السودان الان السودان عاجل

جمال علي حسن يكتب : كمال عمر.. مغامرة جوية في فضاء المعارضة

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

قبل أعوام وتحديداً بعد أحداث ندوة الشعبي عام 2016 خرج القيادي الشعبي كمال عمر يتهم أصواتا نشازا داخل حزبه بمحاولة جرّ الحزب إلى المواجهة مع السلطة ومربع ما قبل الحوار الوطنى بعد هتافات خلال تلك الندوة من أعضاء من حزبه ضد أعضاء المؤتمر الوطني.
وطبعاً حينها لم يكن الهتاف بصيغة شعار اليوم (تسقط بس)، وخرجت بعض الصحف بعنوان يتحدث عن بوادر انشقاق في المؤتمر الشعبي وأن الأستاذ كمال عمر يقود تياراً داخل حزب المؤتمر الشعبي يدعو إلى التطبيع مع المؤتمر الوطني.
وللأمانة كان كمال عمر في تلك الفترة يتمسك بموقف الحزب من الحوار الوطني وهذا هو نفس الموقف الذي عبر عنه كمال عمر أمس حين أعلن عن تمسكه بمخرجات الحوار الوطني لكن إعلانه هذا جاء في إطار موقف مختلف تماماً عن موقفه الأول فهو في هذه المرة التي خرج يعلن فيها عن قيادته لتيار تصحيحي بالشعبي، وأوضح أنه يهدف لتنفيذ مقررات وأفكار الشيخ الترابي خاصة المنظومة الخالفة، قال إن تياره الجديد يهدف للضغط على قيادة الحزب للخروج من حكومة الطوارئ، باعتبار أنهم مع حركة الشارع.
ولو كانت التكهنات حول الموقف السابق لكمال عمر في 2016 بأنها تعبر عن بوادر انشقاق في صفوف الحزب غير دقيقة وغير محققة في تلك الفترة، فإن موقف كمال عمر الجديد في تقديري يعلن عن انقسام حقيقي في حزب المؤتمر الشعبي، خاصة وأن الشعبي كان قد أصدر الأسبوع الماضي قراراً بات بموجبه المحامي كمال عمر، خارج منظومة الأمانة العامة.
وقبلها كان كمال عمر قد استقال من منصبه أمينا سياسيا للحزب، ثم فقد صفته متحدثا باسم كتلة الحزب في البرلمان.
وصحيح أن هناك تيارا غير منظم داخل المؤتمر الشعبي ظلت عناصره موجودة في الشارع منذ بداية هذه الاحتجاجات، كما أن موقف كمال عمر في تسجيلاته الأخيرة كان واضحاً بأنه يتبنى شعار (تسقط بس).. لكن برغم هذه المعطيات فإن الجسم الجديد الذي سينشق عن المؤتمر الشعبي سيتواجه بتحديات صعبة جداً كونه يتبنى أطروحة المنظومة الخالفة التي سيجد نفسه في موقف مخالف لمبادئ الفكرة نفسها، فكرة الترابي التي كانت تهدف لخلق تحالف عريض في شكل حزب واسع وفي إطار شراكة سياسية جديدة تضم الإسلاميين بطوائفهم المختلفة، بمن فيهم ذوو الخلفيات الإسلامية كالسلفيين والتيارات الصوفية والأحزاب الطائفية.
وبالتالي فإنه من الصعب أن يخرج تيار منقسم من الحزب صاحب الفكرة ليقنع الآخرين بتوجهات الوحدة..!
فالوحدة في أي صيغة من صيغها تقتضي الكثير من الصبر على الخلاف والتنازل من أجل الوفاق حتى ينجح من ينادي بها في تقديم نموذج في إطار تجربته ومن ثم يتمكن من الإقناع بها.
التحدي الثاني والأهم الذي سيواجه كمال عمر داخل فضاء (تسقط بس) أن أصحاب هذا الشعار يعتبرون الحوار الوطني الذي تم ومخرجاته نفسها التي يؤمن بها كمال هي ضمن الأهداف المحددة للإسقاط مع النظام وبالتالي سيواجه تيار كمال هنا التحدي المستحيل في التوافق مع الشعار الذي يتبناه الآن.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز