السودان الان

لا يأبه أهل سنار لأي إخفاق صاحب فعالية “سنار عاصمة الثقافة الإسلامية” إنما ثمة جانب ملآن من الكوب “المدن تموت وتحيا”

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

سنار – آدم محمد أحمد
حاولت حكومة ولاية سنار الاستفادة من جو فعالية (سنار عاصمة الثقافة الإسلامية) وإظهار ما أنجزته خلال الفترة الماضية، إذ يرى الضو الماحي والي الولاية أن ولايته أنجزت الكثير في ما يتعلق بالتنمية وتتطلع إلى المزيد..
بالنسبة لأهل سنار فإن الضجة حول سوء إخراج حفل الافتتاح لا تعنيهم كثيراً ولا يبدو أنهم مشغولون بتداعياته، هذا على المستوى الرسمي وكذا الشعبي، يسددون نظراتهم على ما يجري إنشاؤه الآن، ويتباهون بذلك. يقول صالح عثمان مواطن بسنار: “لولا هذا المشروع لما وجدت سنار هذا الاهتمام”، يعود الرجل بذاكرته قليلا إلى الوراء ويضيف ضاحكاً: “لدينا شارع ظلط استغرق بناؤه سنوات ولم يكتمل إلا عند هذا المشروع”.
الناظر إلى وجه المدينة التاريخية يمكنه أن يحدد بوضوح مواطن التغيير التي لا تنتهي بالشوارع الجديدة وما تمت سفلتته أو تلك التي تحت الإنشاء.. تعيش المدينة ليلها ونهارها في حركة دؤوبة لإكمال ما تبقى من مشاريع اعتبروها ضخمة، قالوا إن مدينتهم ظفرت بها جراء اختيارها كواحدة من العواصم الإسلامية. ويضيف عمار أحمد أيضاً “الآن يمكننا أن نعيش شعور أننا الأصل والتاريخ بدأ من هنا”.
ربما الكل يتذكر ما أثير حول فشل مشروع الافتتاح، وذلك عندما وجد مجموعة من الإعلاميين أنفسهم يهيمون في بطن المدينة في وقت متأخر من الليل دون أن يجدوا من يدلهم على الوجهة أو يستقبلهم، ولكن عرفة محمد صالح وزيرة الثقافة والإعلام والسياحة تقول إن سوء تنسيق بسيط أحدث ما خرج للناس، وتضيف بثقة “أي زول يقول إن مشروع الافتتاح فشل يكون زول ما عنده نظرة شاملة، لأنه لا يمكن أن تكون كل الولاية فشلت في اختيار لجانها المنوط بها إدارة العمل”، وتقر الوزيرة في حديث لـ(اليوم التالي) بحدوث اخفاقات، لكن هناك نجاحا مقدرا، وترمي اللوم على بعض الإعلاميين الذين يترصدون السلبيات دون الإيجابيات، وتوضح عرفة الملابسات بصورة أكثر دقة، وتؤكد ان سوء التنسيق الذي حدث مع الاعلاميين بالتحديد لحظة وصولهم الى سنار كان هو السبب على الرغم من ان الولاية كانت تعلم عددهم وجهزت لهم من النزل والضيافة ما يليق بهم، واضافت الوزيرة “بعض الناس وصلوا الساعة الثانية صباحا ولم يخطرونا، وجزء من الدستوريين نحن حددنا نقاط لاستقبالهم لكنهم تجاوزها، وهناك من أتى دون تنتسيق بل وجدناه في صيوان الافتتاح، هذا فضلا عن ان العدد الذي وصل كان ضعف العدد المفترض ان يشارك”، وزادت “بل لا يوجد دستوري زعلان حتى محمد طاهر ايلا والي الجزيرة الذي قيل انه عاد زعلان الحقيقة العندنا هي انه اعتذر وغادر لظروف خاصة بعد ان تغير البرنامج، ومن يقول ان ناس سنار لم يكرموا ضيوفهم فهو غلطان لأن هناك مواطنين حتى الآن زعلانيين من كونهم فتحوا منازلهم للضيوف لكن لم يأتهم أحد وحتى الاعاشة التي تم تجهيزها وزعت على طلاب الخلاوي ليلا”.
للمسئولين في سنار رأي مختلف ربما عن ما يراه المركز، فيما يتعلق بمشروعهم سنار عاصمة الثقافة الاسلامية، وان كان الختام سيكون خلال الأشهر المقبلة إلا أن الفكرة العامة بالنسبة للمواطن والحكومة هناك تتجاوز شكليات الاحتفال الى ما بعد انتهاء المراسم، يقول صديق احمد الطيب مسئول لجنة الاعلام في محلية سنار ان اول ضربة للمشروع كانت من قبل مجلس الوزراء القومي الذي احال القضية الى الوالي المختص ولم يشبع المشروع نقاشا كثيرا، واضاف “رغم ان القرار وضع الاشراف المباشر لوزارة الثقافة الاتحادية الا انهم “جهجوا” المشروع بادخال بعض العبارات إليه كالفضاء السناري الذي لم يكن ضمن الاشياء”، وهنا فان القضية المحورية لأهل سنار انهم يعتقدون أن حكومة المركز قامت بتشتيت الكثير من المشاريع التي لو انها نفذت في سنار لحولتها الى شيئ مختلف يغني الحكومة عن أي محاولة لإعادة ترميم المدنية القديمة، خاصة وان الجدل حول اهمال الحكومات المتعاقبة لسنار كان سائدا حتى الآن، لكن الناس هناك تعتقد ان ما سيأتي مقبلا هو المهم، من واقع ان المشاريع التي جاءت نتيجة للمشروع في امكانها ان تمنح الولاية قدرا مما كانت تفقده في السابق، فمعروف ان سنار تفتقد الى الاستراحات والنزل المناسبة لاستقبال الضيوف، فسنجة العاصمة لا يوجد بها سوى فندق واحد يتبع للعمال، ومحدود السعة وكثيرا ما تدخل الولاية في حرج عندما تكون لديها فعالية يحضرها عدد من الناس.
الآن في اطار “مشروع سنار عاصمة الثقافة الاسلامية” تم انشاء قصر بادي الذي يطل على النيل وينظر الى السواقي الخضراء بشئ من الزهو وكبرياء عظمة الدولة السنارية عند عصور مضت، وان كان القصر لم يكتمل بعد إلا أنه يضم إلى جانب الجسم الرئيسي عددا من الشقق الفاخرة، هذا الى جانب شاليهات مطلة على النيل، حال اكتمالها ستعطي سنار واقعا سياحيا جديدا، يقول صديق الطيب” ستصبح سنار مركز اجتماع اقليمي، او على الاقل يمكنها ان تخضع هذه المؤسسات الضخمة الى الاستثمار”، ويضيف “سنار كان فيها شارع زلط واحد والآن عشرات الكيلومترات تتمدد في وسط المدنية”.
يعتقد الضو الماحي ان الواقع السياسي في الولاية يحمل الكثير من الاستقرار، ويبدو متسقًا مع روح الحوار، لكنه يؤكد ان الفترة المقبلة تحتاج الى التسامي السياسي عن رغبات المشاركة، واضاف”لا ينبغي ان تتعرض وثيقة الحوار الوطني التي كانت اهم مشروع ينجز في البلاد منذ الاستقلال الى أي تقاطعات وشد وجذب، من واقع ان الذين لم يجدوا انفسهم في الحكم يتضايقوا كثيرا وتبطل الوثيقة، ويقول الضو ان المقصود من الوثيقة تكوين حكومة ذات برنامج وطني تصل بعد ثلاث سنوات الى حكم عبر صناديق الانتخابات لكل الناس.
يحمل وزير المالية في الولاية د.ابراهيم محمد سيلمان الكثير من الاشواق والرؤى التي يرى أن ترجمتها الى عمل واقعي يخرج الولاية الى فضاء التنمية المستدامة، وان كان الرجل يقر بأن العام المالي في الولاية لديه بعض الاشكالات المتعلقة بالموزانة العامة في المركز وما حدث فيها من عجز، إلا أنه يؤكد أن موازنة ولايته شهدت زيادة مقدرة حوالي ستين في المائة من العام الماضي، ويضيف ابراهيم “لذلك وضعنا خطة اسعافية، حاولنا اعادة النظر في الموازنة الماضية عبر التركيز على اربع قطاعات اساسية حصرناها في المياه بحفر عدد من الآبار والسدود التي تؤمن للمواطن حاجته من مياه صالحة للشرب، والكهرباء بانشاء مائة كيلو ضغط فضلا عن التعليم بانشاء بالتخطيط لانشاء خمسائة فصل دراسي”، ويؤكد ابراهيم أن الوزارة قررت أن ينتهي العمل في قطاع معين ثم يبدأ في الآخر حتى لا يتم تشتيت الجهود، ةهناك ملاحظة واضحة للعيان وهي أن مقار الوزارت في سنجة متهالكة ومعظمها غير لائق، عبارة عن مباني قديمة، هذا فضلا عن كل الوزاء تقريبا ما عدا وزير المالية يسكنون في بيوت مستأجرة ولا تملك الحكومة منزلًا واحدًا، وهذا وفقا لابراهيم ضمن الخطط التي سيتم انجازها خلال الفترة المقبل بانشاء مقار لمؤسسات الحكومة وبيوت للمسئولين.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي