تقرير: راشد أوشي
الأسطورة وحدها هي التي تعطي (منقة طيبة) مذاقها المُبلل بموية الأنصار في الجزيرة أبا، غير أن الأساطير والروايات التي تزحم مواسم سوق المانجو بكوستي، لا تشفع لمُحبي الفاكهة اللذيذة للحصول عليها بأسعار في مُتناول اليد، في السوق المركزي، حين يحلّ مُوسم المنقة تنشط الحركة التجارية الى ان تَهدأ بنهاية المُوسم الذي لا يمضي إلاّ وقد هبطت أسعار المنقة إلى أدنى مُستوىً لها.
على الطرقات في السوق الكبير كوستي، يتحرّك الأطفال الصغار أصحاب الدرداقات مُحلمّين عليها ثمار المنقة، أو تراها مفروشة على الأرض في أكوام، ويقول الطيب وهو شَابٌ ينتهز فرصة قدوم موسم المنقة إن أسعارها مرتفعة هذه الأيام، ويضيف: (في أول الموسم بنتزل السوق منقة سنجة وهي غالية)، ويبلغ سعر الكرتونة حالياً (250) جنيهاً، ويقول الطيب إن زبائنه على الأقل في الوقت الراهن من المُقتدرين مالياً، إذ يصعب على الموظفين أو اصحاب المهن الحرة الاقتراب من المنقة.
ويُعد موسم المنقة واحداً من المواسم الاقتصادية خاصة للنساء القادمات من جزيرة طيبة على الضفة المقابلة لمدينة كوستي، وتشتهر طيبة بإنتاجها لأنواع جيدة من المانجو والجوافة التي تسمى باسمها وتغزو أسواق كوستي، ويعتمد كل كل أصحاب الكافتيريات بكوستي على بائعات الفاكهة اللاتي يحضرن كميات كبيرة من الفواكه المُشكّلة الطَازجة التي قُطفت لتوِّها من الشجرة، وتقول الحاجة شَامة: “إنّ منقة طيبة حلوة شديد والله”، والسبب حسب قمر عبد الرحمن إنّ منقة طيبة (لو قَعدت لفترة طَويلة مَا تبوظ)، مُشيرةً الى أنّ ذلك يعود – حسب اعتقادات ظلت سائدة وسط السكان في طيبة والجزيرة أبا – الى سياقة جناين طيبة بموية الأنصار، ولمزيد من الإيضاح تقول الحاجة شامة عبد الرحمن إنّ السيد عبد الرحمن المهدي هو من استجلب شتلات المنقة من الهند وزرعها في جناين السقاي وطيبة التي رواها الأنصار ومن بينهم حبوبة الحاجة شامة، التي روت لها أنّ الناس كان ينقلون الماء من البحر على صفائح تُحمل على الرؤوس، وشيئاً فشيئاً بدأت الجناين تنمو وتتوسّع رقعتها الجغرافية، ويقول الطيب إنّ شهر مارس المُقبل يشهد انخفاضاً في اسعار المانجو حيث يصل سعر الكرتونة الى حوالي 130 جنيهاً حتى يصل السعر الى (100) جنيه، وحتى مايو المُقبل يكون موسم المانجو في نهاياته، ويقول الطيب إن المانجو من الفواكه المُحبّبة في شهر رمضان، لذلك تقوم الأُسر التي تملك ثلاجات “ديفريزر” بشرائها بكميات كبيرة وتقطيعها لشرائح وحفظها في أكياس.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة التيار