كتب: صلاح حاج بخيت
بعيداً عن الصراعات العبثية التي تشهدها الساحة الرياضية التي يشتجر بعض منسوبيها هذه الأيام.. ويتصارعون حول كراسي السلطة في المملكة الكروية.. رغم أن الكرة السودانية ذاتها بمنتخبها الوطني وهلالها ومريخها (دقت الدلجة) و(قعدت في الصقيعة) والدليل على ذلك النتائج المخيبة التي حققها الفريقان مؤخراً في الممتاز أمام أندية الذيلية.. فما بالكم عند ملاقاة الأندية الأفريقية.
وهذا ليس موضوعنا اليوم.. إنما الأمر الأهم الذي فرض نفسه على الساحة الإعلامية.. فهو فضيحة نتيجة امتحانات مدرسة أولاد يس بريفي الحاج عبدالله جنوب الجزيرة.. والتي شهدت سقوطاً مزوداً بفشل جميع طلابها في الامتحان.. ويا له من خبر كارثي يحطم مستقبل بعض أبناء هذه البلاد ويشير للمصير المظلم الذي ينتظر أجيال الغد.
قد يكون الأمر مبلوعاً نوعاً ما إذا كانت تلك المدرسة الراسبة تقع جغرافياً في المناطق النائية والمهمشة بأطراف البلاد.. أو أن مبانيها قد تحولت لثكنات عسكرية في مناطق التمرد والنزاع.
ولكن أن يكون موقع تلك المدرسة على بعد مسافة لا تتجاوز بضعة كيلومترات من عاصمة الجزيرة وحاضرتها ودمدني.. فإن الأمر يبدو في غاية الخطورة.. ولا يحتاج من وجهة نظري لإجراءات مساءلة ومحاسبة للمسؤولين عن هذه الفضيحة الداوية.. بل يتطلب الأمر من والي ولاية الجزيرة إيلا.. إصدار جملة قرارات حازمة وحاسمة.. بالإطاحة فوراً بكل رؤوس ومسؤولي وزارة التربية والتعليم بالجزيرة بدءاً بالوزيرة نادية العقاب وجميع طاقمها القيادي بالوزارة وبمحلية الحاج عبدالله.
وذلك حتى يكونوا عظة وعبرة لكل المسؤولين الفاشلين الذين شغلتهم الفارهات المكندشة وامتيازات السلطة عن القيام بواجباتهم تجاه مواطنيهم الغلابة بمدن الولاية المختلفة وأريافها بما فيها منطقة الحاج عبدالله التي ربما تكون الوزيرة نادية لم تسمع بها من قبل دعك من زيارتها لتفقد حال مدارسها البائسة والخالية من المعلمين.
أفعلها يا سعادة الوالي إيلا.. فأنت والحق يقال تبني وغيرك من المسؤولين يهدم .. أفعلها ولا تأخذك رحمة بمن يدمرون مستقبل أبنائنا الغبش ويتسببون في سقوطهم الجماعي وحرمانهم من مواصلة نعمة التعليم.. ولن تنطلي عليك التبريرات الخطيرة للوزارة التي وردت بالصحف من شاكلة أن طلاب المدرسة يعملون في مهن هامشية والتعليم بالنسبة لهم غير أساسي ومعظمهم يعملون في الحواشات مع أهلهم وغيرها من الخزعبلات التي لن تقنع أحداً اللهم إلا إذا كان على رأسه (قنبور).
قبل أن تطوي مدينة ود مدني أحزانها وترفع فراش فقيدها النجم الكروي الموهوب عوض كبور.. فإذا بمطر الحزن يعاود الهطول من جديد بعد أن فجعت المدينة برحيل أحد رموزها الشامخة.. وأبرز لاعبيها الأفذاذ أيام الزمن الجميل.. وهو الكابتن محمد بشير (الأسيد) أحد أبطال الفريق القومي الذي حقق بطولة الأمم الأفريقية عام 1970م.. ولعب دوراً كبيراً ومؤثراً في تتويج السودان على عرش تلك البطولة بعد تخطيه للمنتخب المصري بهدفين أحرزهما الأسيد.. بينما صنع هدف الفوز الغالي الذي أحرزه كابتن حسبو في شباك غانا في المباراة النهائية.
امتاز فقيدنا الراحل الأسيد بحسن السيرة والسلوك وكان محبوباً لدى الجميع.. سائلين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر وحسن العزاء.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة