العرب اللندنية – أعلنت أحزاب المعارضة وتجمع المهنيين السودانيين، الجمعة، إطلاق أسبوع “انتفاضة المدن والقرى والأحياء” بعموم البلاد، للتظاهر والاحتجاج حتى إسقاط نظام الرئيس عمر حسن البشير.
وهناك سباق مع الوقت بين النظام والمعارضة، فالأخيرة ترى أنه لا بد من تكثيف التحركات وابتكار أشكال جديدة تبقي الحراك مستمرا حتى إسقاط حكم الرئيس البشير، فيما الأخير يراهن بدوره على عامل الوقت في امتصاص الحركة المضادة، معوّلا على حملة اتصالية تقوم على عنصري المؤامرة والوعود بتحسين الوضع الاقتصادي.
وحدّد بيان مشترك للمعارضة، الأحد (غدا) لتنظيم “مسيرة الشهداء” في الخرطوم بحري، شمال العاصمة السودانية. وأضاف البيان أن تظاهرات مسائية ومواكب ستنطلق في عدد من مناطق البلاد، كما “سيتم تسيير موكب ‘الحرية والتغيير’ في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية الخميس القادم”.
ودعا البيان المشترك الصادر من تجمع المهنيين وتحالف نداء السودان، وتحالف الإجماع الوطني، والتجمع الاتحادي المعارض، الشعب السوداني إلى مواصلة التظاهر حتى إسقاط النظام. ولم يشهد السودان على مدى العقود الماضية حراكا احتجاجيا بمثل هذا الزخم والاستمرارية، ذلك أن التحركات السابقة كانت الأجهزة الأمنية سرعان ما تقمعها وآخرها تلك التي اندلعت في يناير من العام الماضي.
ويفسّر محللون استمرارية الاحتجاجات بأنها تتويج لتراكمات من الغضب والاحتقان على سياسات النظام الحالي. وعلى خلاف التحركات السابقة التي كانت في معظمها يتم التخطيط لها من قبل قوى المعارضة، فإن الحراك الحالي انطلق بشكل عفوي ما يعكس حجم معاناة المواطن من غلاء الأسعار وارتفاع معدلات البطالة، واليأس من إمكانية إصلاح الأوضاع في ظل النظام الحالي.
واندلعت عقب صلاة الجمعة مظاهرات جديدة في بعض المناطق السودانية أبرزها العاصمة الخرطوم ومدينتها التوأم أم درمان، التي سبق وأن خسرت في احتجاجات الأربعاء 3 من مواطنيها.
وهتف المتظاهرون الذين خرجوا في الخرطوم وأم درمان “حرية، سلام، عدالة”، بحسب شهود عيان قبل أن تطلق شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع عليهم.
ورغم أن أسعار الخبز كانت السبب المباشر للتظاهرات، لكن السودان يشهد أزمة اقتصادية متفاقمة منذ قرابة عام، جراء النقص الحاد في العملات الأجنبية.
وترافق الحديث عن نقص في الغذاء والوقود في عدة مدن بينها الخرطوم، مع ارتفاع أسعار الطعام والدواء إلى أكثر من الضعف.
ويتهم معارضو البشير بسوء إدارته للقطاعات الأهم وإهدار أموال ضخمة في محاربة تمرد أقليات عرقية في منطقة دارفور (غرب) وفي المناطق القريبة من الحدود مع جنوب السودان.
وقال عبدالواحد نور قائد “جيش تحرير السودان”، الجمعة “أدعو فرنسا مهد الثورة، وأدعو المملكة المتحدة وتيريزا ماي (..) حان أوان مساعدة الشعب السوداني على التخلص من هذا النظام الدكتاتوري والوحشي”.
وأضاف “الرئيس (دونالد) ترامب أنت زعيم أقوى الديمقراطيات، حان الوقت لتساعدوا السودانيين الذين ينزلون إلى الشوارع ويدفعون أرواحهم ثمنا”.
وتابع “لقد نفد صبر السودانيين وهم يرون أن هذا النظام لا يملك أي شيء يقدمه إليهم باستثناء الفقر والمعاناة (..) والعودة إلى القرون الوسطى”، مطالبا “جميع من يؤمنون بالديمقراطية وحقوق الإنسان بالمساعدة”، مضيفا أن “هذا هو الوقت المناسب لذلك”.
وسقط العشرات بين قتيل وجريح في الحراك، فضلا عن اعتقال الأجهزة الأمنية للمئات من المحتجين.
واستدعت حملة السلطات الأمنية انتقادات من بريطانيا وكندا والنرويج والولايات المتحدة التي حذرت الخرطوم من “تداعيات” الأعمال التي تقوم بها على العلاقات مع حكوماتها.
وردت الخارجية السودانية على موقف الدول الغربية الأربع وقالت في بيان “تعرب وزارة الخارجية عن رفضها واستنكارها للبيان المجافي للحقائق والصادر من دول الترويكا وكندا”.
اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر موقع المشهد السوداني