السودان الان السودان عاجل

صحيفة لندنية : قتلى في مظاهرات ام درمان وتجمع حاشد مؤيد للبشير في الخرطوم .. والخارجية ترد في بيان ناري على دول الترويكا

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

رأي اليوم – أعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان عن عن مقتل شخصين برصاص الأجهزة الأمنية في مظاهرات التي اندلعت عصراليوم الأربعاء في ام درمان شمال العاصمة السودانية الخرطوم ا، بحسب صحيفة “التغيير” الإلكترونية السودانية.
كان آلاف الأشخاص قد تظاهروا ظهر اليوم في شوارع مدينة أم درمان يهتفون بإسقاط النظام ،فيما اطلقت قوات الامن النار لتفريق المتظاهرين ،بحسب الصحيفة.
واضافت ان قوات الامن اعتقلت عددا من المتظاهرين.
ووصف شهود عيان الأعداد التي شاركت في هذه المظاهرات التي دعا اليها تجمع قوى مهنية وسياسية معارضة بأنها الأضخم عددا منذ بدء الاحتجاجات ضد الحكومة في كانون أول/ديسمبر الماضي، بحسب صحيفة”سودان تريبيون”السودانية
وكان “تجمع المهنيين” وعدد من تحالفات المعارضة على رأسها “نداء السودان” و”تحالف قوى الإجماع″ قد دعت في بيان مشترك الخميس الماضي للخروج في مواكب سلمية مطالبة برحيل نظام الرئيس السوداني عمر البشير يومي الأحد 6 كانون ثان/يناير والأربعاء 9 كانون ثان /يناير بالإضافة الى مواصلة التظاهرات الليلية في الاحياء السكنية وذلك في سياق تصعيد الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في مدينة عطبرة في 19 كانون أول ديسمبر 2018 وانتقلت إلى معظم المدن السودانية.
جاء فيما فيما تجمع الالاف في العاصمة السودانية الأربعاء دعما للرئيس عمر البشير الذي يواجه منذ أسابيع حملة تظاهرات واحتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد، فيما أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على متظاهرين مناهضين للحكومة.
وانتشر مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب والجنود وعناصر الأمن الذي حملوا رشاشات، في موقع التجمع في الساحة الخضراء، وهي مساحة واسعة ومفتوحة في المدينة، بحسب مراسل فرانس برس.
وكان رجال ونساء وأطفال يحملون لافتات مؤيدة للبشير وصلوا إلى مكان التظاهرة في حافلات منذ الصباح الباكر.
وهذا أول تجمع يعقد في الخرطوم تأييدا للبشير منذ اندلاع الاحتجاجات.
وقال البشير لمناصريه “هذا الحشد يرسل رسالة للذين يظنون أن السودان سيلحق بالدول التي انهارت”.
وفي بداية الاحتجاجات التي اندلعت في 19 كانون الأول/ديسمبر في بلدات وقرى سودانية قبل أن تمتد إلى الخرطوم، أحرق المتظاهرون العديد من مقار حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير.
ومنذ ذلك الوقت يشهد السودان تظاهرات غاضبة بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، في وقت تعاني البلاد من نقص حاد في العملات الأجنبية وتضخم بنسبة 70%.
ووصف محللون الاحتجاجات بأنها أكبر تهديد يواجهه نظام البشير حتى الآن.
وأفادت السلطات أنّ 19 شخصاً على الأقلّ قتلوا في التظاهرات، بينهم عنصرا أمن، إلاّ أنّ منظمة هيومان رايتس ووتش تقول إنّ عدد القتلى وصل إلى 40 قتيلا.
واستقبل الحشد وصول الرئيس بهتافات “الله أكبر”، وهتافات أخرى مؤيدة. ورافق الرئيس زوجته وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين.
وفور وصول الرئيس السوداني إلى موقع التجمع، حصل تشويش على الهواتف النقالة، وانقطعت الإنترنت.
وقال البشير في كلمته لمناصريه “الذين سعوا لتكسير السودان .. قالوا لنا شروط لو عملتها كل المشاكل ستحل. نحن عزتنا أغلى من أي دولار”، في إشارة على ما يبدو لواشنطن التي فرضت حظراً تجاريا على الخرطوم في 1997.
وتم رفع الحظر في 2017.
وقال مسؤولون سودانيون بينهم البشير مراراً أن الحظر الذي فرضته واشنطن على البلاد هو السبب في مشاكلها الاقتصادية.
ووصل الرئيس السوداني إلى التجمع مرتديا سروالا وقميصا باللون الكاكي، وحيّا أنصاره.

– تهديدات دول “الترويكا”
ومن جانب آخر، أعلن السودان، الأربعاء، رفضه لـ”التهديدات المبطنة”، التي جاءت في بيان دول الترويكا (بريطانيا، النرويج، الولايات المتحدة)، بشأن الاحتجاجات في البلاد.
وقالت الخارجية السودانية، في بيان وصل الأناضول نسخه منه، إن بيان الترويكا “يحمل تهديدًا مبطنًا ويجافي الحقائق الموضوعية والوقائع الماثلة”.
واعتبرت “الترويكا”، في بيان لها الثلاثاء، أن الإجراءات والقرارات التي ستتخذها الحكومة خلال الأسابيع المقبلة سيكون لها “تأثير على تعامل حكوماتنا وغيرها من الدول مع السودان”.
وأعربت الترويكا “عن قلقها العميق إزاء رد حكومة السودان على الاحتجاجات الأخيرة، والتقارير المروعة بوجود وفيات واستخدام للذخيرة الحية ضد المحتجين”.
وشددت الخارجية السودانية على “استقلالية القرار السوداني وحماية سيادة البلاد، ورفض التدخل في الشؤون الخاصة بها”.
وأوضح البيان أن الخرطوم أكدت التزامها الكامل بحرية التعبير والتجمعات السلمية وفقاً لنصوص الدستور والقوانين السارية. وشددت على أن ذلك “بالطبع لا يشمل أعمال العنف والأنشطة غير القانونية التي تقوم بها كيانات غير شرعية لتحقيق أهداف غير قانونية وأسس التداول السلمي للسلطة”.
وانتقد البيان عدم إشارة “الترويكا” إلى “أعمال العنف” البالغ التى صاحبت بعض الاحتجاجات، إلى جانب “نهب” البنوك والمتاجر والممتلكات الخاصة.
– عملاء وخونة
وكان البشير الذي أمر الشرطة باستخدام “قدر أقل من القوة” ضد المتظاهرين، ألقى باللوم في أعمال العنف التي حصلت خلال الاحتجاجات، على متآمرين لم يسمهم.
وقال في كلمة خلال مهرجان للرماية العسكرية شرق مدينة عطبرة (250 كلم شمال الخرطوم) الثلاثاء “الذين تآمروا على السودان بكل أسف زرعوا في وسطنا بعض العملاء وبعض الخونة الذين استطاعوا أن يستغلوا بعض ضعاف النفوس الذين كسّروا وحرقوا وخربوا”، بحسب ما أوردت وكالة أنباء السودان الرسمية.
وأضاف البشير الثلاثاء “البعض يقولون إنّ الجيش بصدد تسلّم السلطة. لا مشكلة لدينا في ذلك. إذا أتى أحد يرتدي كاكي (البزّة المرقّطة)، فوالله لا مانع لدينا. لأنّ الجيش حين يتحرّك لا يتحرّك من فراغ ولا يتحرّك لدعم العملاء بل يتحرّك دعماً للوطن”.
وعقب انتهاء تجمع الأربعاء، خرجت مجموعات من المناهضين للحكومة إلى الشوارع في أم درمان.
وقام نحو 300 متظاهر يهتفون “حرية، سلام، عدالة” بإغلاق طريق رئيسي في أم درمان، إلا أن شرطة مكافحة الشغب سارعت إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما أضاف الشهود.
وفي وقت لاحق الاربعاء، قال حزب الامة المعارض إن مستشفى أم درمان تلقى العديد من الجرحى الذي اصيبوا بالرصاص.
وناشد الحزب في بيان الاطباء والطواقم الطبية التوجه الى المستشفى الرئيسي في أم درمان في أسرع وقت حيث هناك عدد كبير من المصابين بالرصاص.
واعتقل أكثر من 800 شخص منذ بدء الاحتجاجات، بحسب مسؤولين أكدوا أن الوضع استقر الآن.
وبين المعتقلين عدد من زعماء المعارضة والنشطاء والصحافيين.
وجددت بريطانيا والنروج والولايات المتحدة وكندا التعبير عن قلقها بشأن الوضع في السودان.
وقالت في بيان مشترك الثلاثاء “نشعر بالصدمة حيال التقارير عن سقوط قتلى ووقوع إصابات خطيرة في صفوف أولئك الذين يمارسون حقهم المشروع في التظاهر، إضافة إلى التقارير عن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين”.
وأضافت “ندعو الحكومة السودانية إلى إجراء تحقيق شفاف تماما ومستقل في موت المتظاهرين بأسرع وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين”.
كما دعت الخرطوم إلى الإفراج عن جميع المعتقلين بدون تهم، محذرة من أنّ تحرّك الحكومة في هذه المسألة “سيؤثّر” على تعاملاتها مع حكومات الدول الأربع.
وردت وزارة الخارجية السودانية الأربعاء على موقف الدول الغربية الاربع وقالت في بيان “تعرب وزارة الخارجية عن رفضها واستنكارها للبيان المجافي للحقائق والصادر من دول الترويكا وكندا”، مؤكدة ان “السودان ملتزم بحرية التعبير والتظاهر السلمي والذين فقدوا أرواحهم مواطنون سودانيون”.
ويواجه السودان أزمة اقتصادية متفاقمة منذ العام الماضي لأسباب أهمّها نقص العملات الأجنبية.
ووردت تقارير عن نقص الغذاء والوقود في العديد من المدن بينها الخرطوم.

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز