السودان الان السودان عاجل

جمال علي حسن يكتب جنة الشوك ثلاثة أسعار يومية للدولار في البلد..!!

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

جمال علي حسن
هل بإمكان السيد رئيس الوزراء والسادة المسؤولين في آلية السوق من خبراء الاقتصاد ومديري المصارف، الزعم الآن بأن هذه الآلية التي تتولى مهمة تحديد سعر صرف الجنيه السوداني أمام العُملات الأجنبية قد حققت هدفها في تقليل الفجوة بين السعر الرسمي وسعر الدولار في السوق الموازي..؟
هل بإمكانهم الزعم بأن هذه الآلية وفقاً للمنهج الذي تعمل به الآن تتجه لتحقيق هذا الهدف ولو بعد فترة..؟
في الواقع المسافة صارت تتباعد بين سعر الآلية وواقع السوق مؤخراً، ففي الوقت الذي تتجه فيه الآلية لتخفيض سعر الدولار فإن الجنيه السوداني يمضي في الاتجاه المعاكس لوجهة الآلية ويسجل قبل يومين انخفاضاً جديداً، مقابل الدولار الأمريكي، في تداولات الأسواق الموازية السوداء، مما يعني أن هناك على الأقل حاجة ضرورية لمراجعة معايير عمل هذه الآلية التي كانت في بداية الأمر قد اعتمدت سعراً إن لم يكن مطابقاً لسعر السوق الموازي، فإن المسافة بين السعرين كانت قريبة جداً مما جعل الكثير من المغتربين في بعض دول الخليج يتجهون لتحويل مدخراتهم عبر النظام المصرفي..
الفكرة الأساسية لهذه الآلية هي أن تقضي على السوق الموازي بشكل كلي وهذا ببساطة يتطلب منها ومن الذين يقودونها أن يكونوا أكثر واقعية وأكثر صبراً على مجاراة إيقاع السوق الأسود دون مكابرة أو مغالطة للواقع.
حتى حوافز المغتربين التي أعلنت عنها الحكومة وتتجه لتطبيقها هل ستكون كافية تماماً لجعل المغترب يختار القنوات المصرفية الرسمية لتحويل مدخراته في حال تباعدت المسافة بين السعرين سعر البنك وسعر السوق السوداء بشكل كبير؟!!
أو كي نكون أكثر دقة نقول في حال تباعدت الأسعار الثلاثة وأعني سعر الآلية وسعر السوق الموازي في حالة الكاش وسعر السوق الموازي في حالة الشيكات والتحويل في حسابات بنكية لأنه في الواقع وبسبب استمرار وجود مشكلة السيولة صارت توجد فعلاً ثلاثة أسعار للدولار في البلد الآن أحدها هو السعر الرسمي وسعران أسودان آخران في السوق الموازي..؟!
لا ننكر أن السيد معتز موسى وضع أسساً جديدة ومختلفة للحل، لكن لا تزال آليات العمل تحتاج للكثير من عمليات المراجعة وإعادة التقيييم والتقويم المستمرة والمتواصلة وبأعلى درجات الوعي بطبيعة المواجهة وطبيعة التحدي كون الحكومة تريد أن تحارب سوقاً موازياً لديه جذور عميقة في تربة الإقتصاد السوداني المفتتة ولديه أذرع أخطبوطية في كل اتجاه ومصالح مصيرية ترتبط بكبار التماسيح السوداء المتوحشة وليس فقط تلك القطط السمان.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز