السودان الان السودان عاجل

عثمان ميرغني يكتب وطن بلا عظماء

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

ليلة الخميس أمس الأول، استضاف منتدى “كباية شاي” الذي تزدهي به حديقة (التيار) مساء كل خميس، السيدة جريزلدا الطيب، رفيقة درب البروفيسور عبد الله الطيب أحد أشهر الشخصيات السودانية في تاريخنا الحديث..

هذه أول مرة أستمع كفاحاً لهذه المرأة العظيمة.. تحدثت بمرارة عن سيرة عبد الله الطيب والظلم الذي ظل يحيط به مِن كل جانب، رغم أنه لا يلتزم بفكر أو موقف سياسي ولا ينتمي لأي حزب سوداني.. بل عندما عرض عليه السيد عبد الرحمن المهدي أن يتولي رئاسة تحرير صحيفته الحزبية، اعتذر البروف عبد الله الطيب وقال إنَّ الانتماء الحزبي المباشر وغير المباشر، يغيب العقل ويحجبه بضرورات الانصياع للإرادة العليا في الحزب..

بصراحة نحن أمة ظلمت نفسها كثيراً بل أمعنت في الإجحاف على نفسها.. لدينا كثير من الشخصيات التي سطرت في دروب السيرة الذاتية إنجازاتٍ عظيمة خارقة للمعتاد، وبدلاً من تمجيدهم ليكونوا مناراتٍ سامية تهدي الأجيال نبذل كل جهدنا في تطفيف ميزانهم وكتم الشعاع المضئ الذي يكتنف حياتهم العملية العامة.. أسماء كثيرة كالنجوم في سماء مظلمة غارت عنها الأضواء ومع ذلك بالكاد ظفروا بتسمية في شارع صغير مهمل أو ربما مجرد زقاق في حي درجة رابعة.. هل أعطيكم أمثلة أم تخافون أن تخدش حياءكم الوطني؟

عبد الله الطيب الذي احتفى به عميد الأدب العربي طه حسين فجمع له أساطين الأدب والعلم في مصر وقدمه لهم بفخر واعتزاز، عندما أطلع طه حسين على درته الثمينة كتاب (المُرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها)، ظل رجلاً عادياً هنا في بلده يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولا يكاد يبين في وسط الزحام..

أهلنا الإكارم في مصر يمجدون عظماءهم بمختلف الأساليب، فيخلعون عليهم من الألقاب والأوصاف ما يميزهم عالمياً وليس عربياً فحسب، فهذه (كوكب الشرق) كل الشرق.. وهذا (عميد الأدب العربي)، وذاك (أمير الشعراء) كل الشعراء من لدن المتنبي إلى يوم يقوم الدين.. وهذا (شاعر النيل) من المنبع للمصب.. ثم تتنافس الدراما المصرية في ترسيخ سيرهم في عقول الناس، فتنتج آلاف المسلسلات والأفلام التي تصور تفاصيل حيواتهم كافة..

لماذا نكره عظماءنا ونخجلُ من تمجيدهم.. هل هو الحسد؟ كما قالت السيدة العظيمة رفيقة البروف عبد الله الطيب.

التيار

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز