السودان الان السودان عاجل

شمائل النور يكتب شفافية الوطني..!

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

 

لا أعتقدُ أنَّ الأحزاب التي قبلت الدخول في حوار مع حزب المؤتمر الوطني كانت على ثقة عالية، بأنَّ الحزب سوف يلتزم بكل ما سيخرج عنه الحوار الذي أُعلن عنه مطلع 2014م، حتى وإن كان بعضها يدعي البراءة. فقد اجتهد حزب المؤتمر الوطني مع أول منعطف في هذا الحوار أن يُثبت ويؤكد أنه أقل من الثقة الممنوحة له.

وعدم الالتزام بما هو متفق عليه بين الأحزاب والمؤتمر الوطني في هذا الحوار بدأت تتجلَّى منذ شهور الحوار الأولى، هذا عطفاً على ما يُعرف بتهيئة المناخ. هل تذكرون الحملة المسعورة ضد ورقة الحريات والتعديلات الدستورية التي طرحها حزب المؤتمر الشعبي، هل من الممكن أن يكون حزب سياسي يتعامل مع المختلفين معه بهذه الأساليب قادراً على الحوار.

أمس قدم الحزب درساً جديداً لتأكيد عدم التزامه بالعهود، حيث أجاز البرلمان أمس مشروع قانون الانتخابات بعد التعديل، مرره البرلمان في مرحلة العرض الأخير، بأغلبية الحاضرين وانسحب (71) نائباً عن الجلسة احتجاجاً على عدم تضمين تعديلات اقترحتها الأحزاب الشريكة، في الحوار الوطني والبرلمان بالضرورة.

اللافت أنَّ الخلاف بين الأحزاب والمؤتمر الوطني في مشروع القانون المعدل لا ترتقي إلى ما يُمكن توصيفه نقاطاً خلافية جوهرية، الأحزاب تريد أن تكون فترة الاقتراع يوماً واحداً فقط، بينما المؤتمر الوطني يريدها ثلاثة أيام بلياليها، طبعاً الأحزاب تعتقد أنَّ اليوم الواحد سيقطع الطريق أمام أية فرصة للتزوير، بحيث يصعب ذلك نظراً لضيق الوقت. لكن هل من يريد التزوير ستقف أمامه المدة الزمنية، من يزور في ثلاثة أيام يُمكنه فعل ذلك في يوم أو حتى ساعات.

من النقاط المختلف حولها، انتخاب الولاة بدلاً من التعيين، وهذا ما كان عليه الحال قبل تعديلات دستورية أجراها البرلمان برغبة الرئيس ليصبح الولاة بالتعيين، صحيح أن التعديل مر، لكن تم إدخال حق المجلس التشريعي في سحب الثقة من الوالي المنتخب.

ومن النقاط أيضاً، حرم مشروع القانون المغتربين من حق الاقتراع للقوائم.

إذا كان المؤتمر الوطني لا يحتمل الحوار حول هذه النقاط فكيف به احتمال الهزيمة، لكن طالما أنَّ الرئيس وخلال هذا الأسبوع وفي عز هذا الجدل، قال إنه من الضروري تمكين المواطنين من الاقتراع، فالواضح أنَّ البرلمان أدرك أنَّ الرسالة له فقام بإنجازها على وجه السرعة بإجازة مشروع القانون.

الخطأ ليس خطأ الوطني الذي كان شفافاً مع شركائه، بل كان على الدوام يذكرهم كل مرة أنه لن يلتزم بأي شيء.. الآن الحزب قال قوله وفعل فعله، فما هو فعل الأحزاب.

التيار

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز