ، ودرجات الحرارة العظمى تتراوح ما بين «42 ـ 44» درجة بينما درجات الحرارة الصغرى «28 ـ 30» درجة مئوية.
البيئة المتردية :
اختصاصي الاطفال بمستشفى امدرمان التعليمي الدكتور من الله الطاهر قال في حديثه «للصحافة» ان امراض الصيف مرتبطة بالبيئة المتردية وهي التي تساعد على انتشار الامراض بصورة اسرع ، بالاضافة الى العوامل الاجتماعية والاقتصادية ، والتي يعد اكبر عامل فيها اختلاط المدينة بالريف وحالات الفقر المدقع التي تشمل قطاعات كبيرة من السكان خلفت بالضرورة نقصا في العملية التعليمية.
و اضاف من الله ان العملية التعليمية هي القاعدة الاساسية في برنامج الصحة والوقاية من الامراض لان الام في بيتها تعتبر مؤسسة تربوية خاصة وان التعليم يأتي من غير مؤسساته ، فالام مؤسسة والاسرة مؤسسة واكبر مؤسسة تعليم هي الدولة ، والحكومة اصبحت لديها مشكلة في التعليم والاسرة لا تعليم الاطفال ولا المدرسة ولا الحكومة ما انتج فاقدا تربويا كبيرا، وكان نتيجة لذلك ان عدد الضحايا يكون كبيرا واغلبهم دون سن الخامسة في حين ان الاطفال يعتبرون احتياطي الدولة الاستراتيجي.
الاطفال و اسهالات الصيف :
وقال من الله «للصحافة» انه من ضمن امراض الصيف التي تصيب الاطفال خاصة الاسهالات الخطرة، وتأتي خطورتها في انها تحدث فقدانا للسوائل، وهو أمر يحدث سريعا لدى الاطفال، وأضاف ان الاسهال يسحب من الجسم البوتاسيوم والصوديوم والكلور بالاضافة الى المياه، وأخطر شيء على صحة الاطفال فقدان البوتاسيوم ، وان كانت زيادته ايضا خطرة.
واضاف دكتور من الله قائلا ان حضارة الشعوب تقاس بحاجة الفرد لعدد جوالين الماء في اليوم، والاستخدام الاكثر للمياه مقياس للحضارة وفي السودان هناك مشاكل كبيرة في المياه.
وقال بالاضافة للاسهال هناك حميات السحائي، وهذه يتم معالجتها عن طريق الوقاية المسبقة وهذه تقع على عاتق الدولة ويجب ان تتم من خلال برنامج وقائي وتحصين مسبق لفصل الصيف، مصحوبا ببرامج توعية صحية في الرعاية الصحية الاولية.
البيئة وصراعات الصحة :
وتناول دكتور من الله البيئة كجزء اساسي في قواعد الصحة فيما يتعلق بامراض الصيف واشار الى ان الاكل الملوث في الطرقات ، و نازحي الريف وامكانياتهم الحضارية والدولة اصبحت غير قادرة على السيطرة عليهم بالاضافة لان الجزء العلاجي اصبح مشوشا واكبر مشكلة هي الحصول على العقاقير الطبية والادوية ، في ظل غياب حملات التوعية وحملات التطعيم والتي ان وجدت لا تكاد تذكر واعتبرها اشكالية معقدة يجب ان توليها الدولة الكثير من الاهتمام ضمن البرنامج الوقائي في التخطيط الاستراتيجي.
السحائي اولوية قصوى :
مدير قسم الترصد المرضي بادارة الطوارئ الصحية ومكافحة الاوبئة بوزارة الصحة الاتحادية عبدالله محمد عبدالله قال في حديثه «للصحافة» في فصل الصيف يكون التركيز على السحائي لانه لا توجد مشكلة اكبر منه تشغل الناس في فترة الصيف ، واشار الى العام 2013م والذي ادخل فيه السودان لقاحا جديدا يسمى بـ« اللقاح المقترن» والذي استهدف المواطنين من عمر سنة وحتى 30 سنة وفي سنة 2013م شمل كل الولايات وبمتابعة الآثار الايجابية للقاح وجدنا انه لا توجد حالات كثيرة لكن نتحسب في فترة الصيف من امكانية تجنب انواع اخرى من السحائي.
استعدادات الترصد:
واكد عبدالله «للصحافة» انه تم تدريب كل الكوادر الصحية بجميع الولايات على رصد حالات السحائي وكيفية اخذ العينات والتبليغ الفوري والتقصي عن الحالات، واشار الى ان برنامج تدريب الكوادر يتم ضمن استعدادات الوزارة لموسم الصيف حيث يتم رفع الحساسية لدى مواطنى الولايات، واوضح بان التدريب شمل المديرين والعاملين ومديري الطب الوقائي والوبائيات التي تنتشر في فصل الصيف من اجل الترصد المرضى للسحائي.
السحائي رصد خاص :
واضاف مدير قسم الترصد المرضي بادارة الطوارئ الصحية ومكافحة الاوبئة بوزارة الصحة الاتحادية «للصحافة» ان مرض السحائي اصبح له نظام منفصل عن بقية الاوبئة يسمى «نظام رصد حالات السحائي القائم على الحالة» بالاضافة لذلك توفر الوزارة معدات اخذ العينات لكل الولايات الـ«18» ويتم تغطية الولايات تماما، واضاف «كل ولاية ارسلنا لها المعينات الخاصة بها مع الزامها بالتبليغ عن الحالات لمعرفة فاعلية لقاح عام 2013م مع استمارة تقصي توضح موقف الولاية ككل».
واشار عبدالله محمد عبدالله الى انه تم الاتفاق على تعريف موحد للمرض في كل ولايات السودان وفق بروتكول وزارة الصحة وتم الاتفاق على ان أي حالة حاملة للاعراض والعلامات المتفق عليها يتم التبليغ عنها خلال 24 ساعة للوزارة الاتحادية ويتم ملء استمارة خاصة بها واخذ العينة من الحالة وتسمى العينة بعينة بذل الظهر، واكد تدريب الكوادر الطبية على كيفية اخذ العينات التي يتم فحصها في المعمل المرجعي «معمل الصحة العامة المرجعي ـ استاك» ويتم فيه فحص العينات واذا كانت هناك نتيجة ايجابية يتم توصيلها، الا انه استدرك بالقول انه ومنذ العام 2013م لم تظهر عينات ايجابية مصابة للمرض.
وفي حديثه عن حملات التطعيم قال ان الحملات تتم تحت ادارة التحصين الاتحادي بالتنسيق مع ادارة الطوارئ الصحية و الاوبئة ويتم وفق ما كان قد تم اقتراحه ان يتم ضم الاطفال الى تطعيم السحائي ضمن التطعيمات الدونية اقل من عمر 5 سنوات وهو لقاح مجرب في دول كثيرة في كل من بوركينافاسو وبنين وساحل العاج وغيرها ولم تظهر أي مشاكل او بلاغات.
البلاغات صفرية:
و اكد عبدالله «للصحافة» انه ومنذ حملات تطعيم العام 2013م فان البلاغات التي تخص السحائي اصبحت صفرية تماما و اضاف على المستوى الاتحادى هناك لجنة فنية عليا تتكون في موسم الصيف تجتمع دوريا وتعد تقرير يعرض الوضع الوبائي بصورة عامة، و اشار الى ان وزارة الصحة ممثلة في ادارة الترصد المرضي قدمت كل المعينات للولايات بالاضافة الى فرق الاستجابة السريعة التي تعمل على المستويين الاتحادي و الولائي ، واشار الى ان تدخل فرق الاستجابة الاتحادية يتم في حالة عجز الولاية عن تغطية حالات الوباء.
الاستعداد الدوائي :
فيما يختص بالاستعداد الدوائي قال مدير قسم الترصد انه ومنذ زمن كاف يتم حصر كل احتياجات فصل الصيف مع توفير مقدار كاف من الاحتياطي على مستوى الولايات وعلى المستوى الاتحادي، واكد انه لا توجد أي مشكلة في جانب الوقاية، واشار الى دور ادارة الامداد لمعالجة أي مشكلة في حالة احتياج أي ولاية للامداد الدوائي، واضاف حال ظهور أي حالات وبائية يتم وضعها اولا في غرف العزل ومن ثم يتم التبليغ للوزارة الاتحادية عبر التنسيق مع ادارة الطب العلاجي، و تجهيز الكوادر والامداد الدوائي وتوفير اسعافات نقل المرضى وهي مجهزة على مستوى المستشفيات وعلى مستوى نقاط العبور وتضم من اللقاحات الاساسية للحمى الصفراء والانفلونزا الموسمية والسحائي، واضاف هناك حالات تدخل تلجأ لها الوزارة مؤخرا في حالة وباء السحائي بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونسيف لتوفير اللقاح والتغطية.
مايو واستعدادات الخريف :
واشار عبدالله الى ان الوزارة تعمل على استكمال استعدادات فصل الخريف والتي من المقرر ان تبدأ في مطلع شهر مايو ويتم توزيعها الى الولايات واضاف ان المعدات تشمل كل احتياجات فترة الخريف من معدات علاجية وكلورة المياه وتوفير العلاج بالمستشفيات، وتوفير مكافحة الناقل «ناقل الامراض» مثل الذباب والبعوض، والتي تعمل الولايات على توزيعها داخل المحليات.
وقال مدير قسم الترصد المرضي بادارة الطوارئ الصحية ومكافحة الاوبئة بوزارة الصحة الاتحادية عبدالله محمد عبدالله في ختام حديثه «للصحافة» ان مهمة قسم الترصد تكمن في متابعة الوضع بالبلاد في ال«18» ولاية مع توفير كل المعدات التي تضمن الاستعداد المبكر والمعالجات السريعة في اطار التحسب من دخول أي مشكلة ، وفيما يختص بمرض السحائي اشار الى ان السحائي علاقته بالازدحام على الرغم من ارتباط الفهم العام بانه مرتبط بارتفاع درجات الحرارة واضاف قائلا انه بكتريا مسالمة موجودة في الحلق وتنشط بالتكدس حتى في المناطق الباردة ويكون اصحاب المناعة الضعيفة اكثر عرضة للاصابة بالسحائي من غيرهم.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع جريدة الصحافة

عن مصدر الخبر

جريدة الصحافة