السودان الان

العطش في الجزيرة ..أزمة موسمية

مصدر الخبر / صحيفة آخر لحظة

تقرير : نجلاء عمر

 

لم تكن تدري الفتاة زينب ذات الأربعة عشر ربيعاً أن  البحث عن ماء الشرب سيؤدي بحياتها بمحلية القرشي  بولاية الجزيرة، وقد قدمت من إحدى ولايات الغرب لزيارة عمها،  حياة زينب دقت ناقوس الخطر لقضية ظلت تعانى منها قرى وأصقاع الجزيرة فى محلية القرشي والماطورى والجاموسي وأبوقوته وقرى تمبول  والقرى الرقمية بمحلية أم القرى التابعة لمشروع الجزيرة.. العطش مشكلة تتجدد في الصيف من كل عام ليس في الجزيرة وحدها بل في عدد كبير من الولايات، ولكنها تتضاعف في الجزيرة وتتكاثر الشكاوي حولها والانتقاد لحكومة الولاية والاتهامات لها بتجاهل حل القضية، وحمل عدد من المواطنين وبعض أعضاء تشريعي الجزيرة مسؤولية مصرع الطفلة زينب لحكومة الولاية لتقصيرها .

 

شراب من الترع
عضو مجلس تشريعي الجزيرة عمار محمد زين قال إن محلية كاملة بالولاية  تئن وتشكو العطش، ذلك لأن مصدر شربها من الترع  مباشرة التى يشرب منها الإنسان والحيوان، في وقت أشارت فيه  وزارة الرى إلى  أن إمداد المياه أوقف بغرض تطهير الترع، وبالرغم من تأكيدات الوزارة المسبق عن اجتماع مع المعتمدين لتنيسق العمل على حل إشكالية انقطاع المياه فى موسم الصيانة، ولكن الواقع يكشف عكس ذلك، وقال عمار لـ (آخر لحظة) إن الصرف على المياه في الوزارة صفر .

Untitledزيرو عطش
فشل زيرو عطش
وليست قرى غرب الجاموسي بأحسن حالاً من بقية  قرى الولاية، وهناك أكثر من ٤٠ قرية بغرب المناقل تشكو حالها لطوب الأرض، ويقول المواطن زاكي الزين البشير إننا أصبحنا شبه مهجرين،  البشر والحيوانات والأشجار كلهم يعانون من العطش، خاصة وأن غالبية القرى تشرب من ميجر الشوال،  وحصر الزاكي احتياجاتهم فقط إلى توصيل مواسير من النيل الأبيض، لأن غالبية هذه القرى تتاخم  النيل الأبيض.
 و تعاني منطقة غرب المناقل من الصخور الأساسية، وأضاف الزاكي:  الحفائر أصبحت لاتفي بالغرض نتيجة الانفجار السكاني،  وتقدمنا لوزير التخطيط العمراني بشكوى حتى الآن، لم نر الحل، أما برنامج زيرو عطش فهو على الورق فقط، ويواصل الزاكى سرده أن العطش أصبح  أزمة حقيقية، بعد أن تجاوز سعر برميل المياه ٤٠جنيهاً
أمراض منقولة
وفي منطقة أبوقوته تعاني أربع قرى من إشكالية مياه الشرب، ويقول المواطن يوسف مضوي إن مشكلة  أبوقوته  كان قد تم حلها في عهد الوالي الأسبق الزبير بشير طه، وظلت هذه القرى الأربعة في حاجة إلى إكمال التوصيلات،  إلا أنها لم تتم حتى  الآن، ويقول أحد مواطني المنطقة:  برغم مخاطبتنا للجهات المسؤولة إلا أننا لم نجد استجابة.
ويبدي أحد مواطني القرية (28) بمشروع الرهد الباقرعريبي استياءه  لمعاناة المواطنين من مشكلة المياه المتكررة عاماً بعد عام، لافتاً إلى أنهم يشربون  من الترعة التابعة للقسم السادس لمشروع الرهد الزراعي مباشرة، وأضاف عريبي تم تهجيرنا منذ العام 1987م للقرى الرقمية، ومصدر الشرب الترع والتي تتوقف فى شهر نوفمبر بمشروع الرهد بسبب التطهير وإزالة الحشائش، حيث تمتليء الحفائر الموجودة بالقرية،  والمؤسف أن الإنسان والحيوان يشربون منها، وزاد «للأسف حتى الكلاب تشرب مع الإنسان «لافتاً إلى أن الخطوة  سببت فى وقت سابق إسهالات مائية وبعض الأمراض المنقولة بوأسطة المياه. .
وأكد عريبي أن  المواطنين   يدفعون تعرفة المياه  مرتين في الشهر، الاولى مع فاتورة الكهرباء وثانيا  مع الرسوم الادارية لري الحواشات ، كما أنهم أكدوا  اضطرارهم  للسير حوالى ثلاثة كيلومترات لقرية  الكنار للحصول على مياه الشرب، ويطالب عريبي بحل عاجل وإيجاد مصادر توفير مياه آمنة للشرب، إلى جانب ضوابط مشدد تمنع التعدي على المصادر والحفائر من الحيوان والإنسان.

 

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة

عن مصدر الخبر

صحيفة آخر لحظة