السودان الان

بسبب ارتفاع أسعار التذاكر الطيران الداخلي .. تراجع مخيف

مصدر الخبر / صحيفة آخر لحظة

المتتبع لحركة الطيران الداخلية والخارجية في الفترة الأخيرة بالبلاد، يلحظ أن هنالك تراجعاً ملحوظاً في تقديم خدماتها للجمهور، خاصة بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، التي أجبرت عدداً من الشركات الأجنبية العاملة بالبلاد لتقليص عدد رحلاتها من وإلى العاصمة الخرطوم، بسبب عزوف المواطنين عن السفر جواً لارتفاع أسعار التذاكر، أزمة الطيران لم تقف عند الرحلات الخارجية فحسب، بل انتقلت إلى الطيران الداخلي، حيث أسهمت بشكل سلبي في تراجع الرحلات الداخلية، بحسب رئيس غرفة الطيران الكابتن وداعة محمد نور، الذي كشف عن تراجع حركة رحلات شركات الطيران الداخلي بنسبة (40%)، بسبب عزوف المواطنين عن السفر جواً لارتفاع أسعار التذاكر، في وقت حذر من توقف الشركات بسبب العقبات التي تواجهها، وأكد أن الزيادات الأخيرة في أسعار التذاكر بالكاد تكفي لتغطية التكاليف التشغيلية، وقال إنها لا تغطي مع الشركات .

 تقرير:أحمد قسم السيد

تباين الأسعار
وكشف وداعة حسب الزميلة (الصيحة)، عن تباين أسعار تذاكر الطيران الداخلي بحسب الوجهات، وأوضح أن الخرطوم – الجنينة بلغت (16) ألف جنيه، الخرطوم – نيالا (14) ألف جنيه، مقابل (11) ألف جنيه الخرطوم – بورتسودان، ونوه لعزوف المواطنين عن السفر وفق هذه الأسعار، ودعا وداعة الحكومة لإعادة النظر في سياسات قطاع الطيران الداخلي وتذليل عقبات الشركات، ومراجعة الرسوم والضرائب والجبايات المفروضة عليها، وأضاف أن ارتفاع الرسوم يتضرر منه المواطن قبل الشركات، وحذر من بقاء الوضع على ما هو عليه، واعتبر أن ذلك سيؤدي لوقف الشركات رحلاتها لصعوبة العمل في ظل هذه الأوضاع.
بالمقابل أدى تفاقم مشكلة الدولار الذي قفز في السوق الموازي إلى (92) جنيهاً مقارنة بنحو (47) جنيهاً في السوق الرسمي، من أزمات شركات الطيران التي ظلت تشكو من ارتفاع أسعار الوقود والجبايات المتعددة، فضلاً عن صعوبة الشركات الأجنبية في تحويل أرباحها بالدولار، الأمر الذي قاد إلى تقليص شركات عالمية رحلاتها من وإلى البلاد، فضلاً عن توقف سودانير وانسحابها من السوق.
ضعف الإيرادات
رئيس قطاع الخدمات بالمجلس التشريعي بولاية الخرطوم، والخبير الاقتصادي، التيجاني أدون، يقول إن تراجع قطاع الطيران له تأثيرات مباشرة على الإيرادات العامة للدولة، إذا كان داخلياً أو خارجياً من خلال تسببه في عزوف المواطنين عن السفر جواً بجانب ضعف حركة التجارة الخارجية، لأن بعض السلع لا يتم استيرادها إلا عبر المطارات مثل الأدوية، وأضاف كلما تراجعت حركة الطيران انعكس سلباً على البلاد وتراجعت عملية الإيرادات، لجهة أنه الرابط الحقيقي مع دول العالم في التبادل التجاري، وتابع (أدون) أن قطاع الطيران هو القائد الفعلي لزمام الاقتصاد، وأردف إذا فقدت الحكومة القطاع سوف تخسر كل شيء، داعياً الحكومة الاهتمام بالقطاع حتى لا تفقد جزءا كبيرا من إيراداتها، وأشار إلى أن بعض الدول يقاس اقتصادها بحركة طيرانها.
غياب السكة
أما بالنسبة لتأثيرات تراجع حركة الطيران الداخلية رأى التيجاني، أنه يؤدي إلى تأزم حركة النقل بالداخل لاسيما في ظل محدودية وغياب قطاع السكة حديد لبعض الولايات، التي تستغرق زمنا طويلا عبر البصات، مما يتطلب السرعة لكسب الزمن، لافتاً إلى أن الزمن له مكاسب اقتصادية واجتماعية وسياسية أيضا، لجهة أن السودان دولة مترامية الأطراف، وعزا رئيس قطاع الخدمات في حديثه لـ(آخر لحظة) تراجع قطاع الطيران للحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، بجانب ارتفاع أسعار التذاكر مما يتطلب من الدولة الاهتمام الكبير بقطاع النقل بكل مستوياته.
سوء الإدارة
في سياق آخر يقول الخبير الاقتصادي، عبد الله الرمادي، إن تراجع قطاع الطيران الداخلي هو مؤشر واضح وصريح لتدني الأوضاع الاقتصادية بصورة مخيفة نتيجة لسوء الإدارة، وقال الرمادي إن تذاكر السفر أصبحت في متناول يد قلة من الجمهور، بسبب ارتفاع تكاليف السفر جواً، ويعود ذلك للفوضى وعدم الرقابة على بعض الشركات، واعتبر الخبير زيادة أسعار التذاكر السبب المباشر في تصاعد معدلات التضخم بدون سيطرة، الأمر الذي أفقد الجنيه السوداني قيمته، ورأى الرمادي لـ(آخر لحظة) أن خطوة تراجع حركة السفر بالطيران تأتي بالسالب للدولة، وأشار إلى أن بعض الولايات لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الطيران نسبة لبُعد المسافة بينها وبين مركز الدائرة الخرطوم.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة

عن مصدر الخبر

صحيفة آخر لحظة