كتابات

الطاهر ساتي يكتب : أصابعكم!!

مصدر الخبر / كتب : الطاهر ساتي

 

:: يوم الجمعة، مخاطباً الرأي العام عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية، قال رئيس اللجنة السياسية العسكرية بالمجلس العسكري، الفريق أول ركن عمر زين العابدين، بالنص: ( لم تتم دعوة المؤتمر الوطني لحوارنا مع القوى السياسية، لأنهم سبب الأزمة الحالية).. ولكن يوم أمس الأحد، كان عمر باسان، الأمين السياسي للمؤتمر الوطني، أول الحاضرين إلى القاعة الصداقة، حيث كان حوار المجلس العسكري مع قوى الحوار الوطني.

:: وعليه، لم تسقط بعد.. ولو سقطت لكان زعماء المؤتمر الوطني من الذين يساقون إلى قاعات المحاكم، وليس من الذين يدعونهم إلى قاعات الحوار، فيأتوا (بلا حياء).. لا تطمئنوا، وكما تعلمون فإن سياسة المؤتمر الوطني كما الحية، مظهرها أملس وجوهرها سام، ولذلك قال أحدهم عقب خداع ما: (إذا صافحكم المؤتمر الوطني، فسارعوا إلى عد أصابعكم).. ولا يُخطئ من يطالب شباب بلادنا بأخذ الحيطة والحذر حتى يكتمل السقوط، وحتى يهنأ الشعب بدولة تقف على مسافة من كل الأديان والأعراق والأحزاب، بلا إقصاء أو محاباة.

:: لا تطمئنوا، فالأجهزة الإعلامية  ما تزال (كما هي)، كماُ وكيفاُ.. وتذكروا أن مسلسل الخداع بدأ بحلقة: (اذهب إلى القصر رئيسا وسوف أذهب إلى السجن حبيسا).. وليعتصم الشباب بحبل الله أمام عرين الفرسان حتى يُعلن رئيس المجلس العسكري الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من القرارات ما تطمئن الناس والبلد بأنها (سقطت).. نعم أعلن الرئيس البرهان عُمر الفترة الانتقالية بعامين، وأعلن إلغاء قانون الطوارئ وحظر التجوال وإطلاق سراح المعتقلين خلال أشهر الثورة، وأعلن إيقاف إطلاق النار في مسارح العمليات، وتعهد بملاحقة المسؤولين عن الفساد ومحاكمة كل من تورط في قتل الأبرياء.

:: ولكن ماذا عن أجهزة التمكين التي كانت موازية لمؤسسات الدولة والشعب؟.. أي ماذا عن الدفاع الشعبي والأمن الشعبي والشرطة الشعبية واللجان الشعبية والكثير من المنظمات والاتحادات والجمعيات التي دمرت مؤسسية الدولة وأضعفت مؤسساتها؟.. يجب حلها عاجلاً.. والتبرير بأن إحدى تلك الجهات –  أو كلها – قد تم تأسيسها بالقانون، فهذا تبرير غير منطقي، وليس من المنطق بأن تكون قوانين مؤسسات التمكين أقوى من دستور الدولة الذي تم حله بقرار البيان الأول.. دوافع الثورة التي حلت الدستور هي ذات الدوافع التي يجب أن تحل كل أوكار التمكين.

:: ثم متى يصدر عن المجلس العسكري أمر الطوارئ القاضي بإنشاء محاكم العدالة، لتقتص الأسر المكلومة بفقد الأخيار من أبنائها، وليسترد الشعب أمواله المنهوبة جهراً وسرا؟.. بدارفور أهل الدم ينتظرون القصاص، وكذلك بكجبار وبورتسودان والعيلفون، والخرطوم.. و.. و.. فالأرض في بلادنا تغطت بالدماء، وأزكمت روائح الفساد أنوف الفقراء وسكان المعسكرات، فمتى المساءلة والمحاسبة، بحيث يكونوا عظة لمن يأتي بعدهم؟.. ما أهلكت بلادنا وأفقر شعبنا إلا نهج (خلوها مستورة)، فليعتصم الشباب حتى يسقط النهج وليس محض شخص أو شخوص!!

 

الطاهر ساتي

السوداني

عن مصدر الخبر

كتب : الطاهر ساتي