جوبا – وكالات
بعد رحلة طويلة وشاقة من المحادثات والوساطة الدولية، يبدو أن جنوب السودان لا يوجد بها طرف فائز حتى الآن، أو كفة الفوز تميل نحوه، بل الأوضاع أشبه بلعبة لا تنتهي.
وبعيدًا عن هذا الشقاء المباشر تقول الأخبار الواردة من جوبا، إن اجتماعا مغلقا لقيادات سياسية وعسكرية بالحركة الشعبية، عقد في القصر الرئاسي بمدينة جوبا، رشح د.كاستيلو قرنق لخلافة الرئيس سلفاكير ميارديت في رئاسة دولة جنوب السودان.
وناقش الاجتماع، بطلب من رئيس البلاد سلفا كير ميارديت، ترشيح أربع قيادات لخلافة الرئيس حال تنحيه عن السلطة، في إطار المساعي الجارية للخروج بالدولة الوليدة من نفق الأزمة التي ضربتها جراء الحروب والنزاعات، وانتهت إلى إعلان المجاعة في مناطق بجنوب السودان.
ويقول موقع أوول أفريكا، تعليقًا على الأوضاع هناك، إن عشرات المتمردين الجياع والمتعبين، مازالوا يتوافدون على مخيم بالقرب من الحدود بين جنوب السودان وأوغندا، لكن ليسوا لاجئين تعبوا من الحرب ويلتمسون السلام كما يبدو، بل كانوا يحملون البنادق الهجومية من طراز (أك-47)، والمناجل، وقاذفات القنابل اليدوية، وحتى الأقواس والسهام، التي أحضروها معهم كتدعيمات، فهربوا إلى مكان آمن للاستعداد السريع للخطوط الأمامية.
وأشار الموقع إلى انتماء المتمردين العائدين إلى جماعة الحركة الشعبية لتحرير السودان، المعارضة والمتمردة الرئيسة في البلاد التي تقاتل ضد الجنود الحكوميين المعروفين أيضاً باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، تلك القوة التحريرية التي شكلت في الثمانينيات لمحاربة حكومة السودان، وساعدت على تحقيق استقلال الجنوب في عام 2011، لكن اندلعت حرب أهلية بعد فترة وجيزة في عام 2013 بين الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار، بعد اتهام الأول للأخير بالتمرد عليه ومحاولة الانقلاب على حكومته.
وأضاف أوول أفريكا: “تم التوصل أخيراً إلى اتفاق سلام بين الجانبين في أوائل عام 2016، وعاد مشار إلى منصب نائب الرئيس، لكن التهدئة لم تدم؛ ففي عشية احتفالات الاستقلال في يوليو من العام نفسه، اندلع القتال مجدداً بين القوات الموالية للصداميين في العاصمة جوبا، مما أدى إلى موجة أخرى من العنف، التي أدت إلى نزوح الملايين من جنوب السودان”.
وتابع الموقع: “المشكلة أن الصراع القائم بين المتمردين والحكومة، يضع الشعب بأكمله أمام خيارين، إما أن يؤيد الحكومة أو المتمردين، فأصبح خوف الناس من معرفة الحكومة بأماكنهم وقتلهم لاعتقادهم أنهم متمردون، وسوف يحدث الشيء نفسه، إذا أخذ المتمردون أراضي الحكومة، لكن مواطني جنوب السودان لا يختارون من يأتي إليهم لتوجيههم، بل يطمحون في تعايش الجميع في سلام”.
وبحسب (أوول أفريكا)، يقول قادة المتمردين الذين تحدث إليه، إنهم يكافحون من أجل حقوق المواطنين العاديين، ويعتقدون أن الرئيس وإدارته، نفروا قبائل أخرى من جنوب السودان لصالح الدينكا، الذين يعملون على السيطرة على الدولة، لكن لا يبدو أن هناك فائزين في الحرب؛ فالرئيس وحكومته يجلسان بشكل غير مريح في جوبا، يحكمان أمة منقسمة بعمق، وتتصدى للعنف المتزايد والمجاعة المدمرة والاقتصاد المتداعي والمجتمع الدولي الذي يتضرر.
وأشار الموقع إلى أن الحركة الشعبية لتحرير السودان، ليست أفضل حالاً من الحزب الحاكم، حيث تواجه صراعات داخلية تؤدي إلى الانشقاقات، وأسلحة وذخيرة الجناح المسلح بدأت تنفد، وأعضاء الحركة يشعرون بخيبة أمل متزايدة بسبب غياب زعيمهم رياك مشار، الذي يعيش في المنفى بجنوب أفريقيا.
وأكد (أوول أفريكا) أن الوضع غير مستقر، ولا يمكن توقعه؛ فبينما يشعر المتمردون بمزاج متفائل، ويتوجهون لخنادقهم ومعنوياتهم عالية وانتصارهم قادم، يتلقون مكالمة من أحد القادة الإداريين، الحاكم فرانك ماتاتا، بتقدم القوات الحكومية ومحاولة السيطرة على ثكناتهم، لتكون أنباء سيئة عن المدنيين الذين يعيشون في المنطقة، وقد يجبرون على اللجوء إلى أوغندا.
ومنذ بداية الصراع، تم اقتلاع حوالى (3.5) مليون سوداني جنوبي من ديارهم، ولا تزال أسر الآلاف الذين ماتوا ظلماً يبحثون عن إجابات، وكثيرون يتضورون جوعاً، لأنهم لا يستطيعون الذهاب إلى مزارعهم، والأطفال لا يذهبون إلى المدرسة، وهؤلاء أكبر الخاسرين في حرب جنوب السودان.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي