السودان الان

يعيش حالة احتجاجات داخلية الأمة الفدرالي .. انقلاب في وضح (النهار)

مصدر الخبر / صحيفة آخر لحظة

ما أشبه الليلة بالبارحة، حينما نفض رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل، يده من المشاركة في الحكومة، في العام 2002، ليقرر أحمد بابكر نهار، الذي كان يشغل وقتها حقيبة وزارة التربية والتعليم، الانشقاق من الإصلاح ويكون حزبا سياسيا يحمل اسم الأمة الفيدرالي.. يعيد التاريخ اليوم نفسه ويعلن نهار عن انسحاب حزبه من الحكومة، لكن المجموعة المشاركة في الجهاز التنفيذي والمجالس التشريعية، رفضت الانسحاب، بل وشرعت في تجميد منصب رئيس الحزب (نهار)، في وقت تتعدد الروايات حول الدوافع التي جعلت نهار يتجه للانسحاب، فهل تعود الخطوة لخروجه من الحكومة؟، أم بسبب الأحداث التي اجتاحت البلاد مؤخراً؟ .

تقرير: جاد الرب عبيد

أصل الحكاية
بحسب متابعات الصحيفة فإن القرار أثار جدلاً واسعاً في اجتماع للمكتب القيادي للحزب بداره بأم درمان، مساء أمس الأول، خطوة الانسحاب لم تكن ضمن الأجندة التي أوفدت لأعضاء المكتب قبيل أيام قلائل من الاجتماع، نهار فاجأ الحضور بعد قرب نهاية الاجتماع، بقراءة ورقة تحمل انتقادات لاذعة للحكومة، بعدها أعلن عن قرار انسحاب الحزب، وعلى الرغم من اعتراض الأعضاء، والتحدث معه على انفراد أكثر من مرة، إلا أن الرجل تمسك بقراره، وأكد أنه سينفذه (رضى من رضى وأبى من أبى)، من ما أدى إلى فض الاجتماع دون التوافق حوله.
غضب نهار
المتتبع للساحة السياسية يلحظ أن تصريحات نهار انحرفت في الآونة الأخيرة عن مسارها، من داعمة للحكومة إلى ناقدة، وذلك منذ خروجه من السُلطة، إبان حل حكومة الوفاق الوطني في أكتوبر الماضي، ووقتها أحدث نهار ضجيجاً في الأوساط السياسية، وصب جام غضبه بعد أن طلب منه الحزب الحاكم، اختيار وزيراً خلفاً له من الحزب بعد أن قضى (16) عاماً في الحكومة، ليفتح الرجل بعدها باباً من الهجوم على الوطني حتى اليوم .
وفي ذات الصدد يقول مساعد رئيس الحزب، إسحق آدم بشير، إن (نهاراً) كان أكثر إصراراً على الاستوزار حتى 2020، وإن تغييره تم بعد ضغوط، وأضاف (بعد ذلك أكثر الرجل من الانتقادات السالبة للحكومة، لكننا نصحناه بأن ذلك يفسر لخروجه من السُلطة، إلا أنه استمر في نهجه) .
تجميد نشاط
(أحمد بابكر نهار) الذي عقد مؤتمراً صحفياً صباح أمس أعلن فيه انسحابه من الحكومة في المناصب التنفيذية والتشريعية، أوضح أن الانسحاب يأتي بسبب (خروج الحوار الوطني عن مساره الطبيعي، والتضييق على الحريات، والضرب الباطش للمحتجين السلميين)، على حد تعبيره.
لكن قيادات بالأمة الفيدرالي مشاركة في الحكومة عقدت مؤتمرا صحفيا مساء أمس بالشهيد الزبير، أعلنت فيه رفضها للقرار، وأكدت استمرار الحزب في حكومة الوفاق الوطني، وقال وزير السياحة والثقافة والآثار، الأمين السياسي للحزب، عمر سليمان، إن قرار المشاركة في الحكومة اتخذه المؤتمر العام للحزب، وإن المكتب القيادي لا يحق له تقرير فض الشراكة، وأكد أنه مستمر في الشراكة في حكومة الوفاق الوطني، وأوضح أن القرار الذي صدر من المكتب القيادي معيب، وأضاف كان ينبغي انتظار المؤتمر العام ليقرر بشأن فض الشراكة، وشدد على ضرورة المضي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والتمسك بما تم الاتفاق عليه مع جميع القوى السياسية.
فيما يؤكد اسحق آدم، أن (30) قياديًا من الحزب يرفضون خطوة رئيسه بـ(فض الشراكة)، وأوضح أن نهار ومجموعته كانوا مبيتين النية للانسحاب، معلناً عن تجميد نشاط الرئيس وتشكيل لجنة برئاسته لتسيير الحزب في الفترة المقبلة، والتحضير لمؤتمر عام استثنائي .
قرارات أحادية
الأمين العام للحزب، وزير البنية التحتية بولاية غرب كردفان، عبد الحفيظ الصادق، يقول إن رئيس الحزب ساق المكتب القيادي إلى قرارات أحادية لا تمثلهم، وقاد الحزب إلى المجهول، وأوضح أن الحزب لديه (3 وزراء ولائيين في حكومات ولايات، و8 نواب في البرلمان، و15 آخرين في برلمانات الولايات)، وهم ملتزمون بخط المؤسسة، والعمل من أجل ترسيخ الديمقراطية، وأوضح عبد الحفيظ أن (نهاراً) كان متوتراً في الاجتماع ورفض أي حديث عن مراجعة القرار.
فيما يقول ممثل الحزب بالولايات، وزير التربية والتوجيه بولاية سنار، إن 90% من مؤسسات الحزب ضد قرار الانسحاب، وأشار إلى أن بعض الولايات ليس لديها علم بالخطوة، ورأى بأن الوقت والظروف التي تمر بها البلاد لا تسمح بفض الشراكة، مشيراً إلى أن البلاد بحاجة إلى التواجد أكثر من الزعزعة، واختتم حديثه قائلاً : (أي زول هرب من شيل حمل البلد نحن مرقنا منو).

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة

عن مصدر الخبر

صحيفة آخر لحظة