بتاع الدكان يغير اللافتة المكتوب عليها (ممنوع الدين حتى لو كان بعدين ) الى ( ممنوع الدين نهائياً بعدين ح تجيب لي قروش من وين ؟؟) يا دي المصيبة السودة اللافتة الجديدة صادمة كصدمة الاقتصاد التي يتم التعامل بها حالياً (عينك لقروشك والبنك والصراف يقول ماف) وكتمت زيادة بعد أن صرح السيد وزير المالية بأنهم لا يمكن للحكومة أن تضع القروش في البنوك والمواطن يسحب ويخزن) وربنا عالم بأن المواطن (تعريفة ما قادر يسحبها والليلة يوم ۱۲ في الشهر والناس مجرورة وتجر).
المواطنون الآن في حالة سباق كل صباح لكل وجهة توجد فيها سيولة ليخلصون معاملاتهم حتى الحوالات اصبحت بالقطاعي يضربك الهم إذا لديك حوالة داخلية أو خارجية ستنتظر وتنتظر ربما لعدة أيام ولن تحصل عليها إلا بالقطاعي وبعد خراج روح ستظفر بها، المرضى والمسافرون أكثر ضرراً من أزمة السيولة لا تستطيع أن تدخل عملية جراحية إلا إذا توفرت الأموال المطلوبة وكذلك العلاج والسفر لابد من توفير السيولة توقفت المعاملات وتعطلت كثير من المصالح.. والجميع يسب ويسخط، إنه المسلسل الذي يحدث حالياً في بلادنا .
لقد اتضح جلياً بأن مقولة (السعادة ليست مال كلام جرايد ساي، السعادة والانبساطة والفرحة والإبداع بالقروش) إذا مفلس وعدمان وحتى ماتيسر لك من المال لا تستطيع الحصول عليه ستكون تعيساً عبوساً وزهجان وروحك محرقاك، ولكن أول ما تقبض القروش ستجد نفسك منتشياً تضحك وتنغنى وترقص، الواقع على الأرض الآن ترجم فعلياً بأنه لابد من وجود المال (الكاش البقلل النقاش) فشعب مكبوت غيظا وفلساً الاثنين حارات شديد، فبعد أن فقد الخدمات المجانية وأصبح يدفع مقدماً للحصول عليها الآن (بقروشو ما قادر يلقاها) فماذا عليه أن يفعل أكثر من ذلك فإذا الجيل الذي سبقنا يطلق عليه جيل البطولات، فهذا الجيل جيل التضحيات فكل صباح يضحي بماله وصحته من أجل أن يعيش ويعطي صلاحية لهذا الوطن بين الوجود.
الحكومة بدلاً من أن ترمي إخفاقاتها على المواطن يجب أن تكتب له اعتذاراً يذاع كل صباح قبل نشرات الأخبار على صبره، فقد احترفت في كثير من تصريحات مسؤوليها بأن المواطن صبر عليها، فمكافأة هذا الصبر ألا يستحق الاعتذار وأن يصفق له نواب البرلمان في جلساتهم، ويجد كل مواطن باقة ورد على عتبة بابه عندما يصحو في الصباح مرفقة بكرت متكوب عليه (شكرا جزيلاً أيها المواطن الصابر).
ولكن للأسف الصورة مقلوبة تماماً الحكومة تأمل في صبر الشعب واعتذاره عن سوء الظن فيها وذلك يتضح جلياً من خلال تلك التصريحات التي يشار فيها للمواطن عن تحمله لمسؤولية التدهور الذي لحق بالاقتصاد واضطراب الحكومة وارتفاع ضربات قلبها وحبس انفاسها والرعب الذي أصابها (ويا دي المصيبة السودة) الوقع فيها الشعب السوداني.
الجريدة
______
اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز