تقرير:أيمن المدو
في خطوة مفاجئة عدها عسكريون بأنها محاولة لقطع الطريق أمام استغلال رئيس أركان الجيش الشعبي المقال من منصبه الجنرال «مالونق أوان» لنفوذه وسط قيادات الجيش الشعبي لأحداث بلبلة في البلاد، أصدر رئيس دولة الجنوب الفريق أول سلفا كير ميارديت مرسوما جمهوريا قضى بتغيير اسم الجيش الحكومي إلى قوات دفاع جنوب السودان بدلاً عن اسم الجيش الشعبي لتحرير السودان بجانب تغيير هيكلة الجيش إلى ثلاث وحدات “القوات البرية”، “القوات البحرية” والدفاع الجوي على أن يتولى قيادتها ثلاثة قادة مختلفين.
أشار المرسوم الى أن الخطوة جاءت تماشياً مع اتفاقية السلام التي وقعت بين حكومة سلفا كير والمعارضة المسلحة بقيادة نائبه السابق رياك مشار في أغسطس من العام 2015.
وبحسب المراقبين تعد هذه الهيكلة هي الأكبر للجيش الشعبي منذ انفصال الجنوب في يوليو من العام 2011م.
إعادة الهيكلة
بموجب المرسوم تم تغيير وظيفة رئيس هيئة الأركان إلى المفتش العام لقوات الدفاع بيد أن سفير دولة الجنوب بالخرطوم ميان دووت أشار في تصريح لـ(آخر لحظة) بأن التغييرات التي حدثت في مؤسسات القوات المسلحة بالجنوب كانت خاصة بالهيكلة الداخلية، مستبعدا في ذات الوقت تغيير مسمى الجيش الشعبي إلى قوات دفاع السودان.
وشدد بأن تغيير مسمى الجيش يخضع لسلطات البرلمان بموجب الدستور بعيدا عن صلاحيات الرئيس سلفا كير.
أكد القيادي الجنوبي الأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام بالجنوب إستيفن لوال أن تغيير اسم الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان مطلب بحكم أن دولة جنوب السودان أصبحت دولة قائمة بذاتها ولا تحتاج إلى» تحرير» .
وأشار أن هذا الإجراء طال انتظاره منذ الانفصال وأن قرار تغيير الاسم يعتبر ناجحاً لإبعاد الحركة الشعبية قطاع الشمال من الساحة السياسية والعسكرية بالجنوب.
واعتبر أن هيكلة قيادة قوات دفاع جنوب السودان تعد خطوة إيجابية مقبولة أفلحت في إعادة هيكلة إدارات الجيش وتوزيعها بحسب الاختصاصات المختلفة بجانب فصل القوات البرية والبحرية والجوية كلاً على حدا.
*تغيير الإستراتيجية
الخبير العسكري اللواء محمد عباس يرى أن تسمية الجيوش في دول العالم الثالث يغلب عليها طابع الارتباط بالتنظيمات السياسية الحاكمة وقال هذه التسميات تأتي بحسب المرحلة الثورية المعينة، وأكد أن الهيكلة التي تتم لهذه الجيوش تتوقف على العدائيات المحتملة بجانب الأحوال المالية الجيدة في البلاد التي تريد أن تعيد هيكلة جيشها ،لافتا إلى أن خطوة هيكلة الجيش الشعبي بالجنوب مهمة لبناء الجيش وفقاً المعايير القومية الحديثة وقطع بأن الخطوة تمت نتيجة للضغوط الدولية التي مورست على سلفا كير من أمريكا وأوربا بضرورة فك ارتباط الجيش الشعبي مع قطاع الشمال واعتماد القومية كهوية موحدة للجيش، وقال عباس إن استبدال مسمى الجيش الشعبي إلى قوة دفاع الجنوب، يؤكد تغيير إستراتيجيته السابقة من الهجوم إلى الدفاع عن البلاد.وفي السياق استبعد القيادي بالمؤتمر الوطني د.ربيع عبد العاطي وجود علاقة بين تغيير اسم الجيش بالجنوب بفك الارتباط بين الجيش الشعبي مع قطاع الشمال، مشيرا إلى أن فك الارتباط بينهما لا يتم بتغيير المسميات دون المفاهيم.
*فك الارتباط
ويقول أستاذ العلاقات الدولية د.راشد التجاني أن التغيير الذي طرأ على مسمى الجيش الشعبي بالجنوب مرده إلى التخوفات الرئاسية من اختراقات الجنرال المقال ملونق في قيادات الجيش والسيطرة عليها خصوصاً بعد أن قام سلفا بإقالة كل من له علاقة بالجنرال ملونق مثل قائد الحرس الجمهوري الذي أطاح به مؤخرا بعد شكوكه في موالاته لملونق، وقال راشد ان كل هذه الخطوات تأتي لأجل إعادة ترتيب وهيكلة الجيش الشعبي من الداخل بعد إبعاد كل أصحاب النفوذ من المشهد.
وأكد أن تغيير مسمى الجيش الشعبي كان مطلبا من الحكومة السودانية عقب الانفصال لأجل فك ارتباطه بقطاع الشمال، وأشار بأن هذه الخطوة ستساهم في دفع علاقات جوبا بالخرطوم في المحاور كافة.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة