السودان الان السودان عاجل

عثمان ميرغني يكتب صور وأحلام إباحية!!

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

 

تصوروا معي هذا السيناريو.. في العام 2020 وبعد فرز جميع صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. وفي أخبار الساعة التاسعة مساء بتلفزيون السودان الخبر الأول يقول (حزب المؤتمر الوطني يهنئ المعارضة ويعترف بفوزها في الانتخابات).. وفي الشاشة تظهر قيادة المؤتمر الوطني تعانق قيادة المعارضة ويعلن المؤتمر الوطني انتقاله رسمياً إلى المعارضة وتسليمه مقاليد الحكم للمعارضة..

بالله لو حلم رجل بمثل هذا في النوم أليس جديراً بمحاكمته في (محكمة المعلوماتية) بتهمة العثور في ذاكرة عقله على (صور أحلام اباحية)!!

سؤال صريح سافر.. هل يمكن عقلاً تصوُّر أن يسلم المؤتمر الوطني مقاليد الحكم حتى ولو حصلت المعارضة على نسبة تصويت 100%؟؟

لن انتظر إجابة على هذا السؤال الوقح.. لكني سأردفه بسؤال آخر أكثر وقاحة.. إذاً ما الداعي لـ(شَكْلَة) قانون الانتخابات في البرلمان؟؟

طالما أن لسان حال الانتخابات مثل قولة الخليفة العباسي للسحابة (شرِّقي أو غرِّبي، حيثما تصبِّي يأتيني خراجك).. فبقانون انتخابات أو بغيره.. النتيجة لا يمكن أن تغيِّر شيئاً.. إلا بالقدر الذي يتفق فيه مسبقاً المؤتمر الوطني مع أحزاب أخرى بالتنازل لهم – طواعية- عن بعض الدوائر من باب فضل الظهر..

لو وافق المؤتمر الوطني على أن تكون فترة الاقتراع ساعة واحدة لا يوماً واحداً.. ولو أرسلت الأمم المتحدة جيشاً من مائة ألف لمراقبة وحراسة صناديق الاقتراع.. ثم انتهت الانتخابات وشهد الجميع بأنها كانت نزيهة (صافية كالدينار).. فسيفوز بها المؤتمر الوطني وبكل سهولة.. فهو مثل فريق كرة قدم يلعب في الميدان وحده.. كيف ينهزم؟

بعبارة أخرى، المؤتمر الوطني ليس في حاجة لتزوير انتخابات يعلم أنه فائز بها.. فالتزوير ليس في إجراءات أو بطاقات التصويت.. بل في الواقع العام الذي تعيشه البلاد.. فالحال الذي نكابده مزوَّر أصلاً فما الداعي لتزوير (حتة) صندوق انتخابات..

رقعة الشطرنج السياسي في السودان واضحة كالشمس.. والنقلات المطلوبة من جانب المعارضة الآن وليس في 2020.. خلاصة المشهد السياسي يكشف عن اختلال مريع في موازين القوى بين حزب حاكم متحكم وأحزاب –أخرى- تتسوله وتنتظره أن يتصدق لها من فسحة العمل العام ولو بشق تمرة.. هنا المباراة بل المعركة الحقيقية.. الآن وليس في انتخابات معلَّقة في رحم الغيب لا أحد يعلم إن كان في خزان وقود البلاد ما يكفي للوصول إليها..

تعديل ميزان القوى اليوم – وليس غداً- يجب أن يكون برنامج الأحزاب السودانية.. حتى تتساوى أرضية الملعب ليسع الجميع.. كيف يستقيم أن تتنافس أحزاب في انتخابات لا يفصلنا عنها إلا عام واحد.. في وقت لا يقدر (أجعص) حزب معارض على عقد ندوة واحدة في قاعة عامة.. بينما المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية يعقدان آلاف المؤتمرات في طول البلاد وعرضها، وفي كل القاعات وكل الميادين.

بالحال الواقع، الانتخابات القادمة هي محض تكريس لكاثوليكية زواج الوطني والسلطة!.

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز