كتابات

محمد عبدالقادر يكتب : الحكومة الانتحارية!!

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

لا أدري ما الذي يغري الساسة بالسعي لحكم السودان أو التشبث به عندما يكونون على سدة السلطة، أزمات اقتصادية وأمنية، غلاء فاحش، ضعف في الخدمات، انهيار في البنيات التحتية، جيوش، وحركات، دولة (مفلسة) و(مديونة)، ولكن على كل حال هي سنة التدافع التي جرت على خلقه من سياسيين يتعاركون دائماً على لا شيء.
قلبي مع الحكومة القادمة سواء كانت كفاءات أو أحزاباً، ستكون حكومة انتحارية وسترث بحول الله دولة تواجه شبح الانهيار في كل المجالات، الأزمة الاقتصادية تمسك بتلابيب الوطن، ندرة في كل مقومات الحياة، الخبز، الوقود، الكهرباء، المياه، غلاء فاحش في الأسواق، تراجع كبير في عملتنا الوطنية، ضعف في الإنتاج وغياب للصادر.
احتقانات سياسية عالية ترشح أطرافاً عديدة لتكون على رأس معارضة الحكومة القادمة، حركات مسلحة ناقمة وبعضها طامع في كيكة السلطة التي من المؤكد أنها لن تكفي الجميع.
ستواجه الحكومة القادمة بتحديات الأمن والسياسة والاقتصاد والخدمات، ستواجه واقعاً مأزوماً ومعارضة شرسة، لا أعتقد أن صبر المواطنين المكتوين بالندرة وانفلات السوق والغلاء سيمهل الحكومة الفرصة الكافية لتدارك أخطاء الماضي ناهيك عن التخطيط للمستقبل.
ترى هل سيمنح المواطنون فرصة كافية للحكومة القادمة أم أن الأوضاع الاقتصادية المأزومة ستعيد إنتاج المظاهرات والمطالبة برحيل الحاكمين، هل أعدت قوى الحرية والتغيير نفسها لمواجهة القادم، هل لديها ما يكفي من استراتيجيات سياسية وأمنية واقتصادية تعينها على تجاوز المطبات المتوقعة؟!.
ما هو دور المجتمع الدولي لإعانة الحكومة القادمة على تأدية مهامها، هل سيكتفي بالدعوة لقيام السلطة المدنية فقط أم سيعينها بما يلزم من مساعدات على تجاوز واقعها الراهن، كيف سيتم التعامل مع العقوبات الاقتصادية الأمريكية، هل سيتم إعفاء الديون، كيف ستتعامل دول الخليج والجوار مع تحدياتنا الاقتصادية، هل ستسعى بعضها لتعميق أزماتنا وجراحنا سعياً لتغيير جديد أم ستقدم إحساسها بإنسان السودان على حساب التقاطعات والأجندة.
الأولى أن يكون هنالك توافق بين أطراف الملعب السوداني يحقق الاستقرار السياسي المنشود، الأوضاع خلال الفترة الانتقالية لن تكون على ما يرام، الموسم الزراعي مهدد بالفشل، إنتاج الذهب وغيره خلال الفترة الماضية لم يكن على أشده، القادم لا يبشر بالخير ويستدعي أن يتنادى أصدقاء السودان للتعامل بما يلزم من ترتيبات تعيننا على تجاوز الفترة الانتقالية وتقتضي من العسكريين وقوى الحرية والتغيير إعمال أعلى قدر من التنسيق والتفاهم للعبور بالسودان ومواجهة التحديات القادمة.

اليوم التالي

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز