السودان الان

دعوة أممية لتوفير 1.4 مليار دولار للاجئين من جنوب السودان.. “محنة” الدولة الوليدة “المعاناة”

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – بهرام عبد المنعم
نظرا لتدهور الأوضاع الإنسانية في دولة جنوب السودان، حثَّت الأمم المتحدة، كُلًا من الدول المانحة والمجتمع الدولي للمساعدة لتوفير 1.4 مليار دولار أمريكي، لتلبية الاحتياجات الأساسية العاجلة لمليون و800 ألف لاجئ من جنوب السودان، لجأوا إلى البلدان المجاورة.
الدعوة العاجلة جاءت في بيان للأمم المتحدة، أمس (الاثنين)، في أعقاب اجتماع دولي من أجل دعم اللاجئين من جنوب السودان، عُقد في مكتب المنظمة الدولية في مدينة جنيف السويسرية. وشارك في الاجتماع المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية ديفيد بيسلي، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.
والأيام الماضية قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن حوالي 20 ألف لاجئ من جنوب السودان وصلوا إلى المناطق الحدودية السودانية خلال أسبوع واحد فقط هربًا من موجة العنف في منطقة أعالي النيل. وقالت المفوضية في نشرتها “إن ما يقرب من 20.000 لاجئ من جنوب السودان فروا عبر الحدود إلى السودان في الفترة من 29 أبريل إلى 6 مايو الجاري، ووصلوا إلى النيل الأبيض وجنوب كردفان”. ووفقًا لأرقام الأمم المتحدة، فقد لجأ من جنوب السودان إلى الجارة الشمالية 375 ألف شخص وإلى أوغندا 898 ألفا وفيما تستضيف إثيوبيا 375 ألفًا، وكينيا 97 ألفًا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية 76 ألفًا، وجمهورية أفريقيا الوسطى ألفان و200 لاجئ.
وفي كلمة له خلال الاجتماع، قال بيسلي، فإن “معاناة اللاجئين من جنوب السودان في دول الجوار لا يمكن تصورها. والعنف يشكل السبب الرئيس لهذه الأزمة”. وأضاف بيسلي، أن “موظفي الإغاثة الإنسانية يواجهون صعوباتٍ جَمَّة في الوصول إلى المحتاجين، والعديد من اللاجئين من جنوب السودان فقدوا حياتهم بسبب الجوع والمرض”.
نشرة مفوضية الأمم المتحدة التي حصلت عليها (اليوم التالي) أشارت إلى أن حوالي 1.300 شخص يصلون إلى النيل الأبيض يوميًا من منطقة الشلك عبر منطقة جودا ومقينص في أعالي النيل، كما أشارت إلى أربع نقاط دخول أخرى عبر جنوب كردفان. وتأتي هذه الموجة الأخيرة من اللاجئين بعد قتال عنيف بالقرب من (كودوك وتونغا) في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان. ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات إنسانية ونقدية لأكثر من مليون و800 ألف لاجئ في الدول المجاورة.
ويعود ذلك أيضًا إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بسبب تزايد الاحتياجات والمخاوف الأمنية في تلك المناطق.
وتشير المنظمات الإنسانية إلى أن لاجئي جنوب السودان قد تتوقف بهم السبل على طول الحدود لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف النقل إلى الخارج. “وقد أفاد اللاجئون بأن تكاليف نقلهم إلى السودان يصل إلى 1000 جنيه سوداني (150 دولارا أمريكيا)، الأمر الذي ترك العديد من اللاجئين غير قادرين على الدفع أو تقطعت بهم السبل بالقرب من الحدود في الرنك، جنوب السودان، أو أجبروا على الشروع في رحلة من 4 إلى 7 أيام سيرا على الأقدام”.
ويقول عمال الإغاثة إن ما بين 35.000 و 50.000 نازح قد يحاولون العبور إلى السودان قبل موسم الأمطار الذي يحد من حركتهم.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية_ السودان: “نظرًا لارتفاع أرقام الوصول المتوقعة، تتوقع المفوضية والشركاء وصول 180000 لاجئ جديد إلى السودان بحلول نهاية عام 2017”.
وتقدر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين من جنوب السودان الذين لجأوا إلى السودان منذ ديسمبر يبلغ أكثر 375000 لاجئ.
بالنسبة إلى فيليبو غراندي، وهو المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن “عددًا كبيرًا من اللاجئين، أجبروا على مغادرة منازلهم بسبب ظروف إنسانية غاية في الصعوبة أفرزتها الصراعات التي تدور جنوب السودان”.
ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان جولات من حرب أهلية يغلب عليها طابع النزاع القبلي بين قوات الرئيس سلفاكير ميارديت (قبيلة الدينكا) ومسلحين موالين لريك مشار، النائب المقال للرئيس (قبيلة النوير)؛ ما أسقط مئات القتلى.
وجرى التوصل إلى اتفاق سلام، في أغسطس 2015، لكنه لم يفلح في إنهاء الحرب، التي أوجدت معاناة إنسانية زادت المجاعة من حدتها في بعض مناطق البلد، الذي يسكنه أكثر من 12.5 مليون نسمة، وانفصل عن السودان عبر استفتاء شعبي، في يوليو 2011.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي